المناورة الحزبية حين لا تنجح

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 08:01
نجح الاخوان المسلمون في مناورتهم الأسبوعية الأخيرة بحشد القوميين، واليساريين، ورافعي علم الاتحاد السوفياتي الأحمر بالمنجل والشاكوش، واحزاب منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، واحزاب المقاومة الفلسطينية بعد عام السبعين من القرن ذاته..نجح الاخوان في مناورتهم الاخيرة في اذلال الجميع، وذلك بوقف مسرحية التظاهر الاسبوعية. وتقديم مذكرة من غير المرخصين للحكومة تطالب بثمن معروف لوقف زفّة يوم، ولتخفيف حدة انسحاب تكتل الاصلاح من جلسات مجلس النواب.

لم تأخذ الحكومة بهذه المناورة سواء تظاهر الاخوان وتوابعهم يوم الجمعة أم لم يتظاهروا، لانها لا تتعامل مع ذاتها بالمناورات الحزبية، ولا تتعامل مع حدودها إلا بالحزم والقوة:

- فالاخوان المرخصون منهم وغير المرخصين، وجبهة العمل الاسلامي بكل منزلقاتها التنظيمية، وكل «الحالة الاميبية» القائمة للتنظيمات الاسلاموية، هم في المحصلة اردنيون وهم في عُرف النظام السياسي جماعات اردنية الا اذا رغبوا في ان يكونوا شيئا آخر. لذا فالدولة غير معنية بالمناورات الحزبية. وتستطيع الجماعات اياها العودة الى مسرحية يوم الجمعة. لكن الدولة غير معنية بها، لانها امام مستحقات وطنية منها الحدود، ومنها دور الاردن العربي في مواجهة القمة.

لا أحد يحرج الدولة بالمناورة، والابتزاز غير المجدي، لان هذه الدولة بالذات لها جذورها التاريخية، وتعرف كيف تتعامل مع بهلوانيات العمل الحزبي، ومع رصانته، لذلك فقد انهارت انظمة كانت تتصور انها قوى حقيقية في لعبة التحالفات الاقليمية والدولية. وخلّفت وراءها الاحقاد المذهبية والدينية، واحط ما يمكن ان تصل اليه علاقة الانسان بوطنه.

لا أحد، لا مناورة حزبية، لا حشود في الشارع، لا تجارة في الأصول والمنابت، يمكن ان تفرض على الدولة سلوكا غير سلوكها خلال الوجود الكياني لدولة الهاشميين، فأعداء الدولة لهم ساحات الاعدام، وأبناء الدولة لهم صدر البيت، والحرية والكرامة.

لا فائدة من المناورات الحزبية المكشوفة، والافضل التعامل مع الوطن كما هو، وكما كان منذ حمل الشهيد المؤسس راية الثورة في هذا الجزء من الوطن.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/09 الساعة 08:01