استوقفتني عبارة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/18 الساعة 22:29
/>الكاتب : اسماعيل الخوالدة استوقفتني عبارة تقول: لا تؤلموا أحدًا، فكل القلوب مليئة بما يكفيها.
هذه العبارة تجسد الحال في هذا الزمن الصعب.. وإذا كنا نتهادى الآلام بحكم ضغوطنا ومتاعبنا فليتنا نحسن الكف عن إيلام قلوب قد تكون ملآى بما فيها.
أصعب ما يمكن أن تقوم به هو تصدير الألم للآخرين خصوصًا إذا ما علمت بأنه يتألم فتزيده ألمًا.. أما الأكثر إيلامًا فهو عندما لا تشعر بمقدار ما تحدثه من ألم لغيرك، أو تصر على كل ما تفعل غير آبه بما يحدث له..!! في هذا الزمن بكل ما يحويه من ضغوط قد لا تجد قلبًا سليمًا من الانكسار حتى أولئك الباسمون تحت شفاههم جراح تنزف.
كل القلوب مليئة وفيها من الحزن ما يكفيها وإيلام قلب متألم أصلاً يصل به حد الإدماء، وتختلف مشارب الألم فهناك ألم الموت وهو أشدها على الاطلاق، حيث تشعر بأن روحك ترافق جثمان غاليك وكأنها لن تعود بعده.
وهناك ألم المكلومين على فراش المرض ولا يقوون على الحراك.. يعيشون موت الحياة وحياة الموت.
وهناك ألم الظلم وبالذات ظلم ذوي القربى.. فما أشد أن تقع عليك ظليمة من قريب تحبه.
.. والقلوب الموجوعة أنواع.. قلب ينزف من الداخل لكنه يمتص الألم ولا يكاد يستبينه أحد.. وقلب يتحرق حتى يذوب فلا يقوى على الكمد.. وقلب كالصخر يستنكف أن يلين للمواجع...
يا سادة.. القلوب ملآى بما فيها فلا تزيدوها ذبحًا بحد السكين.. امنحوا كل قلب تصادفونه وردة بيضاء فلعلك تخفف عنه احتراقه من الداخل وأنت لا تدري
يا سيد الألم.. آلام البشر تراكمية.. فلا تدفع بها حد الهلاك ..
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/18 الساعة 22:29