أستاذٌ للشيطان
أخبرني (خالد) وهو أحد المهنيين الذين يعملون في تصليح السيارات قصة أودّ نقلها للقارئ الكريم، حيث سيتأكد أنّ من الإنس من يصلح معلما وأستاذا لإبليس وجماعته من الشياطين.
يقول خالد: جاءني سائق مركبة سفريات خارجية تعمل على خط عمان الشام بيروت، وقد تفحّمت سيارته، وطلب مني أن أعيدها إلى سابق عهدها، فقلت له: تكلفك سبعمائة دينار، فقال: موافق، حتى يرضى صاحبها ولا يغضب مني. فسأله خالد عن سبب احتراق السيارة إلى هذه الدرجة فأجاب: الله أعلم، قضاء وقدر، ربما سيجارة من راكب أو مارّ.
يقول خالد: طلبت منه أن يعطيني دفعة تحت الحساب، فقال: لا أملك دنانير أردنية، سأعطيك دولارات، وبالفعل أعطاني دولارات جديدة، من حدة طرفها ممكن أن تقطع رأس عصفور. وبدأت بإصلاح السيارة، فمرّ بعد يومين ثلاثة رجال، وقفوا أما المحلّ وبدؤوا ينظرون إلى السيارة ويتفحصونها، ثم انصرفوا دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.
يقول خالد: زارني بعدها مالك السيارة، فسألني عما حصل، فأخبرته، وذكرت له الثلاثة الذين تفحصوا السيارة ثم انصرفوا، فقال لي: هل وجدوا شيئا؟ فقلت: السيارة متفحمة، ماذا عساهم يجدون سوى الرماد؟ لكن من هم هل تعرفهم؟ فأجاب مالك السيارة: إنهم أصحاب الأمانة التي كان يحملها السائق في سيارتي.
تغير وجه خالد وتلوّن وقال: أي أمانة، لم يخبرني السائق عنها؟ فقال: كانت الأمانة عبارة عن كمية كبيرة من الذهب والدولارات، وكان المطلوب من السائق أن ينقلها من بيروت إلى عمان ليوصلها لهؤلاء الجماعة. ولكن السائق يدعي أن السيارة قد احترقت بما فيها، وقد أكل الحريق السيارة بما فيها.
سأل خالد: إذا كنت منزعجا على سيارتك فإنها ستعود كما كانت وأحسن، وقد دفع السائق ثمن بعثها وإعادة الروح إليها، أما الأمانة فلم أر شيئا، وحقك أن تنزعج لعدم وصولها لأصحابها.
فقال مالك السيارة: لست منزعجا على السيارة ولا على عدم وصول الأمانة، أنا منزعج لأن السائق لم يقاسمني ما أخذه، وأنا على ثقة أنه سرق المال والذهب، وافتعل الحريق كي يُخفي جريمته، لذلك سأبلغ عنه الشرطة، وحسبي الله ونعم الوكيل.
الدستور