نقيب الصحفيين.. علمنا الفرق بين الاحتجاج والكتابة
كتب الصحفي خلدون عبدالسلام الحباشنة
النوايا الطيبة لا تكفي، صناعة اعلام حر تحتاج الى ممارسة مهنية، فقدان الدقة والموضوعية لا تعني سوى ان نصوصا ما حمالة اوجه هي التي ساهمت في خلق تابوهات وخطوط حمراء، غريب انها في الاردن لم تؤد الى دم سال على مذبح الحقيقة، ولكنها راكمت الكثير من الابطال.
لن اتحدث عن الحقيقة التي تستدعي التفريق بين الاحتجاج وبين الكتابة، فالاولى حق ان وجد مبررا منطقيا، اما الثانية "الكتابة" فهي علم لا تهاون فيه.
شبع الاعلام الرسمي نقدا، ثم انتقلنا الى نبوء الاعلام الالكتروني التي توقعنا لها ان تتمرد على النص الرسمي الذي يقولون انه "معلب " ثم فتحنا الشهية على نص الكتروني لا ورقي يكون طازجا ينقل معاناة الناس كما هي لكننا فوجئنا ان الامر لا يعدوا كونه مواقع عائلية في موازاة اعلام دولة.
خرجنا جميعا باتجاه الحالة الاوسع وسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن افق ارحب بين ممرين ضيقين الاول رسمي محكوم باستراتيجية الجدة والصرامة والممر الثاني الاكثر ضيقا محكوم لرؤى شخصية، المعاناة مستمرة لان وسائل التواصل عادت بنا الى مرحلة ما قبل الاعلام نفسه.
اصرار البعض منا على المواربة والمقاربة دون التسديد المباشر، يعني ان الخلل هو في الاعلاميين انفسهم وليس في شكل المنصة التي يستعملونها، الحافة ومفترق الطرق والمنعطف الخطر، هي اشارات على ان المنطقة الرمادية هي حيز الكثيرين منا، نعم سعادة النقيب بعض اعضاء هيئتنا العامة لم يجد الفرصة لتجييش عبر القنوات الرسمية ومصلحة المواقع لا تتيح نقدا الا بالتوظيف وبحسب جرعات ماقبل النوم وما بعده ، اما منصات التواصل فهي الان توفر مساحات حره لسينمائية الدرامية، والاستعراض التلفزيوني، لانها ببساطة تتيح ارسال البرقيات دون أي مراعاة لتوثيق او الدقة او الموضوعية ومن خلالها ايضا يمكن تمرير اساءة تحت بند حسن النيه وبعد انتشارها نقدم الاعتذار على اننا نبلاء وان ما اقترفناه مجرد خطأ عابر..
من لم يمتلك حرفية مهنية وطرحا واقعيا عليه ان لا يتصدر الحديث في الشؤون العامة والخاصة، حتى وان بلغ عمره المهني وتجربته العبقرية قرنا كاملا من الزمان.
الملخص التنفيذي سعادة النقيب هو ان ازمة مسمى صحفي باتت تتجلى ببشاعة، الزملاء المهندسون والاطباء والنقابيون عموما تحكمهم قواعد مهنية علمية ونحن كذلك لكننا يا سعادة النقيب الوحيدون تتملكنا قيم جنون العظمة وابهة المسمى وربما بعضنا وصلت به الامور حد الوصاية على وعي الناس واحتكار العاطفة الوطنية ، حتى بات يفكر بتشكيل كتائب صحفية موازية لمحاربة الفساد "بالسواليف" وليس بالاستقصاء والتوثيق.
سعادة النقيب : تفرغك من عدمه لا يعنيني كعضو هيئة عامه، الا لكونه يشكل من خلالك حضورا لنا كصحفيين في مؤسسات اعلامية متعددة يعمل بها زملاء انت مطالب بمتابعة وتحسين اوضاعهم، فنيا وماديا، لست مطالبا بالحضور الى مركز امني ان جرى اعتقالي كمطلوب لكنك مطالب وبشدة ان تحضر في التو واللحظة ان جرى اعتقالي بناء على ممارستي لعملي الصحفي المهني ونشري لحقائق ثبتت صحتها، لكن ان مارست الاستهداف المبرمج على صفحتي الخاصة وان ارسلت رسائل دون توثيق فاتمنى عليك ان تساعدني ولو من اموال النقابة في مراجعة اقرب طبيب نفسي.
البنية التحتية لارض الزرقاء وكلفتها المليونية ورفع سعر الاعلان الحكومي ورفع عوائد النقابة وتحسين شروط قروض الزملاء وتخفيض فوائدها ورفع سقفها تحسين التأمين الصحي والتأمين الذاتي حماية الامن الوظيفي لزملاء عبر التدخل المؤسسي المستمر السعي لمنح الزملاء في بترا مكافئة ومثلها لزملاء في التلفزيون ومباشرة الاستثمار الذي كان معطلا حتى اوشكنا على فقدان الاراضي التي جرى تخصيصها لنقابة السعي العملي الى تنظيم المهنة جهودك في الاعلان القضائي التي انقذت الزملاء في الدستور والغد من ازماتها المالية هذا كله لا يعنينا والبعض منا يراه مجهودات لكائنات فضائية ، عليك سعادة النقيب ان تمنح كل واحد منا بطاقة الدخول الى الجنة.
نحن لم نعد نتعب، في مهنة المتاعب ولم نعد نخاطر، نحن نتلهف لاثبات ذواتنا فقط، بلا اعداد علمي ومعنوي ومادي، نحن نريد ان نكون قادة رأي وفكر ومجتمع دون ان تلسعنا اشواك المهنية والقانون.
ادعوك الى ان تعيد حمل المفاتيح الاربعة لتفعيل واثبات الفرضيات، خلاقا، مبدعا، خبيرا، موضوعيا، وان تختبرنا في هذا ثم افتح لنا ابواب النقابة.