الأردن: من القوة الناعمة إلى القوة الصلبة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/13 الساعة 02:30
تعمُّ بلادنا موجة أفقية بهيجة واسعة، تأييدا للملك و دعما لوقفته الأردنية -الفلسطينية -العربية -الإنسانية الجسورة، مع الحق والعدل والشرعية الدولية والسلام القابل للدوام.
مئات آلاف الشباب والنساء والكهول في مختلف المحافظات، عبروا عن مشاعرهم الوطنية القومية. وأكثر منهم لم تتح لهم الفرصة بعد، للتعبير عن دعمهم لملكهم و لإبراز مكانة القدس في قلوبهم، مسلمين ومسيحيين.
الشعب الأردني اليوم في حالة التحام وطني وانسجام مع النظام، اكثر من اي وقت مضى.
هذا الالتحام يشكل رسالة مهمة جدا لأهلنا المرابطين في القدس والخليل ونابلس وجنين ورام الله وكل فلسطين، أنكم، إذ لم تكونوا في السابق وحدكم ابدا، فلن تكونوا في اللاحق وحدكم ابدا.
هذا الالتفاف الوطني الاردني الكامل حول الملك الجسور، الذي يتردد صداه عميقا وعاليا لدى ابناء شعب فلسطين العربي، هو ايضا رسالة مهمة جدا الى الحكومة الاسرائيلية. والى ادارة ترامب. والى دول العالم وشعوبه.
هذا الالتفاف رسالة الى كل من يرى ويأخذ في الاعتبار والحسبان، رغبات الشعوب ومشاعرها ومزاجها العام وتوجهاتها.
هذا الالتفاف هو رسالة مهمة لمن يخططون الصفقات، يكشف لهم مستوى ومحتوى قبول او رفض المشاريع التي يخططون لها، فيتم بالطبع، تغيير احداثياتها ومكوناتها، حسب عنف وقوة المقاومة والرفض التي يرصدونها بدقة، لتضمن الحد الأدنى الذي يتوقعون أن ترضى به الشعوب.
وأميركا التي يخطط رئيس ادارتها لفض صراع عمره 103 سنوات، على كأس شمبانيا، ليست مؤسسة الرئاسة فحسب. اميركا ليست ترامب وكوشنير وغرينبلات والمستشارين الكثر والوزراء الذين يلتهمهم ترامب ويستبدلهم بلا توقف، كما يستبدل ربطات عنقه.
أميركا مؤسسات.
وان تأييد هذا المد الهاشمي المستمد من الشعب والأمة والشرعية الدولية هو قوة ناعمة مؤثرة. وكي يكون اكثر تاثيرا فيجب ان نعمل على تحويله الى قوة صلبة لمواجهة غطرسة ترامب وزهو نتنياهو، الفائز في الكنيست بمقاعد أكثر، تعبيرا عن محتوى المجتمع اليميني الصهيوني.
ان التطرف الإسرائيلي الإضافي الجديد، يشكل تهديدا للحقوق العربية وينذر بهجمة اشرس عليها. كما يشكل تهديدا للأمن الوطني الأردني خاصة والأمن والاستقرار في الاقليم بشكل عام.
هذا التطرف يدعونا إلى برنامج مواجهة وطني، يقوم على عوامل القوة الأردنية، المتمثلة في الجبهة الداخلية المتماسكة، تعززها الوحدة الوطنية الفلسطينية التي من الخيانة ان لا تقوم الآن قبل الغد.
و يجب التنبه إلى أن ما يجري في السودان وفي الجزائر ليس معزولا. وسنرى ارتداداته، انتفاضات وهبات في الضفة الغربية المحتلة وغزة المحاصرة وليبيا واليمن. وسنراه قريبا يقوض الانظمة المستبدة الفاسدة.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/13 الساعة 02:30