حكايتنا مع رمضان

مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/05 الساعة 13:19
ها قد مرت الايام والشهور ومضى عام كلمح البصر ونحن في سباق مع الزمن، ودعنا فيه رمضان بكل مزاياه من خيرات وصفاء وفرحة وبؤس وشجون , واليوم عاد رمضا ن بنهجه وثوابته ورسالته كما ارادها الله للعالمين , ولكنه يأتي الان بمتغيرات وظروف انسانية وحياتية مختلفة عن سابقه يترجم واقعاً جديداً تعيشه الامة بشقيه ضيق كان ام فرج نتقبله ونسعد بلقائه رغم كل الاحوال. عاد رمضان والغصة تقتلنا والالم يعتصرنا على ديار دمرت وعباد هجرت، والاقصى مازال اسيرا والحرمات مازالت تنتهك في ارض المسلمين والامة تعيش حالة من الفوضى والتفرقة والتخبط في جميع مفاصلها، ولا زالت تحت نير العبودية والاستعمار يلفها الغمام والضباب ولا تملك من امرها شيئا كانهم غثاء اللون والطعم والرائحة. عاد رمضان والفقر والجوع متفشي بين امته واصبحت معيشتهم ضنكة يقتاتون الفتات من الحاويات ويجوبون الشوارع متسولين قروشا تشتري لهم رغيف خبز يطعمونه لااطفال كزغب القطا حين جف حليب الامهات، وحيث غابت الابتسامة من على وجوه الاطفال يبحثون عن فانوس يضىء لهم سمر الليالي فلا يجدونه. والاب في عسر وضيق مائدته تشكوا من الهجران لاي نوع من الطعام بانتظار عمر بن الخطاب، هكذا حال الفقراء الصائمين في رمضان وفي اشهر ما قبله وما بعده. روحانيات رمضان تشتت شيعا واحزابا يتحكم فيها الافاقون ومن كل دين وضعي ينهلون يعلو صراخهم بكلمات حق وهم في غيهم يعمهون، يتلون ايات الله ولا يتفكرون ولا يهتدون يعظون الناس بالصلاح وهم مفسدون يغسلون وجوههم وقلوبهم ينسون وكل الى حزبه يدعون وفي فلك يسبحون ووراء الدرهم يتسابقون عزيزي رمضان , ان الواقع مرير مر العلقم والمستقبل مظلم ظلمة حالكة ولا نرى بصيصا للنور، والامل غير منظور ونفوسنا يائسة ومخنوقة فلا تبديل ولا تغيير وان مرت بنا السنون فاصلاح الحال من المحال حتى تتغير النفوس.
  • تقبل
  • سمر
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/05 الساعة 13:19