لماذا نصوم في رمضان؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 10:33
خلق الله السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والأنعام والدواب ... إلخ وسَخَّرَهَا جميعاً لخليفته في الأرض آدم عليه السلام وذريته من بعده. فتدور الأرض حول نفسها فتعطينا الليل لباساً والنهار معاشاً في اليوم الواحد الذي يتكون من أربعٍ وعشرين ساعة. وتدور الأرض حول الشمس فتعطينا الفصول الأربعة الشتاء لترتوي الأرض بماء السماء المبارك والربيع لينبت الزرع بكل أنواعه وتتزين بزينتها والصيف لتنتشر مخلوقات الله في الأرض ويتجدد نشاطها وتكاثرها ... إلخ والخريف لتتهيأ كل مخلوقات الله للراحة مما مرت به من دورة حياة تتكرر خلال عمرها المكتوب لها من الله سبحانه وتعالى. وكما ذكرنا في مقالات لنا سابقة أن كل فصل يتكون من ثلاثة شهور لأن العام يتكون من إثنا عشرة شهراً (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة: 36)). ويدور القمر حول الأرض ليعطينا أيام الشهر والأسابيع، وهكذا تستمر الأرض في دَوَرَانِهَا حول نفسها وحول الشمس ويستمر القمر في دَوَرَانِهِ حول الأرض وتتجدد دورات الدوران ما دامت السموات والأرض (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40)). وكما تتجدد أوراق الشجر وتتجدد حلة الأرض وتتجدد الأشجار في إعطاء ثمارها والمواشي في دَرِّ حليبها وتوليد صغارها والطيور والأسماء في تفقيص بيوضها ... إلخ. وهذا التجدد يعتبر دورة صيانه وعطاء لكل من مخلوقات ربِّ العالمين في كل دور حياة لها وفي كل عام. وحتى يتجدد نشاط الإنسان وتتجدد حيويته وقدراته وعطائه من كل ناحية من نواحي الحياة فلا بد له من صيانة لأهم عضو في جسمه وهي المعدة. وذلك عن طريق إعطائها راحة شهر خلال الإثنى عشر شهراً من كل عام من عمر الإنسان. ففي الصيام عن الأكل والشرب والشهوات ... إلخ هي صيانة لجميع أعضاء جسم الإنسان، وكل إنسان بحاجة للصيانة على الأقل شهر في العام (هناك أيام أخرى ينصح في صيامها خلال العام مثل أول عشرة أيام من ذي الحجة وغيرها) كما كتب الله خالقنا علينا والعالم بما فيه الفائدة لنا (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة: 184)). ولهذا فالصيام خير لبني آدم. فعلاوة على الفائدة الصحية لجميع أعضاء الجسم من الصيام (شريطة أن لا نتعب المعدة عند الإفطار بإتخامها في كل أنواع الأكل والشرب والحلويات ... إلخ ويكون فعلاً صيامنا فيه راحة للمعدة وجميع أعضاء أجسامنا، فنجعل ثلث معدتنا للطعام والثلث الثاني للماء والمشروبات والثلث الآخر للهواء) هناك فوائد روحانية في صلاة التروايح وصلاة القيام وتأدية الزكاة والإحساس العاطفي مع الفقراء والمساكين الذين لا يملكون أقوات أيامهم. وكذلك التقرب من كتاب الله القرآن الكريم في تلاوته وتدبره وحمد الله وشكره واستغفاره بكرة وأصيلاً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. فالصيام بمعناه الحقيقي المادي والمعنوي والروحاني هو الامتناع عن جميع المأكولات والمشروبات وما يدخل الجوف من ذلك وعن كل ما يغضب الله ورسوله من قول أو فعل أو عمل والإلتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه تماماً خلال الشهر كاملاُ لعل كل واحد منَّا يستمر ويتعود على ذلك بعد شهر رمضان.
  • مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 10:33