السودان.. انقلاب عسكري أم استجابة للثوار؟

مدار الساعة - كتب محلل الشؤون السياسية - من المبكر الاطمئنان لقراءة مستقرة لما يجري في الخرطوم. ما زال مستقبل التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني غامضا، ويتراوح اليوم بين نقيضين، الاول يتحدث عن وقوع انقلاب عسكري والثاني يشير الى استجابة الجيش لنداءات الثوار باسقاط الرئيس السوداني عمر البشير وتعيين حكومة تكنوقراط لتسيير اعمال الدولة مؤقتاً الى حين اجراء الانتخابات. لكن يمكن التدقيق في التحركات الاولى للجيش السوداني لمعرفة ما الذي يجري. إن الاعتقالات التي وقعت حتى الآن غير واضحة، لكنها في حال انتقلت الى اعتقال اصوات سياسية معارضة، من شتى التيارات، وعدم اطلاق سراح قيادة الثوار فورا؛ فإن ذلك قد يعتبر مؤشراً نحو القول ان ما يجري انقلاب عسكري. اما اذا افرج الجيش عن قيادات الثوار فإن ذلك قد يعني ان الهدف الذي تحرك نحوه الجيش السوداني فجر الخميس هو للاستجابة للجماهير. يمكن الاستناد لتاريخ وشكل الانقلابات العسكرية في السودان للقول ان ما يجري انقلاب يريد منه الجيش حماية النظام السابق، ويمكن معه ايضا القول انه انقلاب عسكري ضد البشير، اضافة الى سيناريو ثالث يتحدث عن ان ما يجري استجابة للمطالب الشعبية. ربما لن تكشف الساعات الاولى عن الخريطة كاملة، وإن كانت ستزيل بعض الغموض.