الطاقة .. ووصفة جدتي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:35
اذا كانت البلاد متجهة نحو الاعتماد على الذات فلماذا نتورط في اتفاقیة طویلة الامد مع دولة لا تحترم الاتفاقیات والمعاهدات
في كل أسرة هناك طبق أو أكثر تزعم الأم أن لا أحد یعده بالطریقة التي تتبعها ولا یكسبه المذاق الذي تكسبه له.
ما أن یتجرأ أحد الأبناء بالسؤال عن طریقة الطهو أو مقادیر المكونات المستخدمة حتى ترتبك الأم وتلجأ إلى اسالیب التوریة والإیهام والتمویه . فتتغاضى عن ذكر بعض المقادیر ولا تعطي الزمن الحقیقي للطهو وقد تتناسى بعض انواع البهارات والمطیبات المستخدمة.
التكتیك الذي تستخدمه الأم في حمایة صناعتها المنزلیة لا یروق لبعض الأبناء الذین یرون في ما تقدمه المطاعم أطباقا اكثر جودة وألذ مذاقا مما تقدمه الأم بالرغم من حرصها المتزاید على ألا یأكل الجمیع إلا مما تعده أیادیها.
مهما تكن المواقف من الأطباق المنزلیة وجودتها فإن هناك من ما یزال یؤمن بلذتها ویحرص على استمرارها باعتبارها منتجات عائلیة تحمل هویة الأسرة وتقوي روابطها وینظر لها كملكیة فكریة وعلامة جودة تستعصي على التقلید والمضاهاة. المشكلة في الاطباق المنزلیة انها تعد بطریقة غامضة وتحاك حولها سردیات ناقصة. الأجیال الجدیدة من الابناء والاحفاد یختلفون عمن سبقهم في نظرتهم وتقییمهم لما یقدم لهم فلدیهم من الاهتمام والفضول ما یمنع قبولهم بالاطباق التي لا یعرفون مكوناتها وطریقة طهوها. في مجال انتاج واستیراد وصناعة وتوزیع وبیع الطاقة تمتلك الحكومة وصفة سریة لا تختلف عن وصفة الامهات اللواتي ورثنها عن الجدات. لقد بقیت تسعیرة الوقود لغزا محیرا واستیراد الغاز سرا تجري مناقشة الاتفاقیة التي ابرمت مع الاسرائیلیین في مجلس الشعب الذي لم یطلع على نصوصها. في بلد تسطع على اراضیه الشمس طوال العام یجري وضع العراقیل في وجه كل من یحاول تولید طاقة شمسیة نظیفة بحجة ضعف طاقة التخزین وتدني قدرة الشبكة ویجري تسعیر الطاقة المنتجة من الریاح بأقل من عشر سعرها في السوق. الجدل الذي اثیر في مجلس النواب حول المخاطبات التي جرت بین وزارة الطاقة والمستثمر الكویتي الذي اقترح تأسیس مصفاة بترول في محافظة العقبة امر لافت فالوزارة المعنیة ما تزال تدرس وتفكر في وضع سیاسات واستراتیجیات للطاقة . وهي تتوقع من المستثمر ان یجري دراسة جدوى..وترى ان من واجبها ان تبین له المخاطر. المواطن الأردني ولجنة الطاقة في مجلس النواب ووزارة الطاقة لا تعرف بالضبط ملامح السیاسات العامة في مجال الطاقة ولا احد یعرف بالضبط إلى أین نحن ذاهبون. اذا كان الأردن راغبا في تولید الطاقة النظیفة من مصادر متجددة فلماذا لا تعرض خطة طموحة وواضحة ومشجعة حول الاستثمار في هذا المیدان ویفتح ابواب الاستثمار في طاقة الشمس والریاح لكل الناس وكل الشركات وبأسعار متساویة وغیر متذبذبة كما هي الیوم. واذا كانت البلاد متجهة نحو الاعتماد على الذات فلماذا نتورط في اتفاقیة طویلة الامد مع دولة لا تحترم الاتفاقیات والمعاهدات المبرمة والموقع علیها؟ الاستمرار في ادارة ملف الطاقة بوصفات غیر واضحة یربك القطاع ویغذي الشكوك ویحرم البلاد من فرص استثماریة واعدة.
مهما تكن المواقف من الأطباق المنزلیة وجودتها فإن هناك من ما یزال یؤمن بلذتها ویحرص على استمرارها باعتبارها منتجات عائلیة تحمل هویة الأسرة وتقوي روابطها وینظر لها كملكیة فكریة وعلامة جودة تستعصي على التقلید والمضاهاة. المشكلة في الاطباق المنزلیة انها تعد بطریقة غامضة وتحاك حولها سردیات ناقصة. الأجیال الجدیدة من الابناء والاحفاد یختلفون عمن سبقهم في نظرتهم وتقییمهم لما یقدم لهم فلدیهم من الاهتمام والفضول ما یمنع قبولهم بالاطباق التي لا یعرفون مكوناتها وطریقة طهوها. في مجال انتاج واستیراد وصناعة وتوزیع وبیع الطاقة تمتلك الحكومة وصفة سریة لا تختلف عن وصفة الامهات اللواتي ورثنها عن الجدات. لقد بقیت تسعیرة الوقود لغزا محیرا واستیراد الغاز سرا تجري مناقشة الاتفاقیة التي ابرمت مع الاسرائیلیین في مجلس الشعب الذي لم یطلع على نصوصها. في بلد تسطع على اراضیه الشمس طوال العام یجري وضع العراقیل في وجه كل من یحاول تولید طاقة شمسیة نظیفة بحجة ضعف طاقة التخزین وتدني قدرة الشبكة ویجري تسعیر الطاقة المنتجة من الریاح بأقل من عشر سعرها في السوق. الجدل الذي اثیر في مجلس النواب حول المخاطبات التي جرت بین وزارة الطاقة والمستثمر الكویتي الذي اقترح تأسیس مصفاة بترول في محافظة العقبة امر لافت فالوزارة المعنیة ما تزال تدرس وتفكر في وضع سیاسات واستراتیجیات للطاقة . وهي تتوقع من المستثمر ان یجري دراسة جدوى..وترى ان من واجبها ان تبین له المخاطر. المواطن الأردني ولجنة الطاقة في مجلس النواب ووزارة الطاقة لا تعرف بالضبط ملامح السیاسات العامة في مجال الطاقة ولا احد یعرف بالضبط إلى أین نحن ذاهبون. اذا كان الأردن راغبا في تولید الطاقة النظیفة من مصادر متجددة فلماذا لا تعرض خطة طموحة وواضحة ومشجعة حول الاستثمار في هذا المیدان ویفتح ابواب الاستثمار في طاقة الشمس والریاح لكل الناس وكل الشركات وبأسعار متساویة وغیر متذبذبة كما هي الیوم. واذا كانت البلاد متجهة نحو الاعتماد على الذات فلماذا نتورط في اتفاقیة طویلة الامد مع دولة لا تحترم الاتفاقیات والمعاهدات المبرمة والموقع علیها؟ الاستمرار في ادارة ملف الطاقة بوصفات غیر واضحة یربك القطاع ویغذي الشكوك ویحرم البلاد من فرص استثماریة واعدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/07 الساعة 02:35