الساكت الذي «أنطق» الصناعة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/14 الساعة 11:15

مدار الساعة - كتب ناصر الصالح

يوجه جلالة الملك عبدالله الثاني دوماً الشباب إلى صناعة السياسات العامة وأهمية دورهم في بناء الوطن ومستقبله والملك يعي جيداً المشكلات لكنه يحتاج إلى من يبادرون ويصفون الحلول ويعملون بها خصوصاً أن المجتمع الأردني فتي ويمثل الشباب ما نسبته 70% من إجمالي السكان.

المهندس موسى عوني موسى الساكت يعد أصغر من تولى عضوية الغرف الصناعية على مستوى الأردن قبل ثلاثة عشر عاماً حين كان في بداية الثلاثينات من العمر وهو الحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة بوسطن الأمريكية عام 1996 وكذلك بكالوريوس الاقتصاد من نفس الجامعة وتابعها بالحصول على درجة الدبلوم المتخصص في تنافسية الإنتاج الصناعي من السويد عام 1998 ثم تبعها بدرجة الماجستير في إدارة الأعمال في الإدارة الإبداعية من جامعة برلين في ألمانيا.

لم تتوقف طموحاته وآماله على التحصيل العلمي ولكن أقرنها بالتطبيق العملي على أرض الواقع من خلال عدة أعمال تنوعت ما بين قيادة الشركات الصناعية سواء المتخصصة أو التعدينية ويعتمد على الدراسات والأبحات في كثير من أعماله خصوصاً ما ينطبق منها على واقع الحال أردنياً فكان يؤمن بالعمل المقرون بالإنجاز وارسال الرسائل عبر الإعلام وضرورة انعكاس العمل والإنجاز على المواطن من خلال مختلف الطرق والسبل لأنه يؤمن أن "المركب إلى ما فيه لله يغرق" وما بين وجوده كنائب رئيس هيئة المديرين والمدير العام لشركة العلياء للصناعات المتخصصة وعضو هيئة المديرين والمدير المنتدب في شركة إثمار للصناعات التعدينية وابداعه في قيادتها.

فقد عمل بعد ذلك إلى تطبيق ما نجح به على الصعيد الشخصي في إدارته للمصنع إلى تمكين هذه التجربة لكافة القطاع الصناعي في الأردن حيث كان يرى أن هنالك تقصيراً كبيراً في دعم الصناعة الوطنية من مختلف الجهات والسماح للمنتجات المستوردة بالحلول بديلاً عن الصناعة الوطنية الأمر الذي دعاه إلى إعداد دراسة علمية ممنهجة تقوم على إقتصاد السوق المحلي والعالمي ما أثبت له أن دعم الصناعة الوطنية يعني دعم الإقتصاد الوطني والناتج المحلي وفتح فرص العمل أمام المتعطلين من أبناء الوطن وبالتالي زيادة مساهمة القطاع الصناعي في المسؤولية المجتمعية فكان المؤسس لمبادرة حملة "صنع في الأردن" التي أطلقتها غرفة صناعة عمان عام 2013 لتساهم في دعم حقيقي للصناعة الأردنية الوطنية وتفتح لها آمالاً كبيرة داخلياً وخارجياً حتى أصبح اليوم شعار حملة "صنع في الأردن" علامة جودة وثقة للمستهلكين داخلياً وخارجياً فكانت قيادته للحملة إدارة جديدة على الساحة الأردنية وشكل لها طاقمها الخاص بها والتي بدأت تؤتي ثمارها رغم كل التحديات التي واجهتها وكانت العزيمة والإرادة والإدارة الحقيقية هي الدافع الأول وكذلك رؤى جلالة الملك وهموم وطموحات الصناعيين حتى وصلت اليوم إلى درجات متقدمة جداً وباتت "صنع في الأردن" أكبر مبادرة صناعية على مستوى الوطن تترجم وتعمل بعقول أردنية وأسهمت بزيادة الثقة بالمنتج الأردني وهويته وحملت معها أيضاً هموم الصناعيين لمختلف الجهات الرسمية والخاصة وكذلك ساهمت في حل كثير من القضايا العالقة مما أدى في نهاية المطاف إلى اعتمادية شبه كلية من الجهات الرسمية على المنتج الأردني في كافة العطاءات والمشتريات وفي بعض الجهات من القطاع الخاص أيضاً ونجح الساكت في إيجاد ثقافة الاعتماد على المنتج الأردني لدى المواطن الأردني.

