بين العباءة القطرية والتهنئة الملكية

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 23:52
مدار الساعة - عبدالحافظ الهروط - لم تكن عمان بعيدة يوماً عن الدوحة، وكل هذا الصمت بين العاصمتين، ظل حديث الذين تقلقهم احوال الأمة التي تقطعت اوصالها بفضل سياسات لا رابح فيها عربي، والخاسرون وحدهم العرب.

ولو عدنا الى تاريخ الامة من محيطها الى خليجها، لوجدنا ان الاردن لم يكن على خلاف مع اي بلد عربي في يوم من الايام، وان حدث فتور حول مسألة ما، فإنه يبقى مجرد وجهة نظر فيها الاختلاف لا الخلاف الذي تغلق الحدود وتلغى جوازات السفر بسببه.

هذا ليس التفافاً على اي شكل هي العلاقة بين الاردن ودولة قطر؟، وأن مجيء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى عمان ولقاءه الملك عبدالله الثاني في هذا الوقت بالذات، فتح شهية الصحافيين ورجال السياسة على اتساعها لمعرفة أبعاد الزيارة ومردودها على مستوى البلدين الشقيقين والدول الشقيقة وحتى الصديقة.

واذا كانت ظروف المنطقة قد فعلت فعلتها، وجعلت من الاردن وقطر "حجر الرحى" حالهما حال بقية الدول العربية، فإن القيادتين الاردنية والقطرية كانتا على الدوام لهما مواقف مشتركة ولكنها خاصة، وهذه بعض الأمثلة :

عندما أخذ المرض اللعين يتسلل الى جسد الراحل الحسين، وغادر عمان للعلاج في أميركا، كان القادة العرب يرقبون تلك الرحلة الصعبة، حتى اذا ما عاد الحسين الى البلاد وكان يقود الطائرة بنفسه ونزل ارض المطار كان أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعباءته البيضاء تهزها نسمات عمان، على رأس المستقبلين ووحده الزعيم العربي، هذه الأولى.

مرت السنون، وغادر الحسين الدنيا باسرها الى "دار الحق" فتولى الملك عبدالله الثاني نظام الحكم، كما تبدلت عند العرب أنظمة ، لأسباب عديدة، منها السياسية ومنها لأسباب الوفاة، ورأى النظام الاميري في دولة قطر وبرغبة من الشيخ حمد، يسمى الآن "الأمير الوالد" ان ينتقل النظام الى ابنه سمو الشيخ تميم، قدم جلالة الملك تهنئة الاردن الى القيادة الجديدة للدولة الشقيقة، وكان الأول بين الزعماء العرب الذي تحط به الطائرة على ارض الدوحة، وهذه الثانية.

الأقلام التي تتغذى على "التبر" ولا تُغمس بـ "الحبر" القومي، وقد عًُرف اصحابها باللمز والغمز، بحيث ردوا الصمت والعتب بين الدوحة وعمان الى "الدعم المالي" او ما يسمى بـ"بالمنحة الخليجية"، نقول لهذه الاقلام وأصحابها: الاردن وقطر أكبر من ان يجمعهما المال، فعلاقة البلدين التاريخية هي التي تاسست على النهوض الثنائي، الذي يشكل مدماك البناء في البيت العربي، وان غداَ لناظره قريب.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 23:52