نعم السمع والنطق والبصر
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/27 الساعة 11:16
قال الله تعالى في كتابه العزيز (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). نعم، خلق الله لنا عينين اثنتين واذنين اثنتين ومنخارين اثنين في أنفنا وفماً واحداً ولساناً واحداً وشقتين وجبهة عريضة عرض أربع أصابع اليد ... إلخ. وزودنا بأرقى أجهزة وسائل الاتصال المرئية والمسموعة والمحسوسة اللاسلكية. كما زودنا بالعقل الكبير المتميز عن دون خلقه ولهذا نحن أرقى المخلوقات من بين مخلوقاته جميعاً. وعلاوة على ذلك سخَّر لنا كل ما خلق في السموات والأرض ومن فيهن ... إلخ. وكيف لا؟! ونحن خلائفه في الأرض من بعد سيدنا آدم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)).
نتكلم في هذا المقال عن نعمة السمع والنطق والبصر وهي من نعم الله علينا التي تجعلنا نسمع ما يحدث من أصوات ونتكلم مع غيرنا ونرى كل ما يدور حولنا وبذلك يتم التواصل والتعامل مع غيرنا من بني آدم ومن مخلوقات ربِّ العالمين من حولنا. علماً بأن حاسة السمع هي أول حاسة تعمل في الجنين في رحم أمه. وبدون حاسة السمع لا يستطيع الإنسان أن يشغل ويستفيد بشكل مفيد من بقية الحواس عنده وبالخصوص حاستي النطق والبصر.
وهذه النعم بالفعل من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى علينا كما قال الله (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). فحاستا السمع والنطق أساسيتان في الانصال والتفاعل مع من حولنا من مخلوقات وموجودات ربِّ العالمين. فلو تعطلت حاسة السمع عند أي إنسان تصبح عملية التعلم عنده صعبة جدا وبالتالي يصبح التفاهم معه من أصعب ما يمكن، ولا نستطيع أن تتواصل معه إلا بلغة الإشارة أو بالكتابة إذا كانت حاسة البصر تعمل عنده. فمثلاً لو أحد زملاء أي إنسان نادى عليه في أي مكان فأول ما تشتغل عنده حاسة السمع فيسمع صوت المنادي ومن ثم يلتفت وتشتغل عنده حاسة البصر، فيرى من ينادي عليه وبناءاً على ذلك تشتغل عنده حاسة النطق فيرد ويقول له: نعم يا فلان، أو غير ذلك من الكلام.
فلو تعطلت حاسة السمع عند أي إنسان، فكيف سيعلم ماذا يدور حوله من كلام؟ أو أحداث و/ أو أصوات؟ وحاسة السمع كما ذكرنا هي التي تحرك حاسة البصر والحركة والنطق عند الإنسان. ولكن لو تعطلت حاسة النطق عند الإنسان فيمكنه أن يتصرف بالإشارة أو بالكتابة أو بأي أسلوب آخر للتعبير عمَّا سمعه أو للإجابة عن أي سؤال يوجه له. ولكن لو تعطلت حاسة البصر عند أي شخص وحاستي السمع والنطق تعملان عنده يستطيع أن يجيب ويتفاعل مع من حوله بيسر أكثر بكثير مما لو تعطلت عنده حاسة السمع، فحاسة السمع من أهم الحواس وأساسية والعامل المحرك لبقية الحواس عند الإنسان.
وللعلم فإن حصل أي خلل في حاستي السمع والبصر، يمكن للطب أن يعالجهما بعمل سماعة للأذن إن أمكن ذلك، أو عمل عملية تصليح للعين وزراعة عدسه إن أمكن ذلك وبالترتيب. ولكن إذا تعطل النطق عند أي إنسان لا يستطيع جميع أطباء العالم تصليح النطق عنده. ولهذا السبب تحدى الله خلقه أجمع عندما قال في كتابه العزيز (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات: 22 و 23)). وقسم قسماً عظيماً ... إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ولم يقل مثل ما أنكم تسمعون أو تبصرون. وقد زودنا الله بكمرتين(عينتين) لا مثيل لهما في العالم وبمواصفات ربَّانية لا يستطيع أي مصنع للكاميرات في العالم تصنيع مثلهما مهما بلغت مواصفات وقدرات التصنيع من الدقة. وجفنين كمساحتين للعينين من الغبار ومن عدم وضوح الرؤيا بسبب تقلبات الطقس من حار لبارد أو بسبب مؤثرات خارجيه. كما زودنا الله أيضا بجهاز للدمع لغسل وتعقيم العينين عند الحاجة، إذا ما قارنا العينين بالنظارات البصرية أو الشمسية والتي بحاجة وباستمرار للمسح والتنظيف بمواد منظفه.
فالحمد والشكر لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له بكرةً وأصيلاً على نعمه جميعاً وعلى نعم السمع والنطق والبصر التي تعد من أكبر نعم الله علينا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الأحزاب: 41 و 42)).
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/27 الساعة 11:16