لماذا مازلنا نصدق السياسيين؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/26 الساعة 02:12
/>الكاتب : اسماعيل الخوالدة
ونحن نجلس فوق أطنان من الكتابات التي يتفق جلها حول الحقيقة التالية: السياسي يعيش على الكذب، ويبني أمجاده فوق أعمدة من الأكاذيب؟ بل أنّ الواقع هو أصدق كتاب لا يترك شاردة ولا واردة إلا وأحصاها عن أكاذيب السياسيين.
ومع هذا، مازلنا نمنحهم الثقة، نصوّت عليهم، نتابع أخبارهم باهتمام، وغالبا بتخوّف.
الأدهى والأمر من هذا، أننا نعلّق مصائرنا عليهم، وكأنهم وحدهم الذين يحملون لنا الخلاص من الشقاء الأبدي.
عالم الساسة هو عالم موت البراءة،ما معنى أن نحيا في عالم بلا براءة؟ هذا يعني أنّ الأخلاق مجرد أدوات لمنح الشرعية لأكاذيب السياسيين، ثمّ هؤلاء لا يذرون لهذه الحشود التي تصدق الأكاذيب إلا حفنة من الوعود الكاذبة
ومع ذلك، نصدّق الكذب السياسي، ولا نملك حتى شجاعة فضحه.
نحن بحاجة حقيقية إلى فهم سيكولوجيا الكذب .
ما هو أتعس شكل من أشكال الكذب؟ إنه ذلك الذي يكذب على نفسه فيصدق كذبته. ما اسموه الربيع العربي دخل منذ زمن في هذه الحالة من السكيزوفرينيا المزمنة، حتى أنّه صار يصدق ربيعاً عربياً أفضل من سويسرا، أو من أمريكا أو من اليابان، إنه عصر الكذب بامتياز، فمن نصدّق؟
  • منح
  • أخبار
  • يعني
  • عرب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/26 الساعة 02:12