الأمن الوطني الأردني إلى أين نحن ذاهبون به
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/08 الساعة 09:23
* العميد الركن المتقاعد الدكتور عادل الشيحـــ ان العجارمـة
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف صدق الله العظيم)
إن ما يمر به الأردن الآن من تداعيات ألمت به نتيجة المتغيرات في البيئة الاستراتيجية سواء البيئة الدولية أو الإقليمية والتي أثرت بشكل كبير على البيئة المحلية بأبعادها المختلفة (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، الصحية والأمنية) وكان لها تداعيات واضحة أثرت بالمجمل على الأردن وعلى المواطن الأردني في جميع مناحي الحياة وبالتالي كان لهذه المتغيرات تأثير واضح على الأمن الوطني الأردني.
في السنوات الأخيرة استقبل الأردن العديد من الهجرات القسرية من عدة دول وخصوصا دول الجوار والتي بدورها زادت عدد السكان وزادت من الأعباء على الدولة والمواطنين الأردنيين وأصبحت هذه الهجرات وسائل ضغط على البنية التحتية المتآكلة أصلا ، نتيجة هذه المتغيرات تأثر الأمن الوطني الأردني بشكل كبير من خلال ظهور جرائم لم يكن يعرفها المجتمع الأردني سابقا وانعكست هذه المعطيات على المواطن الأردني، الذي تآكل دخله وضاقت به سبل العيش وأصبح بين السندانة والمطرقة من كثره الضرائب وغلاء الأسعار ومتطلبات العيش المختلفة والتي أخذت مجمل راتبه، بل تجاوزت ذلك لتأخذ كل ما تبقى من مدخراته إن وجدت وتعدت الى ابعد من ذلك بان قام معظم الأردنيين ببيع أراضيهم ومقتنياتهم المختلفة لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتهم وأولادهم، لم يستطع السواد الأعظم من المواطنين الأردنيين الصمود عند هذه النقطة فانهارت البيوت وتشتت الأبناء وتفشت المخدرات وظهرت آفات وتصرفات غير مألوفة بالمجتمع الأردني وبدأت تظهر بعض التنظيمات الارهابية أو الداعمون لها هنا وهنالك، مع كل هذه الضغوطات وما يعانيه المواطن الأردني من ضنك العيش ظل صامدا وحاول ألا يصل الى مرحله الانهيار وفقدان الأمل، الأردنيون يعرفون وبالغريزة مرتكزات الأمن الوطني الأردني وهم يعملون وفق هذه المرتكزات وهذا النهج الذي ورثوه من آبائهم وأجدادهم وصبروا على ضنك العيش في سبيل كرامتهم وأعراضهم وصون وطنهم.
الأردنيون هم الشعب الوحيد في العالم الذي يفرح في كل مناسبة حزن يمر بها الوطن بفقدان احد أفراد قواتنا المسلحة أو أجهزتنا الامنيه خلال قيامهم بواجبهم بالدفاع عن حدودنا الملتهبة وبمكافحة الجريمة وملاحقة الارهابيين وأتباعهم ، يتم ذلك للتعبير عن حبهم الكبير لوطننا الغالي والوقوف خلف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنيه لرفع معنوياتهم بما يقومون به من واجب مقدس ونسمع العالم كله صوتنا بأغانينا الوطنية التي تأخذ مساحة واسعة جدا في محطاتنا الإذاعية والتلفزيونية، الذي يريد منكم أن يتأكد من ذلك يحاول أن يستمع الى المحطات المتعددة وهي أكثر من اللازم ومساوئها أكثر من ايجابياتها ، للأسف أن معظم وقت هذه الإذاعات أغاني وبرامج فاقده للمنطق وتفتقر للبرامج الحوارية الهادفة وإذا قامت إحدى هذه الإذاعات باستضافة ضيف ببرنامج معين فيجب أن يكون على الفرازة وحسب طلبهم ويقتصر عدد الضيوف على أشخاص معينين ولا يشمل كافة أطياف المجتمع.
