طلال أبوغزاله.. هل هو قصة نجاح

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/05 الساعة 11:31
يوجد في العالم عدد لا بأس به من قصص النجاح والتميز لبعض الأشخاص الذين عاشوا حياة عادية جداً وربما قاسوا في حياتهم حياة الفقر. ولكن عرفوا كيف يتعاملون مع حياتهم القاسية فيما إذا ما قورنت بحياة غيرهم من الأغنياء ممن حولهم أو في العالم. فكما كتبنا سابقاً السعادة والسرور والهناء في الحياة هو أن يدرك الإنسان حقيقة ظروفه وظروف عائلته ويتعامل بما يمتلكه من إمكانات ليبدع ويسعد نفسه ومن حوله. وقد كتبنا مقالة سابقة بعنوان " الضمير والإدراك ". قال تعالى في كتابه العزيز (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (البلد: 4))، أي في شدة طلب العيش. فعلينا أن نقتدي بغيرنا مما سطَّروا في حياتهم قصص نجاح متميزة وما زالوا أحياء ويسطرون قصص نجاح متميزة وبإستمرار. لقد قابلت الأستاذ طلال أبوغزاله المحترم عندما كنت على رأس عملي عميداً لكلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك خلال الفترة من 22/8/2016 وحتى 17/8/2019. وكم كنت معجباً بهذا الإنسان الذي بلغ من العمر الواحد والثمانين وهو يعمل كما قال بلسانه حوالي أربع عشرة ساعة يومياً بجد واجتهاد ويقول العمل هو الذي يجعلني أشعر بالشباب والحيوية والنشاط وأن أستمر في العطاء. هذا الإنسان بكل ما في الكلمة من معنى للإنسانية متواضعاً جداً وهمه الوحيد أن يعطي قبل أن يأخذ وهذا هو الإنتماء الحقيقي للقيادة والوطن والشعب الأردني الأبي. وقد قدم لوطنه وشعبه الكثير الكثير وعلى كل إنسان أن يتأكد بنفسه عن طريق البحث على جوجل " طلال أبوغزاله " أو عن منجزاته ومشاريعه ومؤسساته ... إلخ. وبالفعل طلال أبو غزاله خير مثال يقتدى به. والذي جعلني أكتب عنه بمحض إرادتي وأرجو ألا أكون قد تطفلت على خصوصيته هو أنني سمعت وشاهدت فيديو على وسائل التواصل الإجتماعي يتكلم فيه عن بداية حياته عندما كان متفوقاً في دراسته وكان فقيراً. وحصل على منحة دراسية في الجامعة تشمل السكن في الجامعة والمأكل ثلاث وجبات فطور وغداء وعشاء وتكاليف الدراسة وثمن الكتب. وكان يحق لكل طالب أن يأخذ مع كل وجبه حبة فاكهة تفاحة أو موزه او برتقاله، فكان يأخذ حبة الفاكهة ويضعها في غرفته، فيجمع ثلاث حبات فاكهه كل يوم خلال سبعة أيام فيصبح عددهم واحد وعشرون حبة. فكان يأخذهم في نهاية الأسبوع في كيس ويذهب بهم إلى أهله. وقد عوَّد طلال أهله على إحضار معه مساء كل يوم جمعة كيس فيه واحد وعشرون حبة فواكه. وكانوا يجلسون في البيت على الأرض لعدم وجود طاوله عندهم فيمدون البساط ويجلسون جميعاً يأكلون معاً الفواكه على الأرض وهم في منتهى السعادة. ومن الممكن أن يقول أحد من الناس أن طلال قد حرم نفسه من حبة الفاكهه خلال الأسبوع. فيقول طلال: المتعة الحقيقية أنني أجلس أنا وأخوي وأختي وأمي نأكل واحد وعشرون حبة فاكهة معاً وكانت تلك اللحظات من أجمل لحظات حياتي. ويقول طلال أبوغزالة: لقد تعلمت أن السعادة هي أن يعطي الإنسان وأن لا يأخد، أريد كل إنسان أن يعرف ما يحقق سعادتك هو شعورك بأنك أعطيت إنسان وجعلته سعيداً، وعندما تسعد إنساناً آخر هذه هي السعادة الحقيقية. ليس عندما تكسب شيء أنت وقال: والله ما فرحت بشيء أنا كسبته. ما أجمل هذا الكلام من إنسان عظيم يجسد معنى السعادة الحقيقية بالفعل والعمل وليس بالقول، ويا حبذا كلنا عندنا نفس هذا الشعور والإحساس حتى نسعد غيرنا. في الوقت الحاضر طلال أبو غزالة من كبار الإقتصاديين في العالم وعنده المقدرة أن يُصَرِّح حول الإقتصاد العالمي عن دراية وخبره سنين طويلة. فنسأل الله له ولأمثاله كل خير، وكذلك أن يطيل الله بأعمارهم بالصحة والنشاط والحيوية والسعادة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/05 الساعة 11:31