قراءة في حديث الملك.. بعد «سعد الذابح».. و«بلع» و«سعود».. هناك «سعد الإشاعات» أيضاً
مدار الساعة - نهار ابو الليل - كأن في الصيف تخرج الاشاعات من جحورها ..
نعم، الناس لا تثق بالحكومة، ولا تثق بالكثير من مؤسسات الدولة. هذا صحيح، وأعمى من لا يرى ذلك. لكن ما علاقة هذا بالمخاطر التي تتهدد الدولة كلها مجتمعاً ومؤسسات، ناساً ومسؤولين.
من يريد اطلاق النار على قدميه هذا شأنه، أما شأن من يريد حماية اهله وناسه، فلا سبيل اليوم إلا الوقوف صفا واحدا أمام ما يتهدد الوطن من تحديات.
لم يمر على الأردن خاصة والمنطقة عامة انعطافة حادة ومصيرية كالتي تصاغ اليوم. انعطافة سترسم مصائر اهل المنطقة كما لم ترسم مثيلاتها من قبل.
وهذا وغيره ما كان يتحدث عنه جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه عدداً من الشخصيات السياسية والإعلامية في قصر الحسينية الأحد عندما قال: إن الشعب الأردني "الواحد والواعي" لا يلتفت إلى الأجندات الهادفة إلى التشكيك بالوطن ومؤسساته، وزرع الخوف في مستقبله وأمنه.
الراصد لمواسم "التشويش" يدرك ان كلمة جلالته دقيقة وهو يقول: كل سنة وبنفس التوقيت، يكون هناك محاولات تشويش حول بعض الأمور، مثل الوطن البديل والقدس وغيرها، ونحن نعلم أنها تستمر وتزيد بالصيف، ويجب أن أتدخل حتى أطمئن كل المواطنين".
نعم هي كذلك، لكن ما يدعو الى القلق ان الناس وهم ينصتون الى هذا التشويش في هذا الصيف يكاد الواحد منهم لا يشعر بان التطورات الاقليمية والدولية جعلت المنطقة هشة الى حد لا تطيق الصمود امام مجرد اشاعة.. ما الحل اذن؟
كأن من أطلق على فترات الشتاء مواسمه نسي أن يضيف إلى "سعد الذابح" و"سعد بلع"، سعد آخر هو: "سعد الاشاعات".