رقصة الدبلوماسية المعقدة.. هكذا أصبحت موسكو الآن أهم لدى إسرائيل من أي وقت مضى
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 21:23
مدار الساعة- لقد رسخ التدخل الروسي المباشر في الحرب الروسية من موقف بشار الأسد، وضمن أن تغيير النظام لن يحدُث في أي وقتٍ قريب. وغيّر أيضاً وجه البيئة التكتيكية التي تُنفّذ القوات الجوية الإسرائيلية فيها عملياتها.
ويُحتمل أن تحدّ دوريات القتال الروسية وأنظمة الرادار المعقدة والدفاعات الجوية من حرية حركة إسرائيل في المجال الجوي السوري، موقع شبكة BBC البريطانية.
لذا فإن نتنياهو والرئيس الروسي لديهما الكثير لمناقشته. وبالفعل تجمعهما اجتماعاتٍ متكررة ومحيرة - هرع نتنياهو إلى موسكو بعد وقتٍ قصير من الإعلان عن بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، وعاد إلى هُناك مرة أخرى في أبريل/نيسان الماضي. تؤكّد تلك الاتصالات المنتظمة أهمية هذا "الزوج الغريب" في الدبلوماسية الشرق أوسطية.
بالطبع، لطالما أحدثت رؤية موسكو للشرق الأوسط فرقاً لدى إسرائيل. تظلّ روسيا عضواً دائماً بمجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة. وهي الداعمُ العسكري الرئيسي للاعبين إقليميين محوريين مثل سوريا.
وهي بالطبع الموطن الأصلي لمئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين ممن هاجروا من الاتحاد السوفييتي. والكثير منهم يحتفظ بروابط قوية مع روسيا.
تحلّ روسيا، في الوقت الراهن، محلّ الولايات المتّحدة كلاعبٍ رئيسي في إدارة الأزمة في سوريا (مع الإقرار بأن التدخّل المباشر في حربٍ هو تفسيرٌ "سخيّ" لعبارة "إدارة الأزمة).
وقد أشارت موسكو إلى أنّها تعتزم البقاء في سوريا على المدى الطويل. تُخطط روسيا لتوسعة قاعدتها البحرية الصغيرة في البلد، وتبدو قاعدتها الجويّة تدبيراً دائماً أكثر وأكثر مع الوقت. سيتأثر مستقبل البلد بلاعبين خارجيين رئيسيين مثل تركيا وإيران، لكن الروس هُم من يعتقد الإسرائيليون في إمكانية إقناعهم بحمل الاهتمامات الاستراتيجية لإسرائيل.
مسألة حزب الله لا تكترث إسرائيل كثيراً لمصير الأسد. اهتمامها يتركّز بشكلٍ رئيسي على ما يحدث في المنطقة الحدودية القريبة من مرتفعات الجولان الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. تخشى إسرائيل من اختراق الجماعات المتطرّفة للمنطقة وإعلان القوات المحلية دعمها لتنظيم الدولة الإسلامية. هذا هو الموقف بالنسبة لكتائب شهداء اليرموك - ميليشيا محلية تُسيطر على المنطقة المواجهة للقوات الإسرائيلية في الجزء الجنوبي من سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن. الآن ومع سقوط حلب في أيدي القوات الحكومية السورية - المدعومة من الروس وبشكلٍ حاسم من الإيرانيين - تتزايد المخاوف الاستراتيجية لإسرائيل. في رحلة إلى الجولان قبل بضعة أسابيع، أخبرني قادة عسكريون رفيعون بالجيش الإسرائيلي بقلقهم من إمكانية سيطرة الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله أو ميليشيات شيعية أخرى، على المنطقة الحدودية. ما يفتح جبهة أخرى بين طهران وإسرائيل. خطوط القتال في حربٍ مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران قد تمتدّ من ساحل البحر الأبيض المتوسّط بطول الحدود اللبنانية الإسرائيلية وداخل سوريا أيضاً، ما يجعل الصراع أكثر شمولاً وزعزعة للاستقرار. لذا فإن رسالة نتنياهو الرئيسية إلى بوتين ستُشير إلى ضرورة إعادة القوات الموالية لإيران إلى بلادها أو على أقل تقدير إجبارها على الابتعاد عن المنطقة الحدودية كجزءٍ من أي اتفاقية سلامٍ مستقبلية في سوريا. وربّما