هل غادر الفرنسيون الجزائر حقا؟ صندوق العسكر يقرر مستقبل بلد المليون شهيد

مدار الساعة - هارون هارون - مخاوف الشعوب العربية عامة والجزائريين خاصة من أن تكون استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مجرد حركة مناقلات داخل النظام السياسي نفسه؛ امر يحمل وجاهة كبيرة. من أين سيأتي القوم برئيس يشبههم، إذا كان "أثر" تحالف العسكر مع بقايا المستعمر منذ الاستقلال يدل على "المسيرة" كلها. لا تمتلك الجزائر منظومة ديمقراطية تعبد الطريق لتداول حقيقي للسلطة فمن أين سيأتون برئيس من خارج صندوق العسكر، وقد خلا الصندوق الديمقراطي من اي ادوات مؤسسية في الدولة. لكن ليست هذه هي العقبة الحقيقية امام الشعب الجزائري لتحقيق مطالبه. انظر الى فرنسا. من قال إن بلد المليون شهيد استفاق من الاستعمار فليراجع معلوماته. صحيح ان الفرنسيين لا يظهرون في الشارع على هيئة أحذية جنود، لكن في الشوارع وجوه ليست جزائرية، وعلى اللسان احرف لا تعرفها العربية. لكن ماذا يعني ذلك؟ لن يسمح المستعمر للجزائريين أن يخوضوا تجربتهم الوطنية. كيف وهو يرفض ترك بلد ملايين الشهداء حتى وإن بدا أنه ترك.