مع كل تشكيل حكومة جديدة نسمع عن برامج وبيانات وخطط مبهره ونتأمل منها التغير في سياسة إدارة الدولة وما أن تأخذ الحكومة ثقة مجلس النواب فإنها تبدأ بالتفنن بكيفية تفريغ جيوب المواطنين وفرض الضرائب التي أصبحت لا تطاق لتزيد الفقير فقرا والغني غنى ، لسبب بسيط هو إن معظم الوجوه الحكومية هي نفسها ويتم تحريكهم ببساطه مثل لعبة الشطرنج من موقع لأخر وكأن الأردن لا يوجد بها رجال غيرهم هؤلاء ، دعونا نؤمن بأنهم كما يقال عنهم رجال دوله وبيوت خبره ومعرفه في إدارة شؤون الدولة وإذا كانوا كذلك دعونا نسألهم لماذا وضعنا من سيئ الى أسوا؟ أليس هذا بالتأكيد لأن إدارتهم خاطئة وغير صحيحة ويعملون حسب أجنده مرسومه ومحدده لهم ، لذلك تعودوا أن يخرجوا علينا كل يوم بالعديد من الإصلاحات الفارغة والتي لاتسمن ولا تغني من جوع ، مع ذلك تحملهم المواطن الأردني لا بل طبل وزمر لهم قسم كبير من المواطنين ولتنفيذ أجندتهم تجدنا يوميا نسمع عن العديد من المبادرات التي يخرج بها مجموعه من الأشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ونجد الإعلام وأجهزة الدولة تحشد لهم كل الإمكانيات اللوجستيه والمادية ، النتيجة بعد العرض الإعلامي تتبخر هذه المبادرات وتذهب أدراج الرياح والغرض الوحيد منها الاستعراض الإعلامي وإظهار من دعمهم من المسؤولين الحكوميين ليعلموا المواطن أن هنالك عملا وانجازا، كل ذلك يتم عمله ليوصل المسؤولين الحكوميين رسالة واضحة عنهم وحتى يرضى عنهم علية القوم وهنا لا نعمم فهنالك العدد القليل من هذه المبادرات التي أثبتت جدارتها ونقاء مبادئها.
المواطن الأردني قبل بتوريث المناصب الحكومية وقبل أن تمثل العائلات التي لا يتجاوز عدد أبنائها المئات كباقي القبائل والعشائر الأردنية ذات الأعداد الكبيرة والتي تجاوز عدد الشهداء من أبنائها أضعاف أعداد تلك العائلات بالمناصب القيادية بالدولة والمجالس المختلفة ونجد أن بعض المواقع والدوائر الحكومية حكر على فئة معينة ومحرمة على باقي المواطنين ، المواطن الأردني قبل أن تباع كبرى شركات الوطن وتم خصخصة قسم منها والتي كانت ترفد الخزينة بأموال كبيرة ، المواطن الأردني قبل أن تباع أراضي للدولة وبمواقع متميزة جدا بمبالغ لا تتناسب وثمنها الحقيقي لفئة معينة، المواطن الأردني قبل كل ذلك لان من كانوا يديروا شؤون الدولة أوهمونا جميعا أن هذه الإجراءات سوف ترفد خزينة الدولة الأردنية بأموال أكبر بكثير مما كنا نحصل عليه عندما كانت الدولة تملك هذه الشركات ، المواطن الأردني قبل أن يقوم أشخاص غير مؤهلين بإدارة شؤون الدولة الأردنية والذين عاثوا فسادا وواصلوا الوطن والمواطن الى هذا الوضع الذي وصلنا إليه الآن، المواطن الأردني سمع بالكثير من الوعود بإجراء الإصلاحات المختلفة ومحاربة الفساد وتحويل الفاسدين للقضاء والوعود المتكررة بمحاربة الفقر والبطالة ، في النهاية تراكمت الديون وفقدنا العديد من المؤسسات العملاقة وفقدنا ما تم إيهامنا به من عوائد مجزيه للخزينة بسبب سوء إدارة هذه الزمرة الفاسدة وزادت نسبة البطالة والفقر وظهرت آفة المخدرات وللأسف وجدنا فسادا ولم نجد فاسدا واحدا ، هؤلاء لم يحاسبوا لغاية الآن ومازالوا موجودين على الساحة بسبب اختفائهم وراء مرجعيات وينفذون سياساتهم من وراء الستار بمسميات مختلفة ، لغاية هذا الوقت ما زال المواطن الأردني يقبلهم برواتبهم الخيالية لا حبا بهم أو لسواد عيونهم أو لحسبهم ونسبهم، المواطن الأردني ضحى سابقا وهو مجبر أن يضحي الآن ومستقبلا للذود عن حمى الوطن ، المواطن الأردني قبل أن تفرض عليه الضرائب مهما تعددت أشكالها وقبل غلاء الأسعار الغير معقول ، المواطن الأردني قبل أن يتم إنشاء مؤسسات وهيئات مستقلة وسلمت إدارتها لأشخاص غير مؤهلين وهي وجدت أصلا لمنفعتهم وهم معروفون لنا جميعا ، المواطن الأردني قبل ذلك كله لحبه لوطنه وخوفه على الوطن أن يحدث به ما حدث بدول الجوار لان الأردن عندنا أغلى منهم جميعا.
