عبدالله الثاني يؤذن بالأمة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:39
منذ أن استلم عمر بن الخطاب مفاتيح القدس ارتبطت مكانة أمتنا بين الأمم بمكانة القدس عندها، فإن كانت أمة قوية مُهابة كريمة عزيزة، كانت القدس في حوزتها، أما إذا ضعفت وتفرق صفها، وفرطت بكرامتها، فإنها لا تلبث أن تفرط بالقدس لتسقط بأيدي أعدائها، وتظل في أسرهم حتى تستعيد الأمة عافيتها، وعنوان ذلك استردادها للقدس من أيدي مغتصبيها فيعمل العاملون المخلصون من أبنائها من أجل ذلك، ويكون أول عملهم أن تصبح القدس بوصلة اتجاههم وميزان مواقفهم،وهو بالضبط ما يفعله عبدالله الثاني بن الحسين في هذه المرحلة من التاريخ، وهو يؤذن في أمته أن"حي على القدس"، التي لن يفرط بها هاشمي أُسري بجده إليها، وهو موقف يحتاج منا أن نلتف حوله التفاف السوار حول المعصم، بأن نرتفع إلى مستوى المعركة التي يخوضها جلالته، وأول ذلك أن نحمي ظهره وظهر وطننا من حرب التشكيك وأكاذيب الطابور الخامس الذي تحركه الغرف السوداء، لحرف بوصلتنا عن معركتنا الحقيقية إلى معارك جانبية، توهن عزائمنا، وتبدد طاقاتنا بلا طائل وتهز ثقتنا بأنفسنا وبدولتنا، وتفرق صفنا شذر مذر فنكشف ظهر مليكنا، ونخيب ظنه في رهانه علينا، ومن ثم رهانه على العرب والمسلمين، فوحدة صفنا من خلف جلالته هي الجسر الذي ستعبر عليه الأمة إلى وحدة موقفها من أجل القدس.
إن واجبنا أن لا نخذل قائدنا الذي اختار القدس على كل المغريات، وفي سبيل القدس أدار ظهره لكل التهديدات، فلم يبالي بها، وليس هذا بالأمر المستغرب من هاشمي يسير على درب أبائه وأجداده، فمن قبله ارتقى سمية الملك المؤسس عبدالله بن الحسين من رحاب الأقصى إلى السموات العلى شهيداً في سبيل القدس، ومن قبل عبدالله ضحى أباه الحسين بن علي بملكه، على أن يفرط بالقدس، واختار قبراً في رحاب الأقصى على كل قصور الأرض، فهذه سلالة تعلو بها العروش ولا يستعلون بالعرش على الناس، وتزهو بهم التيجان ولا يختالون بالتيجان على الناس، ويسعون إلى الشهادة إذا كان ذلك سبيلهم حتى لا تسقط راية الأمة، قدوتهم في ذلك جعفر الطيار، لذلك كله علينا أن نحمي ظهر عبدالله الثاني بأن نرتفع إلى مستوى موقفه في سبيل القدس علنا نصلي تحت رايته في مسجدنا الأقصى،وليس ذلك ببعيد على الله إن شحذنا الهمة، وصدقنا العزم، ونصرنا آل البيت في معركتهم من أجل القدس، التي هي بالنسبة لنا في هذا البلد معركة وجود، ومعركة دور، فعلى أرض الأردن جرت كل المعارك الفاصلة التي حررت فلسطين، وعبر الأردن سارت كل جيوش التحرير نحو القدس، وهاهو عبدالله الثاني قائد الجيش المصطفوي يعلن النفير دفاعاً عن القدس، رابطاً كرامته بكرامتها ملغياً زيارته إلى الدولة التي ترأس الإتحاد الأوروبي، لأن رئيسة وزرائها قالت أنها ستنقل سفارة بلادها إلى القدس، في موقف آخر من مواقف العز التي يقفها عبدالله الثاني فهل نرتفع إلى مستوى هذه المواقف، لنكون عوناً لمليكنا لا عبئاً عليه نسأل الله الأولى ونعوذ به من الثانية.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:39