داودية يحاضر في جامعة إربد الأهلية حول القدس في عيون الأردنيين
مدار الساعة - ضمن الأسبوع الثقافي الثاني الذي تقيمه مكتبة جامعة إربد الأهلية، القى معالي السيد محمد داودية، محاضره في الجامعة تحت عنوان القدس في عيون الأردنيين، اليوم الأربعاء 24/4/2019 في مدرج الكندي.
وفي بداية اللقاء قام الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس الجامعة، بإلقاء كلمة ترحيبية بمعالي السيد داودية، للتحدث حول القدس أحد أهم موضوعات الساعة محلياً وعربياً.
وألقى معالي داودية كلمة رحب في بدايتها بالحضور، وقال فيها: القدس في عيني الله، وبأن ثلاث ديانات نزلت في كيلومتر مربع واحد، وبأن القدس في عيون الأردنيين ليس كلاما بل أفعال، فالدفاع عن القدس "كار الأردنيين والجيش الأردني".
ولسنا بحاجة لإثبات.
وأضاف معالي داودية بأنه خلال تاريخها الطويل، فقد تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها واحتلالها 44 مرة، أي أنه تم تحريرها 43 مرة، وقد أظهرت إحصائية سنة 2000 أن القدس تحوي حاليا 1200 كنيس و160 كنيسة و75 مسجدًا.
وأكد معالي داودية على أن الهاشميون يؤدون واجباتهم تجاه المسجد الأقصى بكل سخاء، فقد تبرع شريف مكة الحسين بن علي، بمبلغ 25 ألف ليرة ذهبية عام 1924 لإعمار المسجد الأقصى، وحين وجد الملك الحسين أن لجنة إعمار المسجد الأقصى تعاني من نقص مالي كبير، فقد ارسل إلى لجنة الإعمار بتاريخ 11 شباط 1992، رسالة جاء فيها: فإنه ليسعدنا أن ننقل إليكم تبرعنا الشخصي، مقدماً لهذا العمل العظيم باسم أسرتي الهاشمية سليلة آل البيت وحاملة رسالته، وإذ علمنا منكم أنَّ ما هو متوفر لديكم هو مبلغ مليون ومائتي ألف دينار أردني، فإنني أضيف لهذا المبلغ ما مقداره 8.249.000 دولار تبرعاً شخصياً مني ومن أسرتي الهاشمية، وقد كان هذا المبلغ هو ثمن بيت الملك الحسين في لندن، باعه عندما علم بحاجة المسجد الأقصى إلى المال، فحمل معالي نبيه شقم رئيس التشريفات الملكية الأسبق ثمن البيت وقدمه إلى لجنة إعمار المسجد الأقصى، وحينذاك كتب الأديب هاشم القضاة: إنّ من يبيع بيته ليعمر بيوت الله لن يخذله الله أبداً.
وأشار معالي داودية بأن مسؤوليات ملكنا تجاه حماية المسجد الأقصى ورعايته، تعبر عن نفسها بأشكال دعم وحماية متنوعة وسريعة وأهمها المعركة الدبلوماسية الهائلة التي يخوضها من أجل المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وأمره بتعيين مئات المرابطين والمرابطات من أبناء القدس وبناتها، لحماية المسجد الأقصى من تغول المستوطنين الإسرائيليين، أما القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فإن تضحيات جيشنا الأردني من أجلها، تبين أهميتها في ديانتينا الإسلامية والمسيحية، وأن تضحيات جيشنا في فلسطين عام 1948 بلغت 20% من مجموع قواتنا، وكان مجموع الحامية الأردنية في معركة تل الذخيرة في الشيخ جراح بالقدس في 6 حزيران 1967، 101 جندياً وضابطاً استشهد منهم 97 وتم أسر بقية أفراد الحامية وعددهم 4 جنود، وجدهم العدو غرقى في دمائهم وقد نفذت ذخيرتهم.
وبين معالي داودية بأن جلالة الملك عبدالله يصنف في العالم من أبرز رجال السلام في العالم مما يجعل كلامه عن السلام العادل القابل للاستمرار، كلاماً موثوقاً معتمداً، حيث يؤكد جلالته على لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة، دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، في جميع المحافل الدولية، وفي المقابل يتمادى ترامب ونتنياهو في العدوان على الأمة التي إن كانت أمة سلام فهي ليست أمة استسلام.
واختتم معالي داودية كلمته بالتأكيد على أن هذا الالتفاف حول القيادة الهاشمية بعد تصريحاته الأخيرة بالوقوف صفاً واحداً نصرة للقدس هي رسالة مهمة لمن يخططون الصفقات، ويكشف لهم مستوى ومحتوى قبول أو رفض المشاريع التي يخططون لها، فيتم بالطبع، تغيير إحداثياتها ومكوناتها، حسب عنف وقوة المقاومة والرفض التي يرصدونها بدقة، لتضمن الحد الأدنى الذي يتوقعون أن ترضى به الشعوب، وبين بأن بلادنا ستدخل في حالة ضغط شديد في قادم الأيام، وقد "نجوع" لأننا على ثبات ولا نفاوض على القدس ونرفض كل المخططات، وعلى المجتمع الإسرائيلي أن يتوقف طويلاً لدراسة أسباب اندفاع الشهيد البطل عمر أبو ليلى، الفتى العربي الفلسطيني إلى التضحية بحياته، فهو عنوان جيل وعنوان مقاومة لن تنتهي، وهو الرسالة الواضحة التي تقول لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل ولا بقاء للاحتلال على الأرض العربية الفلسطينية، آخر الاحتلالات في العالم.
وبنهاية اللقاء قدم معالي داودية شكره وتقديره لإدارة الجامعة على هذه الاستضافة، وقام بالإجابة على أسئلة الحضور واستفساراتهم، بحضور الأستاذ الدكتور سالم الرحيمي نائب الرئيس، والعمداء، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، والذين تمنوا أن تتكرر مثل هذه المحاضرات المفيدة بمحتواها والتي تتناول موضوعات الساعة، وقدم للمحاضرة الدكتور أسامه حسن عايش صالح/ كلية الآداب.