في هذا الوقت الحرج والصعب جدا والذي تمر به المنطقة العربية وما بها من أخطار تلوح بالأفق نقول هنا وبالصوت العالي المواطن الأردني لا يقبل تحت أي ظرف مهما كان أن يصل عبث هؤلاء الأشخاص المتسلقين والذين يحملون أجنده خاصة للتأثير على القوات المسلحة والأجهزة الامنيه (...)
ليعلم الجميع أن المواطن الأردني يقبل أن يموت جوعا على أن يهان هو وأولاده ووطنه ويتساءل لمصلحة من تتم هذه الاجراءت ، هل هي الحلقة الأخيرة من مسلسل تفكيك الدولة الأردنية التي قام بها مجموعه لا تمت للأردن بصله الدم والقربى وقد اخذوا مواقع قياديه حرم منها ابناء الأردن الغيورون بغير وجهه حق ومن وصل من أبناء الوطن لمواقع صنع القرار كان حالة استثنائية ، هنالك أشخاص غير مؤهلين مهنيا وصلوا لمواقع المسؤولية أو وضعوا بها بالعديد من الطرق منها القربى والنسب والزمالة والمصاهرة وقسم نزلوا بالمظلات وبجواز سفر من هذه الزمرة الفاسدة ، علما أن الثمن مدفوع مسبقا وهو أن ينحاز هؤلاء وفق مصالح تلك الفئة ويكونوا غطاء لهم وينفذوا ما يطلب منهم بدون نقاش حتى لو كان على مصلحة الوطن والمواطن الأردني وإذا خرج عن المسار المرسوم له بعدم مساعدتهم وتنفيذ سياستهم فإنهم يخرجونه من اللعبة بالضربة القاضية من خلال قضية أو فضيحة لإنهاء حياته السياسية أو المهنية ويقوموا بإحضار كبش فداء آخر داعم لهم وهم بالمناسبة كثر ، هنا يستمر العرض المسرحي لفصول عديدة وفق هذا النهج حتى تفاقمت الأزمات والضغوطات وصلت الى حد خطير ولا يطاق والخوف (لا سمح الله) أن نصل الى نقطة لايمكن الرجوع بعدها ، كل هذا أدى الى التأثير بشكل كبير وخطير على الأمن الوطني الأردني والذي لن ولن يتنازل عنه الأردنيون الشرفاء مهما كانت التضحيات.
أنا متأكد أن كلامي هذا هو لسان حال معظم الأردنيين الشرفاء الغيورين على وطنهم وبنفس الوقت سيغضب أشخاص آخرين لا تعجبهم هذه الصراحة وسوف تظهر كتاباتهم وتحليلاتهم الناقدة لي والمدافعة عن الزمرة الفاسدة التي أرادت تفكيك الدولة الأردنية ، في هذا الوقت الحرج أقول وبأعلى صوتي حذاري والمساس بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بحجة ضبط الإنفاق الحكومي وأن لا نصحى إلا بعد فوات الأوان والمثل الأردني يقول(ما ينفع الصوت بعد فوات الفوت) وإذا حدث ذلك (لا سمح الله) سنجد من خطط لذلك يغادر الوطن بأول طائره الى الخارج ويلتحق بأرصدته مع فوائدها المتراكمة في البنوك والتي جمعها من دماء الأردنيين ويترك الوطن بجراحه ينزف، عندها لن يجد الوطن من يدافع عنه إلا الشرفاء من أبنائه وبما تبقى من دمائهم التي لم يستطع الفاسدون من مصها لآخر قطره أو من المحتمل أن طعمها كان مرا أو غير صالح لاستهلاكهم البشري فتركوها لنا ، هذه الدماء النازفة منا غالية علينا وتأكدوا أننا سنقوم بتضميد جروحنا بما تبقى لدينا من كرامه وحب للوطن ، بعد ذلك سنقدمها رخيصة وبدون أي مقابل لوطننا أو بالأحرى لما تبقى من وطننا حتى لا يقع فريسة للآخرين مثل ما وقع به العديد من دول الإقليم.
