هل نجحت الحكومة وستجتاز امتحان رمضان؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/06 الساعة 01:41
تغيرت مظاهر الاستقبال والاستعداد لشهر رمضان كثيرا، نظرا للتغيرات المجتمعية وما صاحبها من مدخلات جديدة على الاسر والمجتمع، حتى اصبحنا نتعامل مع هذا الشهر الفضيل وكـأنه للاكل والشرب ومتابعة الافلام والمسلسلات و السهر، وفي خضم ازدحام وازمة البرامج الترفيهية نسي معظمنا المعاني والقيم والمبادئ، التي جاء بها الإسلام في هذا الشهر المبارك العظيم.
حتى ان السلوكات الاجتماعية التي اعتدنا عليها و كانت جزءا من عاداتنا وطقوسنا المحببة في رمضان اصبحنا نفتقدها في هذا الشهر، فلم نعد نرى اللمات والجلسات الاسرية والعائلية يجتمعون حول مائدة واحدة ومن ثم يكملون طقوس يومهم من الصلاة والعبادة والنقاشات والحوارات العائلية.
ان رمضان الذي كنا ننتظره طويلا لتجديد الايمان والبعد عن الذنوب والمعاصي بالتقرب الى الله بالعبادات والتوبة وكثرة الاستغفار والاكثار من تلاوة القرآن اصبح ليس هو الان، بعد ان انشغل الكثيرون بهموم السياسة والاقتصاد وتأمين احتياجاته الذي حولناه نحن الى عبء مالي واقتصادي على عكس ما يجب، مشكلا حالة من الهوس والازدحام في الطرقات والاسواق.
هذا من الناحية الايمانية و على الصعيد الاجتماعي وما ينبثق عنه من سلوك، اما على الصعيد السياسي فانه يشكل حالة قلق لجهة ومصدر تهديد وتخويف لجهة اخرى لما سبقه من تلويح بالتهديد والاعتصامات والحراكات و تكرار لمشهد رمضان الفائت، مما يقودنا لطرح سؤال ماذا يحمل لنا رمضان في هذا العام ؟ وماذا يخفي بين ايامه من مفاجآت وتغيرات ؟ وهل سنشهد رمضانا ساخنا تزداد سخونته بعد الافطار يكرر نموذج العام الماضي ؟ ام انه سيمر بردا وسلاما على الحكومة ؟.
بداية نعتقد ان الحكومة استفادت من تجربة واخطاء سابقتها واتخذت جملة من الاجراءات والخطوات لتهدئة الشارع بعيدا عن الاستفزاز والاستعلاء صاحبها الكثير من الوعود والتصريحات باننا سنشهد عاما دون ضرائب ورفع اسعار و على الرغم من ارتفاع اسعار النفط عالميا فان الحكومة لم تجر اي تغيرات على اسعارها، خطوات تهدف الى عدم استفزاز الشارع وايجاد اي مبرر له.
وفي ظل الحديث عن تغييرات وقرارات سيتم الاعلان عنها قريبا ومع ما تشهده المملكة من تحديات خاصة على الصعبد الخارجي، والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فان المشهد في رمضان يتمثل بعدة سيناريوهات الاول استمرار حالة التأييد الشعبي لمواقف الملك فيما يتعلق بصفقة القرن حيث تستفيد الحكومة من حالة الانسجام الشعبي مما يدفعها الى دعمها وتعميقها دون خروجها الى الشارع لتبقى بوصلة المواطنين على هذه الزاوية.
أما السيناريو الثاني هو مضي الحكومة بالتصريحات واصدار مزيد من الاجراءات والخطوات بشكل بطيء للاستفادة من الوقت مع استمرارها باطلاق الوعود التي ستدفع الشارع الى حالة من الانتظار والترقب خاصة في ظل تسريبات بانه هذا الشهر سيشهد سلسلة من القرارات مع علمنا بأن شعبنا يتفاعل مع القرارات والتغييرات كثيرا.
في ظل عدم الاستفزاز والهدوء الحكومي يتوقع ان نشهد برمضان وقفات احتجاجية ضعيفة لعدم وجود قيادة لها الا ان علينا ان لا ننسى المتعطلين عن العمل.
ومع ذلك فان حركة الشارع وتطلعه دائما لا يمكن التنبؤ بها فان اي قرارا ليس مدروسا قد يكون الشرارة التي تفجر الغضب الشعبي. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/06 الساعة 01:41