تحمل محادثاتهما أيضاً بُعداً عسكرياً. إسرائيل حريصة على المحافظة على تنسيقها العسكري مع روسيا من أجل تفادي المواجهات في المجال الجوي السوري. (وهو أمرٌ مشابه للترتيب المعمول به بين الولايات المتّحدة وروسيا في شمال سوريا). كذلك تحرص إسرائيل على منع وصول أنظمة التسليح المعقّدة إلى حزب الله، وتشنّ ضرباتٍ جوية دورية على المستودعات أو قوافل الأسلحة، وهذه الضربات لا يبدو أنّها قد أعاقت التواجد العسكري الروسي المُجاور بشكلٍ خاص. جُزءٌ كبير من تلك الأسلحة يأتي بالتأكيد من إيران، وتأمل إسرائيل بأن موسكو يُمكنها لعب دورٍ في كبح النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة. وقد كان الدور الإيراني المتوسّع في المنطقة عنصراً محورياً في المحادثات بين نتنياهو وإدارة ترامب الجديدة كذلك. لكن الروس هم اللاعبون الفاعلون على الأرض، ومن ثمّ تأتي الرقصة الدبلوماسية المعقّدة والمتعمّقة بين إسرائيل وموسكو. هافنغتون بوست عربي
مسألة حزب الله لا تكترث إسرائيل كثيراً لمصير الأسد. اهتمامها يتركّز بشكلٍ رئيسي على ما يحدث في المنطقة الحدودية القريبة من مرتفعات الجولان الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. تخشى إسرائيل من اختراق الجماعات المتطرّفة للمنطقة وإعلان القوات المحلية دعمها لتنظيم الدولة الإسلامية. هذا هو الموقف بالنسبة لكتائب شهداء اليرموك - ميليشيا محلية تُسيطر على المنطقة المواجهة للقوات الإسرائيلية في الجزء الجنوبي من سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن. الآن ومع سقوط حلب في أيدي القوات الحكومية السورية - المدعومة من الروس وبشكلٍ حاسم من الإيرانيين - تتزايد المخاوف الاستراتيجية لإسرائيل. في رحلة إلى الجولان قبل بضعة أسابيع، أخبرني قادة عسكريون رفيعون بالجيش الإسرائيلي بقلقهم من إمكانية سيطرة الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله أو ميليشيات شيعية أخرى، على المنطقة الحدودية. ما يفتح جبهة أخرى بين طهران وإسرائيل. خطوط القتال في حربٍ مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران قد تمتدّ من ساحل البحر الأبيض المتوسّط بطول الحدود اللبنانية الإسرائيلية وداخل سوريا أيضاً، ما يجعل الصراع أكثر شمولاً وزعزعة للاستقرار. لذا فإن رسالة نتنياهو الرئيسية إلى بوتين ستُشير إلى ضرورة إعادة القوات الموالية لإيران إلى بلادها أو على أقل تقدير إجبارها على الابتعاد عن المنطقة الحدودية كجزءٍ من أي اتفاقية سلامٍ مستقبلية في سوريا. وربّما تحمل محادثاتهما أيضاً بُعداً عسكرياً. إسرائيل حريصة على المحافظة على تنسيقها العسكري مع روسيا من أجل تفادي المواجهات في المجال الجوي السوري. (وهو أمرٌ مشابه للترتيب المعمول به بين الولايات المتّحدة وروسيا في شمال سوريا). كذلك تحرص إسرائيل على منع وصول أنظمة التسليح المعقّدة إلى حزب الله، وتشنّ ضرباتٍ جوية دورية على المستودعات أو قوافل الأسلحة، وهذه الضربات لا يبدو أنّها قد أعاقت التواجد العسكري الروسي المُجاور بشكلٍ خاص. جُزءٌ كبير من تلك الأسلحة يأتي بالتأكيد من إيران، وتأمل إسرائيل بأن موسكو يُمكنها لعب دورٍ في كبح النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة. وقد كان الدور الإيراني المتوسّع في المنطقة عنصراً محورياً في المحادثات بين نتنياهو وإدارة ترامب الجديدة كذلك. لكن الروس هم اللاعبون الفاعلون على الأرض، ومن ثمّ تأتي الرقصة الدبلوماسية المعقّدة والمتعمّقة بين إسرائيل وموسكو. هافنغتون بوست عربي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 21:23