أعدكم أنني سأتكلم لاحقا بموضع شديد الخطورة ويهدد الأمن الوطن الأردني بشكل خطير جدا وتحديدا الكلام الذي دار بيني وبين (شخصيه مهمة جدا لن أفصح عنها الآن) خلال لقاء تم بصوره سريعة وغير مرتب لها مسبقا وما تبعها من إجراءات من بعض المتنفذين والمسوؤلين ضدي ردا منهم على تلك المقابلة والتي تمت غصبا عنهم وسأتكلم بكل أمانه ووضوح بما يجول بخاطري وأبرئ ذمتي إذا كان بالعمر بقيه لان الصمت ما عاد ينفع.
في النهاية أقول لكل المسؤولين في الدولة الأردنية وعلى مختلف المستويات اتقوا الله بالمواطنين وتحملوا مسؤولياتكم وارحموا المواطن وقدموا له الدعم بدلا من أن تطلبوا منه أن يقدم هو الدعم لكم ، ليكن قدوتنا السلف الصالح عندما احضر المسلمون أموال كسرى الى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت كاملة ولم ينقص منها أي شئ ، عندها قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عففت فعفوا) يا ليت كل مسؤولينا يعملون وفق هذا النهج..
حمى الله الأردن شعبا وأرضا وقوات مسلحة وأجهزة أمنية من كل مكره ونطلب من الله يديم الأمن والأمان علينا انه سميع مجيب الدعاء وهو على كل شئ قدير.
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف صدق الله العظيم)
إن ما يمر به الأردن الآن من تداعيات ألمت به نتيجة المتغيرات في البيئة الاستراتيجية سواء البيئة الدولية أو الإقليمية والتي أثرت بشكل كبير على البيئة المحلية بأبعادها المختلفة (السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، التعليمية، الصحية والأمنية) وكان لها تداعيات واضحة أثرت بالمجمل على الأردن وعلى المواطن الأردني في جميع مناحي الحياة وبالتالي كان لهذه المتغيرات تأثير واضح على الأمن الوطني الأردني.
في السنوات الأخيرة استقبل الأردن العديد من الهجرات القسرية من عدة دول وخصوصا دول الجوار والتي بدورها زادت عدد السكان وزادت من الأعباء على الدولة والمواطنين الأردنيين وأصبحت هذه الهجرات وسائل ضغط على البنية التحتية المتآكلة أصلا ، نتيجة هذه المتغيرات تأثر الأمن الوطني الأردني بشكل كبير من خلال ظهور جرائم لم يكن يعرفها المجتمع الأردني سابقا وانعكست هذه المعطيات على المواطن الأردني، الذي تآكل دخله وضاقت به سبل العيش وأصبح بين السندانة والمطرقة من كثره الضرائب وغلاء الأسعار ومتطلبات العيش المختلفة والتي أخذت مجمل راتبه، بل تجاوزت ذلك لتأخذ كل ما تبقى من مدخراته إن وجدت وتعدت الى ابعد من ذلك بان قام معظم الأردنيين ببيع أراضيهم ومقتنياتهم المختلفة لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعائلاتهم وأولادهم، لم يستطع السواد الأعظم من المواطنين الأردنيين الصمود عند هذه النقطة فانهارت البيوت وتشتت الأبناء وتفشت المخدرات وظهرت آفات وتصرفات غير مألوفة بالمجتمع الأردني وبدأت تظهر بعض التنظيمات الارهابية أو الداعمون لها هنا وهنالك، مع كل هذه الضغوطات وما يعانيه المواطن الأردني من ضنك العيش ظل صامدا وحاول ألا يصل الى مرحله الانهيار وفقدان الأمل، الأردنيون يعرفون وبالغريزة مرتكزات الأمن الوطني الأردني وهم يعملون وفق هذه المرتكزات وهذا النهج الذي ورثوه من آبائهم وأجدادهم وصبروا على ضنك العيش في سبيل كرامتهم وأعراضهم وصون وطنهم.
