من يعيدنا إلى الواجهة؟
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 11:56
عبد الحافظ الهروط
تنهض «صناعة النجوم» في مختلف مجالات الحياة إذا ما توافرت إرادة الدولة واستثمرت قدرات الموهوبين ووجهّت المقدرات إلى مكانها الصحيح. وعلى بساطة القول، ورمزية النجومية، فقد غدا النجم الارجنتيني، قائد فريق برشلونة ليونيل ميسي، اسطورة كرة القدم دون منازع. فرد جعل اسم بلاده على لسان الملايين، وأزيد من المعجبين، عوضاً عن السمعة الجارفة لناديه الذي تبناه وصقل مواهبه وقدراته منذ طفولته، فاستوى على سوق اللعبة واستحوذ على حب جماهيرها. «صناعة» يحتاجها أي بلد أو مؤسسة لإنتاج لاعب وفنان وشاعر ومفكر وصحافي ورسام وفي كل حرفة تنهض بسمعة الوطن والموهوب ذاته. ما جعلني اشير إلى هذه «الصناعة» أننا في الأردن تمّكنا في «سنوات العسرة» ورغم قلة الإمكانات والأدوات والمال، من إنتاج مؤسسات ظلت روافع للوطن، وبرزت فيها كفاءات في الشعر والفن والمسرح والإعلام، فكانت مؤسساتنا تتقدم على كثير من نظيراتها في الدول التي حولنا، وكانت الكفاءة الأردنية «ماركة مسجلة» تُصدّر إلى دول الاشقاء، إلى جانب المُعلم والطبيب والمهندس والعسكري وغيرهم. مثل هذه «الصناعة» -وإن لم تكن بالمجمل- لم يعد لها رواج حتى على المستوى المحلي، وبتنا لا نشاهد في مناسباتنا تلك المواهب التي يمكن أن تبعث السرور في النفس أو تؤشر على الواقع الذي نحن فيه، وترفع معنويات الناس وتثير الحماس لديهم عند الأزمات. وما دفعني ايضاً، للحديث في هذا المجال، ما تناوله التحقيق الثقافي في صحيفة $ حول الأغنية الأردنية وكيف كانت أغنية هادفة بامتياز عندما كانت تحكم متطلبات إذاعتها، الكلمة واللحن والاداء وعذوبة الصوت، قبل أن تنتقل في وقتنا الحاضر إلى أغنية تخلو من هذه المعايير، فتحولت نشازاً. لقد فرضت الأغنية الأردنية في تلك المراحل وقعها السمعي وترسخت في وجدان الناس، مثلما كان لها أثر في تحريك مشاعرهم لتكون «سلاحاً» في صدور مستمعيها من الشعب والقوى العسكرية.. تجلت هذه الروح في مواقف مصيرية من تاريخ الوطن. من العجز أن نظل نجتّر تلك الأغنية أو نستحضر ذاك المسرح ونترحم على روح المطرب الفلاني، ونمنيّ النفس بالعودة إلى ما كان المواطن يسمعه ويشاهده ويردده في العقود الماضية، في الوقت الذي تكثر في حاضرنا المواهب ولكنها دون رعاية، وتتعدد المؤسسات وتتنوع أدواتها إلا أنها معطّلة، ولا نبحث عن شاب وشابة يمتلكان «خامة» صوتية، حتى إذا ما تركنا الساحة لمن هب ودهب وكل من ليس له علاقة بالموهبة، نقول «هذا الموجود»! على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني ووزارتي الثقافة والشباب أن تأخذ دورها، وإلا سنبقى نعيش على (أغنية اليوم) وهي تستبيح بمتناقضاتها، كما لو أننا في ساحة حرب، لا في مناسبة فرح، أو أننا نرقص في بيت عزاء، لا فرق !
تنهض «صناعة النجوم» في مختلف مجالات الحياة إذا ما توافرت إرادة الدولة واستثمرت قدرات الموهوبين ووجهّت المقدرات إلى مكانها الصحيح. وعلى بساطة القول، ورمزية النجومية، فقد غدا النجم الارجنتيني، قائد فريق برشلونة ليونيل ميسي، اسطورة كرة القدم دون منازع. فرد جعل اسم بلاده على لسان الملايين، وأزيد من المعجبين، عوضاً عن السمعة الجارفة لناديه الذي تبناه وصقل مواهبه وقدراته منذ طفولته، فاستوى على سوق اللعبة واستحوذ على حب جماهيرها. «صناعة» يحتاجها أي بلد أو مؤسسة لإنتاج لاعب وفنان وشاعر ومفكر وصحافي ورسام وفي كل حرفة تنهض بسمعة الوطن والموهوب ذاته. ما جعلني اشير إلى هذه «الصناعة» أننا في الأردن تمّكنا في «سنوات العسرة» ورغم قلة الإمكانات والأدوات والمال، من إنتاج مؤسسات ظلت روافع للوطن، وبرزت فيها كفاءات في الشعر والفن والمسرح والإعلام، فكانت مؤسساتنا تتقدم على كثير من نظيراتها في الدول التي حولنا، وكانت الكفاءة الأردنية «ماركة مسجلة» تُصدّر إلى دول الاشقاء، إلى جانب المُعلم والطبيب والمهندس والعسكري وغيرهم. مثل هذه «الصناعة» -وإن لم تكن بالمجمل- لم يعد لها رواج حتى على المستوى المحلي، وبتنا لا نشاهد في مناسباتنا تلك المواهب التي يمكن أن تبعث السرور في النفس أو تؤشر على الواقع الذي نحن فيه، وترفع معنويات الناس وتثير الحماس لديهم عند الأزمات. وما دفعني ايضاً، للحديث في هذا المجال، ما تناوله التحقيق الثقافي في صحيفة $ حول الأغنية الأردنية وكيف كانت أغنية هادفة بامتياز عندما كانت تحكم متطلبات إذاعتها، الكلمة واللحن والاداء وعذوبة الصوت، قبل أن تنتقل في وقتنا الحاضر إلى أغنية تخلو من هذه المعايير، فتحولت نشازاً. لقد فرضت الأغنية الأردنية في تلك المراحل وقعها السمعي وترسخت في وجدان الناس، مثلما كان لها أثر في تحريك مشاعرهم لتكون «سلاحاً» في صدور مستمعيها من الشعب والقوى العسكرية.. تجلت هذه الروح في مواقف مصيرية من تاريخ الوطن. من العجز أن نظل نجتّر تلك الأغنية أو نستحضر ذاك المسرح ونترحم على روح المطرب الفلاني، ونمنيّ النفس بالعودة إلى ما كان المواطن يسمعه ويشاهده ويردده في العقود الماضية، في الوقت الذي تكثر في حاضرنا المواهب ولكنها دون رعاية، وتتعدد المؤسسات وتتنوع أدواتها إلا أنها معطّلة، ولا نبحث عن شاب وشابة يمتلكان «خامة» صوتية، حتى إذا ما تركنا الساحة لمن هب ودهب وكل من ليس له علاقة بالموهبة، نقول «هذا الموجود»! على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني ووزارتي الثقافة والشباب أن تأخذ دورها، وإلا سنبقى نعيش على (أغنية اليوم) وهي تستبيح بمتناقضاتها، كما لو أننا في ساحة حرب، لا في مناسبة فرح، أو أننا نرقص في بيت عزاء، لا فرق !
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 11:56