ماذا قال سعوديون عن الليلة الأولى بعد طلاق زوجاتهم؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/08 الساعة 19:22
مدار الساعة - ليس هناك أشد وقعاً على النفس من الفراق، فوجعه ممتد ووخزاته مؤلمة وجروحه ساخنة لا تبرؤ مع الزمن. والفراق بشتى صنوفه موحش وغول كاسر في لحظة حنين قد يعصف بك حتى وإن تماسكت فإنه يترك أثره على نفسك وجسدك.
والطلاق أحد أشكال الفراق الإنساني المريرة. فمن إنسان يملأ حياتك ويعيش تفاصيل يومك، تتذكر أنه في لحظة ما ضحك وبكى من أجلك، يحدثك عن المستقبل فتسرد له الماضي، الذي تمنيت لو أنه عاشه معك، أشعل من أجلك شمعة وذرفت لأجله دمعة.. كل ذلك في غمضة عين ينتهي إلى “لا شيء”.. سراب.. كأنه فيلم انتهى بأحداث مبتورة.
وما أصعب صباحات الفراق، أو كما قال أحد الذين عاشوا التجربة: “أول ليلة بعد فراق زوجتي، لم أستطع الدخول إلى غرفة نومي.. لا يزال عطرها في المكان. رغم أني اتخذت قرار انفصالي عن قناعة، إلا أنني خفت على قلبي أن ينكوي بجمرة لم تنطفئ بعد، ولم يقو الرماد على إخماد جذوتها”.
أحد الزملاء في مهنة المتاعب كانت قصته التي ينبجس منها الألم هي من أطلقت شرارة هذا التقرير، لكنه اشترط علينا عدم الإشارة لشخصه كما طلب منا عدم ذر الملح على مأساته فوعدناه.. ولم نفِ بالوعد بالصورة التي يأملها.
ووفقا لموقع العربية نت يقول “أبو نايف”: “بعد 4 أعوام من زواجنا انفصلت، حينها كنت منفعلاً ولا أملك قراراً يشفي غليل غضبي سوى جلدها بسياط الطلقات الثلاث. ولم أكن أعلم وقتها أنني سأعيش بعد ذلك في دوامة تنزف معها مشاعري إلى اليوم”، ثم يضيف: “كنت أعاني كثيراً من تدخلات أخواتها وأمها في حياتنا، في كل صغيرة وكبيرة كن يتحكمن بها، ويتدخلن حتى في قراراتها تجاهي. وكنت أعاني من ضغوط عملية، ثم أعود إلى البيت لأعيش ضغوطاً أخرى”.
ويواصل “أبو نايف”: “أعرف في أحيان أن كل ما يحصل لي لم يكن بسببها بصورة مباشرة، بل بسبب أمها التي كان لديها هاجس فرض السيطرة على تفاصيل حياتي.. زوجتي عبير كانت عطوفة وحنونة، وعندما نسافر أو نبتعد عن الأجواء العائلية كانت تغمرني بلطفها وتتحفني باهتمامها. أتذكر عندما مرضتُ..”، ويسكت “أبو نايف” قليلاً ثم يكمل بصوت له حشرجة: “مرة مرضت بعد إصابتي بإعياء مفاجئ، وكنا وقتها في سفرة استجمام. لم تنم، استيقظت فجأة في الليل وجدتها تجلس في زاوية الغرفة ترمقني بنظراتها وتبكي، ثم هرعت تقيس حرارتي.. أتذكر والله عند حملها بمولودنا الوحيد سألتني سؤال غريب، قالت: تخيل لو مت وأنا أضع مولودي، ماذا سيكون شعورك؟ هل تستطيع أن تعيش بدوني؟ فأجبتها: فال الله ولا فالك.. ما هذا التشاؤم.. أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك ليلة واحدة”.