الأردنيون هم الشعب الوحيد في العالم الذي يفرح في كل مناسبة حزن يمر بها الوطن بفقدان احد أفراد قواتنا المسلحة أو أجهزتنا الامنيه خلال قيامهم بواجبهم بالدفاع عن حدودنا الملتهبة وبمكافحة الجريمة وملاحقة الارهابيين وأتباعهم ، يتم ذلك للتعبير عن حبهم الكبير لوطننا الغالي والوقوف خلف قواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنيه لرفع معنوياتهم بما يقومون به من واجب مقدس ونسمع العالم كله صوتنا بأغانينا الوطنية التي تأخذ مساحة واسعة جدا في محطاتنا الإذاعية والتلفزيونية، الذي يريد منكم أن يتأكد من ذلك يحاول أن يستمع الى المحطات المتعددة وهي أكثر من اللازم ومساوئها أكثر من ايجابياتها ، للأسف أن معظم وقت هذه الإذاعات أغاني وبرامج فاقده للمنطق وتفتقر للبرامج الحوارية الهادفة وإذا قامت إحدى هذه الإذاعات باستضافة ضيف ببرنامج معين فيجب أن يكون على الفرازة وحسب طلبهم ويقتصر عدد الضيوف على أشخاص معينين ولا يشمل كافة أطياف المجتمع.
مع كل تشكيل حكومة جديدة نسمع عن برامج وبيانات وخطط مبهره ونتأمل منها التغير في سياسة إدارة الدولة وما أن تأخذ الحكومة ثقة مجلس النواب فإنها تبدأ بالتفنن بكيفية تفريغ جيوب المواطنين وفرض الضرائب التي أصبحت لا تطاق لتزيد الفقير فقرا والغني غنى ، لسبب بسيط هو إن معظم الوجوه الحكومية هي نفسها ويتم تحريكهم ببساطه مثل لعبة الشطرنج من موقع لأخر وكأن الأردن لا يوجد بها رجال غيرهم هؤلاء ، دعونا نؤمن بأنهم كما يقال عنهم رجال دوله وبيوت خبره ومعرفه في إدارة شؤون الدولة وإذا كانوا كذلك دعونا نسألهم لماذا وضعنا من سيئ الى أسوا؟ أليس هذا بالتأكيد لأن إدارتهم خاطئة وغير صحيحة ويعملون حسب أجنده مرسومه ومحدده لهم ، لذلك تعودوا أن يخرجوا علينا كل يوم بالعديد من الإصلاحات الفارغة والتي لاتسمن ولا تغني من جوع ، مع ذلك تحملهم المواطن الأردني لا بل طبل وزمر لهم قسم كبير من المواطنين ولتنفيذ أجندتهم تجدنا يوميا نسمع عن العديد من المبادرات التي يخرج بها مجموعه من الأشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ونجد الإعلام وأجهزة الدولة تحشد لهم كل الإمكانيات اللوجستيه والمادية ، النتيجة بعد العرض الإعلامي تتبخر هذه المبادرات وتذهب أدراج الرياح والغرض الوحيد منها الاستعراض الإعلامي وإظهار من دعمهم من المسؤولين الحكوميين ليعلموا المواطن أن هنالك عملا وانجازا، كل ذلك يتم عمله ليوصل المسؤولين الحكوميين رسالة واضحة عنهم وحتى يرضى عنهم علية القوم وهنا لا نعمم فهنالك العدد القليل من هذه المبادرات التي أثبتت جدارتها ونقاء مبادئها.
