مبادرة ولي العهد لإحياء لغة (الضاد)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 02:07

أطلق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد صباح الجمعة مبادرة (ضاد) التي تهدف إلى المحافظة على مكانة اللغة العربية، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقميا، وإثراء المحتوى العربي على الانترنت، وذك عن طريق إعداد سفراء للغة العربية يعملون على تعزيز استخدامها في مختلف حقول المعرفة، وإنشاء وتعزيز عدد من المنصات للتواصل باللغة العربية، واستخدامها في جميع مجالات الحياة العملية والعلمية والتقنية.
لقد أسعدتني هذه المبادرة كثيرا، فنحن بحاجة إلى تعزيز وتمكين لغتنا العربية، التي هي جزء من ديننا وهويتنا، وكنت قد كتبت مقالا قبل ثلاثة أسابيع بعنوان: (اللغة العربية لغة ديننا أيها المسلمون) وبينت أهمية هذه اللغة العظيمة لكل مسلم، وأن الدعوة إلى تعلمها ليست من باب التباهي القومي، بل هي من باب التمكن من قراءة القرآن الكريم، وفهم الدين كتابا وسنة.
إنني أدعو المسئولين عن أسماء المحلات والشركات التجارية أن ينتبهوا إلى هذه الجزئية، فيشجعوا التجار إلى استخدام الأسماء العربية بدلا من الأسماء الغربية الغريبة عنا، كي لا تبدو الأسماء العربية غريبة وموحشة على الأجيال القادمة.
ولا بد من تعزيز دور المكتبة في المدارس حيث يطلب من الطلاب والطالبات أن يقرؤوا القصص والمقالات كجزء من نشاط لا منهجي، كي نعوّدهم على القراءة، ونحسّن من لغتهم. وأعرف شخصيا من وصل إلى الجامعة ولم يقرأ في حياته غير دروسه المنهجية، وهذا خلل كبير ينبغي أن يُتدارك.
لا شك أن المحتوى العربي على الانترنت كحال العرب يشكو إلى الله ضعفه وفقره إذا قورن بالمحتوى الأجنبي، لكن هناك محاولات تقوم بها بعض المؤسسات كي تثري هذا المحتوى، وتأتي هذه المبادرة كجزء من هذه المحاولات، لتشير إلى أهمية هذا الموضوع.
والله إنني لأحزن، ويكاد قلبي يبكي دما عندما أسمع أبناءنا الطلاب، أو حتى بعض المسؤولين، يتكلم أحدهم بلغة لا هي عربية ولا أعجمية، وأتذكر حزن شاعر النيل حافظ إبراهيم عندما قال:
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ .. إلى لغةٍ لمْ تتّصلِ برواةِ
سَرَتْ لُوثَةُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى ..
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ ..
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياةٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى ..
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَةَ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/21 الساعة 02:07