هل تريدون المزيد..؟
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/10 الساعة 01:17
في كل مرة نتلقى فيها «صفعة» اساءة او «صفقة» تقهرنا وتمر على حسابنا، نهرب الى الردود ذاتها : نحتشد في الشوارع والملتقيات لرفضها، ونخرج من ادراجنا «نسخا» من بيانات الشجب والادانة لاشهارها في وسائل الاعلام رفعا للعتب او تسجيلا للمواقف، ونعيد المقولات التي حفظناها حول حقوقنا العادلة، وماضي امتنا المجيد، وهمجية اعدائنا، ثم نتوسل للعالم ان يساعدنا على مواجهة «الغزاة» الطامعين ويخرجنا من قفص الاتهام.
نريد ان يحترمنا العالم..؟ الحل بسيط : لا بد ان نتكيف مع شروط هذا الاستحقاق البشري، ونتذكر اننا لا نعيش في «تكايا» يدفع فيها القادرون فائض اموالهم «وانجازاتهم» ومكدساتهم للفقراء المستحقين وانما نعيش في عالم يحتكم لمنطق القوة المادية فقط، فهل لنا نصيب من هذه القوة الحضارية ام اننا ما نزال عالة على غيرنا، يعطوننا منها متى شاءوا ويحرموننا ما يريدون، بعد ان افتقدنا القوة الاخلاقية والحضارية وانتزعها غيرنا منا ثم صممها لكي تناسبه فقط؟
نقول ان الآخر يسيء الينا، ويكل حقوقنا، ويستهين بنا، هذا صحيح ومن حقنا ان نرفضه، لكن ألم نسأل : كيف تبدو صورتنا في عيون العالم وقبل ذلك في عيون» الحكمة» والارادة والعزيمة التي هربت منا منذ قرون ؟ المسألة لا تتعلق بتبرير اساءات الاخرين لنا واعتداءاتهم علينا، وانما بواجبنا في مواجهة اخطائنا ومعرفة ذاتنا وحل «لغز» استفزاز العالم لنا واستقوائه علينا.
ان من اغرى العالم بنا هو «تخلفنا»، هذه هي الحقيقة التي نهرب منها ويجب الان ان نصارح انفسنا بها، لا يهم بالطبع ان نتهم الآخر الذي استعمرنا -وما يزال- بانه يتحمل قسطا كبيرا من هذه المسؤولية، او ان التركة التي اورثها لنا هي السبب، او ان الدين الذي اسأنا فهمه وتطبيقه والسياسة التي استبدت بنا واسرائيل التي زرعت بيننا كانت وراء انحطاطنا، هذه مجرد عوامل ربما تضافرت مع غيرها لولادة ما نحن فيه من ضعف وخراب، لكن اليس من المخجل ان نصر منذ مئات السنين على ان المشكلة ليست فينا وانما في غيرنا، ثم ان نمد»لغيرنا « هذا ايدينا لشراء كل ما يلزمنا، ونعتمد على ما انتجته عقوله، وبعدها نتهمه بأنه يسيء الينا ولا نجد ما نرد به عليه سوى مزيد من الكلام والشتائم.
لم نفهم حتى الآن قانون هذا العالم لكي نرد عليه، غيرنا كان «اشطر» منا، فلا احد في الغرب يجرؤ على الاساءة للصينيين اواليابانيين، او الاعتداء على حقوقهم . الامريكيون يعرفون البوذية اكثر من الاسلام ويقبلون عليها، المسيحيون لا تهزهم صور المسيح والافلام المسيئة التي تصدر عنه، اليهود استطاعوا ان يفرضوا على العالم عدم المساس بالسامية و»الهولو كوست» وحدنا - نحن العرب والمسلمين - ما نزال نطارد كالاشباح، ونتعرض للابتزاز، ونذبح بعضنا دفاعا عن ديننا وحرمة كرامتنا من الاساءة..!
اي اساءة لنا اكبر من ان يكون بيننا نحو (100) مليون امي عربي، و 20 مليونا من الشباب العاطلين عن العمل، وعالم عربي فقير ثقافيا ومعرفيا ينتج من الكتب اقل بكثير مما تنتجه اسبانيا، ولا تزيد تجارته البينية عن 2 % فيما يعتمد على الغرب بمعظم احتياجاته، اي اساءة للذات المجروحة والمقهورة من استفزازات الآخر اكبر من ان تنتسب لدين تدافع عنه ويموت بعض ابنائها من اجله وهي ابعد ما تكون عنه فهما وامتثالا وتطبيقا، او ان تنتسب لامة عظيمة يذبح ابناؤها بعضهم - بالنيابة عن الاخر -على تخوم الطائفة والمذهب، وتسقط بعض عواصمها وجيوشها على يد تنظيمات وليدة، وتبني من السجون اكثر مما تبني من المدارس والجامعات ..