المواطن الأردني قبل بتوريث المناصب الحكومية وقبل أن تمثل العائلات التي لا يتجاوز عدد أبنائها المئات كباقي القبائل والعشائر الأردنية ذات الأعداد الكبيرة والتي تجاوز عدد الشهداء من أبنائها أضعاف أعداد تلك العائلات بالمناصب القيادية بالدولة والمجالس المختلفة ونجد أن بعض المواقع والدوائر الحكومية حكر على فئة معينة ومحرمة على باقي المواطنين ، المواطن الأردني قبل أن تباع كبرى شركات الوطن وتم خصخصة قسم منها والتي كانت ترفد الخزينة بأموال كبيرة ، المواطن الأردني قبل أن تباع أراضي للدولة وبمواقع متميزة جدا بمبالغ لا تتناسب وثمنها الحقيقي لفئة معينة، المواطن الأردني قبل كل ذلك لان من كانوا يديروا شؤون الدولة أوهمونا جميعا أن هذه الإجراءات سوف ترفد خزينة الدولة الأردنية بأموال أكبر بكثير مما كنا نحصل عليه عندما كانت الدولة تملك هذه الشركات ، المواطن الأردني قبل أن يقوم أشخاص غير مؤهلين بإدارة شؤون الدولة الأردنية والذين عاثوا فسادا وواصلوا الوطن والمواطن الى هذا الوضع الذي وصلنا إليه الآن، المواطن الأردني سمع بالكثير من الوعود بإجراء الإصلاحات المختلفة ومحاربة الفساد وتحويل الفاسدين للقضاء والوعود المتكررة بمحاربة الفقر والبطالة ، في النهاية تراكمت الديون وفقدنا العديد من المؤسسات العملاقة وفقدنا ما تم إيهامنا به من عوائد مجزيه للخزينة بسبب سوء إدارة هذه الزمرة الفاسدة وزادت نسبة البطالة والفقر وظهرت آفة المخدرات وللأسف وجدنا فسادا ولم نجد فاسدا واحدا ، هؤلاء لم يحاسبوا لغاية الآن ومازالوا موجودين على الساحة بسبب اختفائهم وراء مرجعيات وينفذون سياساتهم من وراء الستار بمسميات مختلفة ، لغاية هذا الوقت ما زال المواطن الأردني يقبلهم برواتبهم الخيالية لا حبا بهم أو لسواد عيونهم أو لحسبهم ونسبهم، المواطن الأردني ضحى سابقا وهو مجبر أن يضحي الآن ومستقبلا للذود عن حمى الوطن ، المواطن الأردني قبل أن تفرض عليه الضرائب مهما تعددت أشكالها وقبل غلاء الأسعار الغير معقول ، المواطن الأردني قبل أن يتم إنشاء مؤسسات وهيئات مستقلة وسلمت إدارتها لأشخاص غير مؤهلين وهي وجدت أصلا لمنفعتهم وهم معروفون لنا جميعا ، المواطن الأردني قبل ذلك كله لحبه لوطنه وخوفه على الوطن أن يحدث به ما حدث بدول الجوار لان الأردن عندنا أغلى منهم جميعا.
في هذا الوقت الحرج والصعب جدا والذي تمر به المنطقة العربية وما بها من أخطار تلوح بالأفق نقول هنا وبالصوت العالي المواطن الأردني لا يقبل تحت أي ظرف مهما كان أن يصل عبث هؤلاء الأشخاص المتسلقين والذين يحملون أجنده خاصة للتأثير على القوات المسلحة والأجهزة الامنيه (...)