وبيّن “أبو نايف” أنه يشعر اليوم، وهو في عزلته العاطفية، بندم عظيم على طلاق زوجته، كونه أدرك مؤخراً أنه لا يخلو بيت من الخلافات العائلية، ولكن هذا الندم الذي يتجرع مرارته لم يرمم جروحه رغم مرور عامين، ولا يزال سكين الفراق مغروساً في قلبه لا يقوى نزعه. وأقرّ بأنه كلما حاول نسيان طليقته يتجدد موقف في حياته يذكره بها، حتى إن جواله لا يزل يرنّ في ذكرى زواجهما الذي تعود فيه أن يشتري لها هدية، ويخبئ لها وردة تحت المخدة.
وختم “أبو نايف” حديثه قائلاً: “أكثر من مرة كنا نختلف على أشياء تافهة وكانت تطلب مني الطلاق، بل تتحداني أن أطلقها.. لكن كنت مدركاً أنها لا تعني ما تقول.. لكن في آخر مرة لم أتمالك نفسي، وليت الأيام تعود.. فأنا أكثر نضجاً من الماضي وأتوقع أنها هي اليوم كذلك”.
مع قصة “أبو نايف” شعرنا بأننا وصلنا ذروة الألم النفسي، إلا أن الشاب الثلاثيني محمد عبدالرحمن، الذي يعمل في إحدى أكبر شركات القطاع الخاص، حكى وبعد تردد كبير، أقوى موقف مر به بعد طلاقه زوجته التي كانت من أقاربه.
ويقول محمد: “الطلاق مقدر ومكتوب، وأنا طلقت زوجتي بعد زواج قارب الـ3 أعوام، ورزقني الله ولدا منها، هو الآن مع أمه.. ولو كنت أدري أنها ستتزوج غيري لما طلقتها، بل كنت سأتركها معلقة إلى أن يرجع إليها صوابها”. ويكشف محمد أنه “في مرة من المرات، كنت في سوق هو أكبر سوق قريب من الحي التي كنت أعيش به، وفجأة.. صدفةً رأيت زوجتي السابقة ومعها ولدي عبودي.. وكان زوجها معها. ابني رآني وجاء يركض إليّ، فضممته وأعطيته فلوسا. وكان يقول لي: “يا بابا تعال اجلس عند ماما”. كانت مشاعري لا توصف، تمنيت لو أن الزمن توقف ولم أعش تلك اللحظة.. لا شعورياً خرجت من السوق ولا أدري كيف خرجت، ركبت سيارتي غطيت وجهي بشماغي وبكيت كالأطفال”.
وعن تفاصيل طلاقه قال محمد: “أنا تزوجت في سن مبكرة، وأحب السهر والسفر والخروج مع الأصدقاء، وكان خلافنا المحوري يتراكم يوماً بعد يوم حول هذه المسألة، وفي كل مرة نختلف ويعلو صوتنا إما بسبب وجودي خارج المنزل لفترات طويلة أو مع كل سفرة أقوم بها. وفي آخر مرة خرجت عن طوري وضربتها.. أعترف الحين أني نادم ومقصر، لكن عقابها لي كان قاسياً ولم أتوقعه أو يخطر في بالي.. لا أريد أن أحرم طفلي من أمه وفي نفس الوقت يصعب عليّ أن أرى إنسانا غيري يربي ابني”.
وتوقّع محمد أن تقرأ طليقته حديثه لذا طلب أن يوجه إليها رسالة كتب فيها: “أرجوك سامحيني، أنا آسف.. آسف.. آسف. الله يوفقك في حياتك الجديدة وانتبهي على الولد.. طلبتك لا تخلينه يكرهني”، مكتفياً بهذا القدر من الحديث.
وبات الطلاق يشكل ظاهرة_اجتماعية مخيفة، نظراً للإحصائيات المفزعة في العالم العربي الذي تشهد بعض بلدانه ارتفاعاً في حالات الطلاق. وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة العدل السعودية تم نشرها في أكثر من وسيلة إعلامية، شهد العام 2015 أكثر من 40 ألف حالة فراق بين السعوديين موزعة ما بين طلاق وفسخ نكاح وخلع وتعد المشاكل الأسرية والعنف وعدم التفاهم بين الأزواج أحد أكثر مسببات الطلاق.
