إعلان صفقة القرن بيد الشارع العربي
عندما اعلن الرئيس الامريكي في شهر كانون الاول الماضي نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف فيها عاصمة لاسرائيل قالت السفيرة الامريكية السايقة لدى الامم المتحدة « هيلي « توقعنا ان تنطبق السماء على الارض الا انه وحسب قولها مرت الايام وبقيت السماء مكانها والارض لم يتغير عليها شيء، وتبعها قرار امريكي اخر العام الجاري بضم الجولان الى الاحتلال الاسرائيلي الا ان الشارع العربي بقي صامتا باستثناء بعض البيانات المنددة عربيا واوروبيا لم تتمكن من تغيير الواقع شيئا وكانها لم تصدر .
ان المراقب لاسلوب لادارة الامريكية الحالية في حل الصراع فانها تتبع اسلوبا جديدا ومبتكرا من خلال فرضها للواقع على الأرض وترى رد الفعل على كل المستويات وهي ما زالت مستمرة في هذا النهج والاسلوب خاصة في منطقتنا العربية من خلال بالونات اختبار تطلقها بين الحين و الاخر وعلى رأسها مبادر السلام او ما اصبح متعارف عليه بصفقة القرن التي حسب التصريحات والتسريبات التي نسمعها او نقرأها منذ العام الماضي تحديدا وما تتضمنه من بنود ستكون صادمة للامة العربية فان الشارع العربي ما زال صامتا غير مبالٍ سواء بالحديث او التكهن بمضمون الصفقة.
ان فلسطين وقضيتها ليست شأنا اردنيا فحسب فهي عربية مركزية ورثتها الاجيال كما انها قضية عادلة يبحث اصحابها عن العدل والسلام واقامة دولتهم بأمن وسلام .
ان موضوع الصفقة وبنودها يجب ان لا يكون حكرا على الاحاديث وبيانات الرفض والانتظار لحين اعلانها وعندها لا ينفع الاستنكار وكما يقول المثل « العليقة لا تنفع عند الغارة « فيجب التصدي لها من الان ورفضها من الشارع العربي من محيطه الى خليجه وان يتحول الشارع الى بركان من الغضب الرافض لكل المؤمرات التي تحاك لأمتنا و قضيتنا وان تعم المظاهرات والمسيرات الشوارع والمدن العربية وان يتغير خطابنا من البيانات الى الافعال الرافضة وان يصل صوتنا الى العالم احمع .
واعادة توجيه الشارع بهذا الاتجاه الذي اذا ما نجح فانه سيحرك العالم الاسلامي الغاضب والمحتقن ايضا كما سيشجع الدول الاوروبية الرافضة اصلا لغطرسة الرئيس الامريكي على التحرك مستبقا لرفض هذه القرارات .
ان الشارع يملك الحق والعدالة في قضيته وهناك شعوب ومجتمعات ومؤسسات مجتمع مدني داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها والاتحاد الاوروبي والافريقي تؤمن بعدالة القضية علينا ان نوصل صوتنا ورسالتنا اليهم جميعا وكسبهم الى صفنا مستفيدين من عدالة قضيتنا من احل تحركهم للضغط على حكوماتهم فهي صاحبة تأثير .
ان حركة الشارع العربي وانتفاضته ستساعد بعض الزعماء العرب او تعيد الاخرين نحو البوصلة الصحيحة في هذا المسار ولعب دور اكثر تاثيرا عالميا ودوليا خاصة وان لديها الكثير من الاوراق ايضا تستطيع ان تلعب فيها وتؤثر على القرار الامريكي كموضوع اعادة التفكير بالنيتو العربي التي تسعى الولايات المتحدة لتشكيله ضد ايران اضافة الى موضوع التطبيع مع دولة الاحتلال ولا ننسى التلويح والاستفادة من التحالفات الدولية الجديدة واعادة تشكيلها للضغط على الاطراف المعنية للعودة الى رشدها والجلوس إلى طالولة المفاوضات دون فرض اي حلول مسبقة .
اخيرا، ان صفقة القرن والسير فيها بيد الشعوب العربية المطالبة الان وليس غدا بالتحرك عمليا في الشارع لتوحيد الصف العربي وتفعيل جامعة الدول العربية واجماعهم على قرار مشترك لن يرحمهم التاريخ ان فرطوا به.
الدستور