ليعلم الجميع أن المواطن الأردني يقبل أن يموت جوعا على أن يهان هو وأولاده ووطنه ويتساءل لمصلحة من تتم هذه الاجراءت ، هل هي الحلقة الأخيرة من مسلسل تفكيك الدولة الأردنية التي قام بها مجموعه لا تمت للأردن بصله الدم والقربى وقد اخذوا مواقع قياديه حرم منها ابناء الأردن الغيورون بغير وجهه حق ومن وصل من أبناء الوطن لمواقع صنع القرار كان حالة استثنائية ، هنالك أشخاص غير مؤهلين مهنيا وصلوا لمواقع المسؤولية أو وضعوا بها بالعديد من الطرق منها القربى والنسب والزمالة والمصاهرة وقسم نزلوا بالمظلات وبجواز سفر من هذه الزمرة الفاسدة ، علما أن الثمن مدفوع مسبقا وهو أن ينحاز هؤلاء وفق مصالح تلك الفئة ويكونوا غطاء لهم وينفذوا ما يطلب منهم بدون نقاش حتى لو كان على مصلحة الوطن والمواطن الأردني وإذا خرج عن المسار المرسوم له بعدم مساعدتهم وتنفيذ سياستهم فإنهم يخرجونه من اللعبة بالضربة القاضية من خلال قضية أو فضيحة لإنهاء حياته السياسية أو المهنية ويقوموا بإحضار كبش فداء آخر داعم لهم وهم بالمناسبة كثر ، هنا يستمر العرض المسرحي لفصول عديدة وفق هذا النهج حتى تفاقمت الأزمات والضغوطات وصلت الى حد خطير ولا يطاق والخوف (لا سمح الله) أن نصل الى نقطة لايمكن الرجوع بعدها ، كل هذا أدى الى التأثير بشكل كبير وخطير على الأمن الوطني الأردني والذي لن ولن يتنازل عنه الأردنيون الشرفاء مهما كانت التضحيات.
أنا متأكد أن كلامي هذا هو لسان حال معظم الأردنيين الشرفاء الغيورين على وطنهم وبنفس الوقت سيغضب أشخاص آخرين لا تعجبهم هذه الصراحة وسوف تظهر كتاباتهم وتحليلاتهم الناقدة لي والمدافعة عن الزمرة الفاسدة التي أرادت تفكيك الدولة الأردنية ، في هذا الوقت الحرج أقول وبأعلى صوتي حذاري والمساس بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بحجة ضبط الإنفاق الحكومي وأن لا نصحى إلا بعد فوات الأوان والمثل الأردني يقول(ما ينفع الصوت بعد فوات الفوت) وإذا حدث ذلك (لا سمح الله) سنجد من خطط لذلك يغادر الوطن بأول طائره الى الخارج ويلتحق بأرصدته مع فوائدها المتراكمة في البنوك والتي جمعها من دماء الأردنيين ويترك الوطن بجراحه ينزف، عندها لن يجد الوطن من يدافع عنه إلا الشرفاء من أبنائه وبما تبقى من دمائهم التي لم يستطع الفاسدون من مصها لآخر قطره أو من المحتمل أن طعمها كان مرا أو غير صالح لاستهلاكهم البشري فتركوها لنا ، هذه الدماء النازفة منا غالية علينا وتأكدوا أننا سنقوم بتضميد جروحنا بما تبقى لدينا من كرامه وحب للوطن ، بعد ذلك سنقدمها رخيصة وبدون أي مقابل لوطننا أو بالأحرى لما تبقى من وطننا حتى لا يقع فريسة للآخرين مثل ما وقع به العديد من دول الإقليم.
أعدكم أنني سأتكلم لاحقا بموضع شديد الخطورة ويهدد الأمن الوطن الأردني بشكل خطير جدا وتحديدا الكلام الذي دار بيني وبين (شخصيه مهمة جدا لن أفصح عنها الآن) خلال لقاء تم بصوره سريعة وغير مرتب لها مسبقا وما تبعها من إجراءات من بعض المتنفذين والمسوؤلين ضدي ردا منهم على تلك المقابلة والتي تمت غصبا عنهم وسأتكلم بكل أمانه ووضوح بما يجول بخاطري وأبرئ ذمتي إذا كان بالعمر بقيه لان الصمت ما عاد ينفع.
في النهاية أقول لكل المسؤولين في الدولة الأردنية وعلى مختلف المستويات اتقوا الله بالمواطنين وتحملوا مسؤولياتكم وارحموا المواطن وقدموا له الدعم بدلا من أن تطلبوا منه أن يقدم هو الدعم لكم ، ليكن قدوتنا السلف الصالح عندما احضر المسلمون أموال كسرى الى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت كاملة ولم ينقص منها أي شئ ، عندها قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عففت فعفوا) يا ليت كل مسؤولينا يعملون وفق هذا النهج..
حمى الله الأردن شعبا وأرضا وقوات مسلحة وأجهزة أمنية من كل مكره ونطلب من الله يديم الأمن والأمان علينا انه سميع مجيب الدعاء وهو على كل شئ قدير.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/08 الساعة 09:23