لم يتوقف مهندس الصناعة عند هذا الحد فكل الأفكار والخطط والطروحات تحتاج إلى إعلام وطني قادر على نقل الرسالة وهو دوماً من يقدر ويثمن الشراكة الحقيقية مع الإعلام الأردني وقام بتأسيس شركة السلام للإعلام المسموع والمعروفة بإذاعة حياة اف ام والتي نجحت في الوصول إلى كافة أرجاء الوطن ليبعث أثير حياة الحياة في الأثير الأردني من خلال تقديم رسالة إعلامية هادفة قادرة على خلق ثقافة واعية ومحافظة ورعاية جيل وطني قادر على العطاء والإبداع والتميز الأمر الذي دفع مهندسنا على تأسيس جمعية صندوق حياة للتعليم والذي يوفر منح دراسية كاملة للعديد من الطلاب الأردنيين غير المقتدرين على توفير الرسوم والمستلزمات الدراسية وتوفير المنح لأبناء المناطق الأقل حظاً والنائية وتوفير منح لأبناء الشهداء أيضاً.

ومن خلال نجاحه في إدارة دفة الإعلام الخاص في حياة اف ام ومما شهدتهُ التجربة من نجاح منقطع النظير قام الساكت بتأسيس أكاديمة حياة للتدريب الإعلامي وهو الذي يرأس إدارتها وساهمت في رفد القطاع الإعلامي بكفاءات أردنية شابة تحلق في سماء الإعلام الأردني المنتمي.

ولم يقف عند هذا الحد حيث من خلال حبه لشجرة الزيتون تابع الساكت منتج الزيتون الأردني والذي يعتبر من أجود الأنواع على مستوى العالم ويعد مصدر اقتصادي وطني فعمل على تأسيس جمعية مصدري منتجات الزيتون مع ذوي الخبرة من الأصدقاء والشركاء في هذا المجال من أصحاب الإختصاص ليحتل زيت الزيتون الأردني مكانة متقدمة على مستوى العالم.

وللمسؤولية الإجتماعية دور كبير في حياة الساكت تتجلى في أبهى صورها من خلال جمعية موسى الساكت للتنمية التي مركزها السلط لتضفي نوعية وقيمة جديدة على المسؤولية الإجتماعية وأسلوب وطرق مساعدة الأسر المحتاجة على امتداد الوطن خصوصاً انها تحمل اسم جده لوالده القاضي موسى الساكت رحمه الله الذي عرف عنه نظافة اليد وحزمه الشديد في تطبيق القانون وفرض العدالة اضافة إلى أن بيته كان محجاً للجميع وخصوصاً المعوزين والمحتاجين الذين كانوا يجدون عنده الجواب لكل سؤال والعطاء لكل مطلب حتى بدت هذه سمة في العائلة لليوم.

ولا يغفل هنا عن دوره السياسي والاقتصادي إضافة إلى شراكته وعضويته لكثير من الجمعيات والمؤسسات الرسمية والخاصة بالإضافة لموقعه كقنصل فخري لجزر القمر.

في الفترة القريبة قرر مهندسنا الترشح لغرفة صناعة عمان للدورة الرابعة على التوالي ضمن كتلة إنجاز التي ساهم في اختيار اسمها لانه يؤمن بأن العمل يجب أن يكون مقروناً بالانجاز وإلا أصبح مضيعة للوقت ورغم الصعوبات التي يواجهها القطاع الصناعي والإقتصاد الوطني بسبب الأزمات السياسية المحيطة في المنطقة وكثرة مطالب القطاعات واخطار التحديات والعوائق إلا أنه استطاع أن يحقق فوزاً كاسحاً بحصوله على 60% من اصوات الصناعيين الذي شاركوا بالإنتخاب وهي أعلى الأصوات وأعلى نسبة تم تحقيقها على مدار الدولة الأردنية وفي مختلف القطاعات.

اذن مهندسنا حالة فريدة من الشباب الأردني الأنموذج الذي دعا إليه جلالة الملك لقيادة الطموح والمشاركة الفاعلة في قيادة المرحلة وتتويج العمل من خلال الوصول إلى الاعتماد على الذات ودولة الإنتاج وها نحن اليوم نقدم لكم فارساً أردنياً من جيل الشباب تتحدث أفعاله وإنجازاته عنه تلك الانجازات التي حققت نجاحات منقطعة النظير على المستوى المحلي والخارجي سواء لدى الجهات الرسمية أو القطاع الخاص أو من خلال خدمة المجتمع والمساهمة المجتمعية.

موسى الساكت عنوان للفارس الأردني وهو الأب لأربع جميلات وشقيق لكل الأردنيين فهو من يعتبر نفسه أخاً وابناً لكل الأردنيين لإيمانه المطلق دوماً أن العمل عبادة وأن خدمة الوطن عبادة وأن الأردن يستحق كل التضحيات وأن الإنجاز ممكن إذا توافرت البنية المحفزة والإدارة الحصيفة والمنهجية السليمة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/14 الساعة 11:15