هل تريدون المزيد..؟ الدستور
نريد ان يحترمنا العالم..؟ الحل بسيط : لا بد ان نتكيف مع شروط هذا الاستحقاق البشري، ونتذكر اننا لا نعيش في «تكايا» يدفع فيها القادرون فائض اموالهم «وانجازاتهم» ومكدساتهم للفقراء المستحقين وانما نعيش في عالم يحتكم لمنطق القوة المادية فقط، فهل لنا نصيب من هذه القوة الحضارية ام اننا ما نزال عالة على غيرنا، يعطوننا منها متى شاءوا ويحرموننا ما يريدون، بعد ان افتقدنا القوة الاخلاقية والحضارية وانتزعها غيرنا منا ثم صممها لكي تناسبه فقط؟
نقول ان الآخر يسيء الينا، ويكل حقوقنا، ويستهين بنا، هذا صحيح ومن حقنا ان نرفضه، لكن ألم نسأل : كيف تبدو صورتنا في عيون العالم وقبل ذلك في عيون» الحكمة» والارادة والعزيمة التي هربت منا منذ قرون ؟ المسألة لا تتعلق بتبرير اساءات الاخرين لنا واعتداءاتهم علينا، وانما بواجبنا في مواجهة اخطائنا ومعرفة ذاتنا وحل «لغز» استفزاز العالم لنا واستقوائه علينا.
ان من اغرى العالم بنا هو «تخلفنا»، هذه هي الحقيقة التي نهرب منها ويجب الان ان نصارح انفسنا بها، لا يهم بالطبع ان نتهم الآخر الذي استعمرنا -وما يزال- بانه يتحمل قسطا كبيرا من هذه المسؤولية، او ان التركة التي اورثها لنا هي السبب، او ان الدين الذي اسأنا فهمه وتطبيقه والسياسة التي استبدت بنا واسرائيل التي زرعت بيننا كانت وراء انحطاطنا، هذه مجرد عوامل ربما تضافرت مع غيرها لولادة ما نحن فيه من ضعف وخراب، لكن اليس من المخجل ان نصر منذ مئات السنين على ان المشكلة ليست فينا وانما في غيرنا، ثم ان نمد»لغيرنا « هذا ايدينا لشراء كل ما يلزمنا، ونعتمد على ما انتجته عقوله، وبعدها نتهمه بأنه يسيء الينا ولا نجد ما نرد به عليه سوى مزيد من الكلام والشتائم.
لم نفهم حتى الآن قانون هذا العالم لكي نرد عليه، غيرنا كان «اشطر» منا، فلا احد في الغرب يجرؤ على الاساءة للصينيين اواليابانيين، او الاعتداء على حقوقهم . الامريكيون يعرفون البوذية اكثر من الاسلام ويقبلون عليها، المسيحيون لا تهزهم صور المسيح والافلام المسيئة التي تصدر عنه، اليهود استطاعوا ان يفرضوا على العالم عدم المساس بالسامية و»الهولو كوست» وحدنا - نحن العرب والمسلمين - ما نزال نطارد كالاشباح، ونتعرض للابتزاز، ونذبح بعضنا دفاعا عن ديننا وحرمة كرامتنا من الاساءة..!
اي اساءة لنا اكبر من ان يكون بيننا نحو (100) مليون امي عربي، و 20 مليونا من الشباب العاطلين عن العمل، وعالم عربي فقير ثقافيا ومعرفيا ينتج من الكتب اقل بكثير مما تنتجه اسبانيا، ولا تزيد تجارته البينية عن 2 % فيما يعتمد على الغرب بمعظم احتياجاته، اي اساءة للذات المجروحة والمقهورة من استفزازات الآخر اكبر من ان تنتسب لدين تدافع عنه ويموت بعض ابنائها من اجله وهي ابعد ما تكون عنه فهما وامتثالا وتطبيقا، او ان تنتسب لامة عظيمة يذبح ابناؤها بعضهم - بالنيابة عن الاخر -على تخوم الطائفة والمذهب، وتسقط بعض عواصمها وجيوشها على يد تنظيمات وليدة، وتبني من السجون اكثر مما تبني من المدارس والجامعات ..
هل تريدون المزيد..؟ الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/10 الساعة 01:17