والطلاق أحد أشكال الفراق الإنساني المريرة. فمن إنسان يملأ حياتك ويعيش تفاصيل يومك، تتذكر أنه في لحظة ما ضحك وبكى من أجلك، يحدثك عن المستقبل فتسرد له الماضي، الذي تمنيت لو أنه عاشه معك، أشعل من أجلك شمعة وذرفت لأجله دمعة.. كل ذلك في غمضة عين ينتهي إلى “لا شيء”.. سراب.. كأنه فيلم انتهى بأحداث مبتورة.
وما أصعب صباحات الفراق، أو كما قال أحد الذين عاشوا التجربة: “أول ليلة بعد فراق زوجتي، لم أستطع الدخول إلى غرفة نومي.. لا يزال عطرها في المكان. رغم أني اتخذت قرار انفصالي عن قناعة، إلا أنني خفت على قلبي أن ينكوي بجمرة لم تنطفئ بعد، ولم يقو الرماد على إخماد جذوتها”.
أحد الزملاء في مهنة المتاعب كانت قصته التي ينبجس منها الألم هي من أطلقت شرارة هذا التقرير، لكنه اشترط علينا عدم الإشارة لشخصه كما طلب منا عدم ذر الملح على مأساته فوعدناه.. ولم نفِ بالوعد بالصورة التي يأملها.
ووفقا لموقع العربية نت يقول “أبو نايف”: “بعد 4 أعوام من زواجنا انفصلت، حينها كنت منفعلاً ولا أملك قراراً يشفي غليل غضبي سوى جلدها بسياط الطلقات الثلاث. ولم أكن أعلم وقتها أنني سأعيش بعد ذلك في دوامة تنزف معها مشاعري إلى اليوم”، ثم يضيف: “كنت أعاني كثيراً من تدخلات أخواتها وأمها في حياتنا، في كل صغيرة وكبيرة كن يتحكمن بها، ويتدخلن حتى في قراراتها تجاهي. وكنت أعاني من ضغوط عملية، ثم أعود إلى البيت لأعيش ضغوطاً أخرى”.
ويواصل “أبو نايف”: “أعرف في أحيان أن كل ما يحصل لي لم يكن بسببها بصورة مباشرة، بل بسبب أمها التي كان لديها هاجس فرض السيطرة على تفاصيل حياتي.. زوجتي عبير كانت عطوفة وحنونة، وعندما نسافر أو نبتعد عن الأجواء العائلية كانت تغمرني بلطفها وتتحفني باهتمامها. أتذكر عندما مرضتُ..”، ويسكت “أبو نايف” قليلاً ثم يكمل بصوت له حشرجة: “مرة مرضت بعد إصابتي بإعياء مفاجئ، وكنا وقتها في سفرة استجمام. لم تنم، استيقظت فجأة في الليل وجدتها تجلس في زاوية الغرفة ترمقني بنظراتها وتبكي، ثم هرعت تقيس حرارتي.. أتذكر والله عند حملها بمولودنا الوحيد سألتني سؤال غريب، قالت: تخيل لو مت وأنا أضع مولودي، ماذا سيكون شعورك؟ هل تستطيع أن تعيش بدوني؟ فأجبتها: فال الله ولا فالك.. ما هذا التشاؤم.. أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك ليلة واحدة”.
وبيّن “أبو نايف” أنه يشعر اليوم، وهو في عزلته العاطفية، بندم عظيم على طلاق زوجته، كونه أدرك مؤخراً أنه لا يخلو بيت من الخلافات العائلية، ولكن هذا الندم الذي يتجرع مرارته لم يرمم جروحه رغم مرور عامين، ولا يزال سكين الفراق مغروساً في قلبه لا يقوى نزعه. وأقرّ بأنه كلما حاول نسيان طليقته يتجدد موقف في حياته يذكره بها، حتى إن جواله لا يزل يرنّ في ذكرى زواجهما الذي تعود فيه أن يشتري لها هدية، ويخبئ لها وردة تحت المخدة.
