سلحوب جمال الطبيعة وبساطة العيش

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 23:21
/>الكاتب : اسماعيل الخوالدة `
سلحوب ..تلك اللوحة التي تجسد جمال الطبيعة وسحرها وتأخذنا الى فسيح جنانها من أودية وجبال وارض معطاء ,أناس بسطاء.
هواء نقي ..وبيوت متواضعة للكثيرين أمنية تراودهم بالجلوس أمام إحدى نوافذها الصغيرة للتأمل في قطرات المطر التي تنساب على دفء التراب وسماع صوت الرعد الشجي وصوت السيول القادمة التي تجلب الهمم للرعوي والفلاح .. وروعة السماء وصفاؤها بعد يوم ممطر.
تلك الصورة الرائعة لملامح سلحوب الجميلة التي شدت الكثير اليها للسياحة فهي ملاصقة لغابة وصفي التل حيث تمتلئ يوم الجمعة وايام العطل ، ويوجد فيها ناد لضباط الامن العام مجهز بكل شيء لقضاء اوقات ممتعة للضباط وعائلاتهم ، غالبية اهل المدينة ذهبوا للعيش في سلحوب حيث الهدوء وطيبة اهلها عشيرة الخوالدة ( الجعافرة ).
سلحوب رغم بساطة العيش ورغم الصعوبات ورغم تهميشها من بلدية عين الباشا الا ان موقعها الجغرافي قد ساهم في استقطاب الكثير من الناس للتنزه او الرحيل اليها للسكن فيها، فمن يعاشر اهل هذه القرية ويعرف طيبتهم ونخوتهم وشهامتهم يتمنى ان يكون جاراً لهم ويقول المثل ( الجار قبل الدار).
وتبقى الطبيعة البسيطة الخلابة هي الصفة السائدة فيها من هواء واشجار .. ثمار وطيور وقلوب عامرة بالألفة والوفاء.
سلحوب التي تنعم بسماء صافية وليل جميل وهواء منعش ونسيم عليل يطيب للإنسان الاقامة فيها ناعماً بهوائها متمتعاً بظلها ومائها ومناظرها التي تستولي على النفوس وتشرح الصدور كصوت الشحرور الذي يشدو طرباً ومنظر الحمام فوق قمة الاشجار بهديلها الشجي وقطرات الندى التي تسيل من غصون الاشجار في منظر جميل جذاب.ويصور الانسان إحساس اهل القرية والاجواء الطبيعية والصفاء في الحقول والهواء وكذلك في النفوس التي تعرف معنى الصداقة والوفاء.
بعض سكانها ذهب للعيش في المدينة فلم ير فيها سوى الحجارة والفولاذ والثلج وغربة تسكن الروح بسبب البعد عن قطف عنب داني الثمر وعن روعة اشراقة للشمس الدافئة ودفء الاهل والاصحاب.
عرفت قرية سلحوب قديماً بتبادل المنتجات بين الافراد وهكذا كان العطاء ..فللجميع حق يناله من خيرات الطبيعة وما يجنيه المزارع بعد جد وعمل فيتقاسمون الخير دون وجود لأي تفرقة ..فالجميع يضمهم سراج حميم يضيء لهم دروباً من الود والتسامح.
ويصف المغترب د. محمود الخوالدة ( استاذ علم النفس جامعة البلقاء) ان قريته سلحوب هي( جنة الله على الارض) فهي مسقط رأسه وفيها نشأته وطفولته وحبه الفطري لها و لعشيرته الخوالدة ( الجعافرة ) ، واضاف انه يحن الى وطنه وقريته في سفوح الجبال .
ولكن سلحوب ذلك (العالم الصغير) بدأت تفقد الكثير من ملامحها العفوية حين أصبح العالم (قرية صغيرة) وحين أصبحت بساطة العيش ممزوجة بالتراكيب المدنية التي غيبت أبناء القرية وخسروا هنالك معنى الحياة والطمأنينة.
  • سلحوب
  • مال
  • لب
  • صورة
  • ضباط
  • الامن العام
  • عين الباشا
  • الرحيل
  • المزار
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 23:21