أمنيات تتحقق واخرى لا

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 12:39
يتمنى الإنسان منذ أن يصل إلى مرحلة الإدراك في عمره كثيراً من الأمنيات. والذي يجعله يتمنى أمنيات كثيرة هو ما يشاهده من حوله من أمثلة واقعية في حياته تعجبه مثل مهندس أو طبيب أو لاعب كرة أو صاحب مهنه او أستاذ مدرسة أو دكتور جامعي ناجح ومتميز وبارع في عمله ومحبوب. ونتذكر ونحن صغار كيف كان الكبار يسألوننا السؤال المعتاد وهو: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فنجيب ونشاهد الآخرين من أقراننا يجيبون مثلاً: طبيب، مهندس، أستاذ، طيَّار، لاعب كرة ... إلخ. ولكن بعد أن كبرناهل تحققت أمنية كل واحد منَّا؟ ربما تحققت عند البعض ولم تتحقق عند الكثيرين. يحاول كل شخص أن يكون ما يتمنى ولكن في كثير من الأحيان لا يستطيع أن يحقق ما يتمنى أو يصبوا إليه، فنستنتج أن امور حياة الإنسان ليست بيده وإنما بأمر ربِّهِ وعلى الشخص مِنَّا أن يقبل بما حقق ووصل إليه من إنجاز في حياته وخصوصاً وأنه بذل جهده وحاول ولم يقصر في المحاولات. ويتقبل كل ما حدث معه من احداث خلال حياته لأن الله قال في كتابه العزيز (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). أي أن سيرة حياة كل إنسان مكتوبة منذ الأزل من قبَلْ ِخَلْقِهِ أي في عالم الذَّرِ. وكما قال المتنبي من خبرته الطويلة في الحياة: ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فكثيراً من الأحيان يرغب الإنسان في الحصول على شيء مثل الزواج من فتاة جميلة جداً، شراء سيارة فارهه أو منزل جميل أو السفر إلى بلد معين والإقامة فيه أو الحصول على منصب عالٍ معين. ويكون الوصول إلى ما يريد قاب قوسين أو أدني أو كما يقولون: وصلت اللقمة للفم، وتتغير الظروف ويُمْنَعُ هذا الإنسان من تحقيق رغبته. فكثيراً من الناس لا يتمالكون أنفسهم ويستشيطون غضباً وربما يقولون: لماذا يا رَبِّ فعلت معي كذا؟ ولماذا حرمتني من رغبتي؟ ولماذا حصل عليها فلان ولم أحصل عليها أنا؟ ... إلخ من الكلام غير المنطقي الذي لا يُرْضِي ربِّ العزة والجلالة، وينسى أن الله قال في كتابه العزيز( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 216)). وتوضح هذه الآية أن الإنسان لا يعلم الغيب وأن ألله منعه من الحصول عل ما يرغب لأن في ذلك خير له والعكس صحيح. ربما أنه يكره الإنتقال من عمل لآخر والله يعلم أن في إنتقاله للعمل الجديد خير له ولو بقي في مكان عمله لحصل معه ما لا يسره (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)). ولما تقدم نقول لكل الناس وَكِّلِوا أموركم لله سبحانه وتعالى وإتقوه في جميع أمور حياتكم وأخرتكم وحاولوا الجد والإجتهاد وإقبلوا ما يكتبه الله لكم. لأن الله طيباً ولا يقبل لعباده إلا طيباً والذي فيه الخير لهم. ومن كان الله حسبه فهو حسبة ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب وكن مع الله ولا تبالي.
  • تقبل
  • مال
  • خرجا
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/23 الساعة 12:39