وختم “أبو نايف” حديثه قائلاً: “أكثر من مرة كنا نختلف على أشياء تافهة وكانت تطلب مني الطلاق، بل تتحداني أن أطلقها.. لكن كنت مدركاً أنها لا تعني ما تقول.. لكن في آخر مرة لم أتمالك نفسي، وليت الأيام تعود.. فأنا أكثر نضجاً من الماضي وأتوقع أنها هي اليوم كذلك”.
مع قصة “أبو نايف” شعرنا بأننا وصلنا ذروة الألم النفسي، إلا أن الشاب الثلاثيني محمد عبدالرحمن، الذي يعمل في إحدى أكبر شركات القطاع الخاص، حكى وبعد تردد كبير، أقوى موقف مر به بعد طلاقه زوجته التي كانت من أقاربه.
ويقول محمد: “الطلاق مقدر ومكتوب، وأنا طلقت زوجتي بعد زواج قارب الـ3 أعوام، ورزقني الله ولدا منها، هو الآن مع أمه.. ولو كنت أدري أنها ستتزوج غيري لما طلقتها، بل كنت سأتركها معلقة إلى أن يرجع إليها صوابها”. ويكشف محمد أنه “في مرة من المرات، كنت في سوق هو أكبر سوق قريب من الحي التي كنت أعيش به، وفجأة.. صدفةً رأيت زوجتي السابقة ومعها ولدي عبودي.. وكان زوجها معها. ابني رآني وجاء يركض إليّ، فضممته وأعطيته فلوسا. وكان يقول لي: “يا بابا تعال اجلس عند ماما”. كانت مشاعري لا توصف، تمنيت لو أن الزمن توقف ولم أعش تلك اللحظة.. لا شعورياً خرجت من السوق ولا أدري كيف خرجت، ركبت سيارتي غطيت وجهي بشماغي وبكيت كالأطفال”.
وعن تفاصيل طلاقه قال محمد: “أنا تزوجت في سن مبكرة، وأحب السهر والسفر والخروج مع الأصدقاء، وكان خلافنا المحوري يتراكم يوماً بعد يوم حول هذه المسألة، وفي كل مرة نختلف ويعلو صوتنا إما بسبب وجودي خارج المنزل لفترات طويلة أو مع كل سفرة أقوم بها. وفي آخر مرة خرجت عن طوري وضربتها.. أعترف الحين أني نادم ومقصر، لكن عقابها لي كان قاسياً ولم أتوقعه أو يخطر في بالي.. لا أريد أن أحرم طفلي من أمه وفي نفس الوقت يصعب عليّ أن أرى إنسانا غيري يربي ابني”.
وتوقّع محمد أن تقرأ طليقته حديثه لذا طلب أن يوجه إليها رسالة كتب فيها: “أرجوك سامحيني، أنا آسف.. آسف.. آسف. الله يوفقك في حياتك الجديدة وانتبهي على الولد.. طلبتك لا تخلينه يكرهني”، مكتفياً بهذا القدر من الحديث.
وبات الطلاق يشكل ظاهرة_اجتماعية مخيفة، نظراً للإحصائيات المفزعة في العالم العربي الذي تشهد بعض بلدانه ارتفاعاً في حالات الطلاق. وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة العدل السعودية تم نشرها في أكثر من وسيلة إعلامية، شهد العام 2015 أكثر من 40 ألف حالة فراق بين السعوديين موزعة ما بين طلاق وفسخ نكاح وخلع وتعد المشاكل الأسرية والعنف وعدم التفاهم بين الأزواج أحد أكثر مسببات الطلاق.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/08 الساعة 19:22