انتحار العقول

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/17 الساعة 01:49
عندما يضيق عيش الإنسان، ويشعر بالاختناق، وأن الدنيا ومن فيها يحاصرونه، ويقفون أمامه، ويحاربونه في رزقه، ويسلبون منه مباهج الدنيا، يشعر فريق من الناس بالضعف، فيفكر بالانتحار بأن يقتل نفسه، هروبا من هذا الضغط الهائل الذي يجده جاثما على صدره.
المشاكل في الحياة لا تنتهي، ولن تنتهي، ومن يرى مصائب غيره تهون عليه مصيبته، والدنيا دوّارة، يوم لك ويوم عليك، فلا رخاء يدوم، ولا شدة تبقى، فبين العسر واليسر يعيش الإنسان وما عليه إلا أن يصبر، ويعمل بجدّ واجتهاد، وأن يثق بالله، ويتوكل عليه، والله بإذنه يغيّر من حال إلى حال.
فالإنسان الذي يؤمن بالله إيمانا صادقا، لا يمكن أن يفكر بالانتحار؛ لأنه حرام، ولأن أمله بالله تعالى كبير، أما الهروب من الواجهة ونفاد الصبر، والشعور بالانهزامية، فلا تليق بالمؤمن، وتخالف صحيح عقيدته، من أن عليه أن يكون واثقا بالله متوكلا عليه، حَسَن الظنّ به.
لكن فريقا آخر من الناس يحبّ الحياة، ولا يفكر بنحر عمره؛ لأن العمر عزيز وغال، فيقوم بنحر عقله عن طريق المسكرات والمخدرات، إنه انتحار العقول الذي صار يغزو فئة الشباب، مما يشكل خطرا على المجتمع، وأمن البلاد والعباد.
فبدل أن يتجه الشباب إلى العمل والإنتاج، يتوجهون إلى الشُّرب والشَّم والحَقن بهدف الانتشاء والنسيان، فتضاف مشكلة جديدة وخطيرة إلى مشكلاتهم التي هربوا منها. هم يوهمون أنفسهم أنه ليس على المسطول حرج، فيبررون لأنفسهم ما سيقولونه أو يفعلونه في حالة غياب عقولهم، وهذا باب واسع للفساد، يحط من قيمة هذا الإنسان الذي أكرمه الله وزينه بالعقل.
بالإيمان والثقة بالله والتوكل عليه، مع الجدّ والاجتهاد والمثابرة، يُفتح كل باب مغلق،(ومن يتوكل على الله فهو حسبه). الدستور
  • شباب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/17 الساعة 01:49