الإحساس واللمس
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/26 الساعة 15:21
قال الله تعالى في كتابه العزيز ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). نعم، خلق الله لنا عينين إثنتين وآذنين إثنتين ومنخارين إثنين في أنفنا وجبهة عريضة عرض أربعة أصابع اليد ... إلخ. وزودنا بأرقى أجهزة وسائل الإتصال المرئية والمسموعة والمحسوسة اللاسلكية. كما زودنا بالعقل الكبير المتميز عن دون خلقه ولهذا نحن أرقى المخلوقات من بين مخلوقاته جميعاً.
وعلاوة على ذلك سخَّر لنا كل ما خلق في السموات والأرض ومن فيهن ... إلخ. وكيف لا؟! ونحن خلائفه في الأرض من بعد سيدنا آدم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)).
في هذا المقال أريد أن أركز على نعمة حاسة اللمس والإحساس وهي من نعم الله علينا، نعمة توجد في الجلد. فأعطانا الله نعمة اللمس والإحساس لنشعر بدرجات الحرارة في فصل الصيف وفي فصل الشتاء المتفاوته إرتفاعاً وإنخفاضاً بالترتيب. أو عند تناولنا المشروبات والأطعمه الساخنة او الباردة لنميز بين تفاوت درجات حرارتها او برودتها. وهذه النعمة بالفعل من نعم الله التي لا تعد و لاتحصى عندما قال (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)).
فنتساءل لو تعطلت حاسة اللمس والإحساس عند أي شخص؟! فكيف له إذا لمس أو قبض على شيء ما سيحس ويشعر بدرجة برودته او حرارته؟. وكذلك إذا تناول مشروبات او أطعمة فكيف سيحس بدرجة برودتها أو حرارتها؟. فلو تعطَّلت حاسة اللمس والإحساس عند أي شخص سوف يواجه صعوبات كبيرة جدا وللغاية في التعامل مع الأشياء حوله. والأهم من ذلك كيف سيحس ويشعر الأبوين بإرتفاع درجة حرارة أطفالها إن كانت مرتفعة او منخفضة لدرجة الخطورة؟. ومن الممكن أن يجلس الشخص المحروم من نعمة اللمس والإحساس بقرب شيء ما درجة حرارته عاليه جدا ويحرق نفسه وهو لا يدري. وكذلك لو كانت درجة الحرارة في المكان الذي يجلس فيه باردة جدا تصل درجة الصفر او تحت الصفر سوف يتجمد ويهلك وهو لا يدري ايضا. وكذلك بالنسبة للمشروبات والمأكولات إذا تناولها وكانت درجة حرارتها باردة جدا او مرتفعة جدا سوف يؤذي نفسه وهو لا يدري فتكون حياته مأساة.
فالحمد والشكر لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له بكرةً وأصيلاً على نعمه جميعاً وعلى نعمة اللمس والإحساس التي تعد من نعم الله الكبيرة علينا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الأحزاب: 41 و 42)).
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/26 الساعة 15:21