بتروح لحالها..

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/14 الساعة 00:33

أكاد أجزم أن أول أمس الجمعة شهد نشاطاً ملحوظاً في قطاع «الملاحم» و«المعّاطات» و«الفحم السوداني» و«المعسّل» وبزر «دويرة الشمس» في مختلف مناطق المملكة بشكل غير مسبوق مقارنة مع باقي أيام السنة..

لقد كان يوماً ربيعياً رائعاً، والأردنيون لا يقبلون «شمة الهوا» بالتناوب، فالقرار جماعي ولا تأجيل للزحف نحو أي بقعة خضراء يصادفها المتنزّه فيفرد عليه حصيرته وفرشاته ومناقله وأرجيلته..

لقد وهبنا االله طبيعة متنوعة جميلة مدهشة لا تجرؤ ألسنة النفاق لتقول إنها من انجازات فلان، هي كما خلقها االله منذ أن دحى الأرض، التلال والجبال والوديان ومروج الترمس المرّ، وهضاب «المقره والحويرة» والدحنون تمارس حياتها وتستمر في بقائها وتكاثرها، بعيداً عن «تخبيص» السياسيين وادعاءاتهم الساذجة.. لكن في نفس الوقت برغم كل روعة الطبيعة التي منحنا االله إياها.. الا أننا لم نحسن إدارتها أو
صونها أو رعايتها كما يجب..

المسألة للتقريب، تشبه تماماً كمن يملك دونم أرض في دير غبار على شارعين تقدر قيمته بمليون دينار ويستغله «بمعرّش بطيخ».. القيمة المكانية الرائعة لا يجاريها الاستثمار المناسب.. بصورة أوضح حكوماتنا المتعاقبة بالوهن وغياب بُعد النظر والشلل تريد «صبيّ بلا بيّ» تريد سياحة دون أن تشتغل على هذه السياحة، على هذا «البترول الأخضر الذي قدّمه االله لنا هدية عظيمة».. هذه الثروة تبقى في حدودها ما لم تصنع منها سياحة حقيقية..

كثير من المناطق السياحية تشهد إقبالاً سياحياً استثنائياً ولا يوجد فيها أدنى الخدمات... منطقة برقش ووادي اليرموك أم قيس على سبيل المثال يؤمها آلاف من الأردنيين كل جمعة بالمقابل لا يوجد حمام عمومي واحد وهذه أبسط الاحتياجات و«أقل واجب» على وزارة السياحة أو هيئة تنشيط السياحة أن تقدّمه للناس كي تضمن سياحة داخلية محترمة ونظيفة... عندما ينزنق طفل أو فتاة، يبدأ البحث العائلي المضني عن شجرة «لايذة» أو صخرة مرتفعة لا تطالها عيون الآخرين... وتبدأ المشقة ويبدأ ارتفاع عداد «الزحمان».. هون؟ لا شايفيني هظلاك... طيب هناك؟ هذيك العجوز بتتفرج علي... طيب غاد؟ في عيلة قاعدة... هنااااك؟... في «شب قاعد بالبكم»...

طيب وين آخذك وين انهزم فيك على رأي كاظم الساهر... خلص يابا بتروح لحالها.. وهكذا هي السياحة في بلدي... بتروح لحالها..

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/14 الساعة 00:33