وليد المعاني.. رجل عصامي وعطاء منقطع النظير
بقلم: زيد إحسان الخوالدة
أعرف أنك لست بحاجة إلى كل الألقاب، ذلك أن الإنسان يسمو بعطائه وفكره وإنجازه.. ويتفق الجميع على أن الحالة الإعلامية لها خصوصية اكبر عندما يتعلق الأمر بالتعليم ..فحينما نتحدث عن التعليم فإننا نتحدث عن صحة وعن زراعة وعن الطاقة وعن الثقافة والإعلام والمجتمع وعن الوطن ككل وعن الأمة جمعاء.
لذلك ورغم حالة الركود الاعلامي في مجال كتابة المقال الأكاديمي، وأصبحت صياغة الكلمات مهمة صعبة للغاية خصوصاً هذه الأيام.. يستحق مثل هذا الإنسان أن نسلط الضوء على إنجازاته رغم أنها كبيرة ومميزة جدا، فوالده الأستاذ سالم صقر رحمه الله رجل تربوي فاضل وهذا بطبيعة الحال يؤثر في شخصية فارسنا الذي رسم طريقه بالاصرار والمثابرة والتحدي، تدرج في المناصب والانجازات مع أن كل إنجاز قام به هو بحد ذاته قصة نجاح فبعد أن أكمل دراسة الطب في الإسكندرية توجه إلى بريطانيا ليختص بجراحة الدماغ والاعصاب ليعمل أستاذا في كلية الطب بالجامعة الأردنية وبذلك استحدث وحدة لجراحة الدماغ والاعصاب منذ بداية الثمانينيات ولأول مرة في الأردن، وتدرج في المناصب كنائب لعميد كلية الطب البشري ومديرا فنيا في مستشفى الجامعة الأردنية وعميدا للطب والدراسات العليا ونائبا للرئيس ورئيسا للجامعة الاردنية وتميزت هذه الفترة التي عمل فيها بالعطاء منقطع النظير ومما قدمه للجامعة الاردنية في مراحل مختلفة، استحداث برنامج إقامة جراحة الاعصاب حيث تخرج ٣٠ طبيب من مختلف الدول العربية ، مبادرة ١٠٠٠ كمبيوتر للجامعة، أهتم كثيرا ببرامج الدراسات العليا، وانشأ مكتب خدمة المجتمع لتصبح خدمة المجتمع متطلب لتخرج الطالب، انشاء مركز دراسات المرأة، وكلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات ، وكلية علوم التأهل، وكلية الفنون والتصميم ، ولأول مرة في الأردن والمنطقة العربية يصبح التسجيل إلكترونيا وعمل على إنشاء مركز أثير وهو مركز متخصص بالاتصال ومربوط عبر الأقمار الصناعية بمراكز بحثية عديدة.وانتهت فترة عمله رئيسا للجامعة الاردنية في العام ٢٠٠٢ ، وفي نفس العام أصبح وزيراً للتعليم العالي ثم وزيراً للصحة وفي عهده أصبح فحص التلاسيميا ما قبل الزواج إلزاميا وأيضا فحص الاطفال ما بعد الولاده ، وتم إنشاء مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية ،في العام ٢٠٠٨ كان المعاني عضواً في مجلس الأعيان وتم استدعاءه وتسميته وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي على أثر مقال كتبه.
لذلك هو يؤمن بالرسالة الإعلامية ويحترم أصحاب الفكر والثقافة وحتى لو كان هناك اختلاف في الرأي وهذه من ميزات الأشخاص الذين يؤمنون بالتطوير والتنمية والاستثمار بالطاقات الإبداعية. إنسان متسامح ولكنه حازم وصاحب قرار. لفارسنا العديد من الإنجازات في الفترة التي كان فيها وزيراً للتعليم العالي ٢٠٠٩ -٢٠١١ مجال قانون التعليم العالي والجامعات والتشريعات الخاصة بتعيين رؤساء الجامعات من قبل مجالس الأمناء ، وغيرها من المقترحات التي تخص الثانوية العامة.
يحمل الدكتور المعاني وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى منذ عام 2003.
رجل عصامي لذلك يؤمن بتشجيع الشباب وتكافؤ الفرص بعيداً عن الواسطة والمحسوبية البغيضة..
نتذكرك حينما كان الحديث عن قبول طلبة الماجستير وكان لك تعليق مثل أي مواطن معناه أن الطالب الذي يأتي من الأطراف لا تتوفر له جودة الحياة والمواصلات التي تتوفر في الأماكن القريبة من المركز .. نحترم فيه الوضوح والجرأة في الطرح ونتفق جميعا على التركيز على الحالة الإيجابية ومعالجة الحالة السلبية حينما تكون موجودة بحكمة وروية وتجاوزها إن كانت حالة عرضية بسيطة.. الاختلاف في وجهات النظر أحيانا نعمة وفي أحيان أخرى نقمة : حينما يتعلق الأمر بالوقوف إلى جانب أصحاب الرأي أو الفكر والنظر بشخصياتهم الوطنية المحترمة.. ولا ننسى ما قدموه .. وأشياء أخرى.. ، فتحية إلى كل رجال الدولة الأردنية الشرفاء الذين كانوا لنا العون والمساعدة في التشجيع والدعم المعنوي على حب الوطن والوقوف إلى جانب شبابنا الواعد فرسان التغيير حملة الراية الهاشمية . لا يمكن أن نكون أو نرتقي الا بالمحبة والتشجيع فتحية إلى شخصك الكريم وإلى كل من يعمل من أجل الوطن وشباب الوطن .. أعانكم الله على حمل الأمانة الكبيرة في وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم.
ونعاهد الله أننا سنبقى على الكلمة الوطنية الإيجابية ونشر قيمنا العربية الإسلامية مستندين على تاريخنا العربي الإسلامي الاردني الهاشمي مستمدين عزيمتنا من الهاشميين الأحرار وجلالة الملك حفظه الله هو صوت الحق حامي الديار المقدسة صاحب الكلمة والموقف. فالجامعات تصنع العلم ، والعلماء يصنعون المعرفة ، والهاشميين هم من يصنعون العلماء.
اللهم احفظ الاردن شعبا وقيادة وكل غيور على مصلحة الوطن ومؤسساته وشبابه الواعد