ما قبل الدولة وما بعدها !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/07 الساعة 01:33
كثيرة هي الكتب التي ألفها علماء اجتماع وانثربولوجيا عن مجتمعات ما قبل الدولة، وقد يكون ما كتبه بيير كلاستر من اهمها لأنه عاش فترة ما بين قبائل بدائية ورصد العلاقات والاعراف السائدة فيها، لكن مجتمعات ما بعد الدولة نادرا ما كتب عنها باستثناء اليوتوبيات التي تخيّلها الحالمون بدولة البروليتاريا، وقد يكون العالم العربي من اكثر الشعوب حاجة الى دراسات حول ما بعد الدولة، بعد ان شهد تفكيك دول بشكل ميداني، بحيث تعاد المجتمعات الى ما قبل القانون والتمدن، خصوصا عندما اختلط حابل النظام بنابل الدولة وتصور البعض انهما دائرتان متطابقتان ولهما مركز واحد .
ان النماذج لما نسميه ما بعد الدولة لم تعد محض خيال، وما نشاهده ونسمعه من الميديا بكل اللغات وعلى مدار الساعة عما يحدث في اكثر من بلد عربي يجزم بأن الدولة لم تكن قد استكملت نصابها التاريخي فهي ليست مجرد اقنوم ثالث بعد الارض والشعب تبعا للتعريف الكلاسيكي، انها اكثر من ذلك، وهي كمنجز تاريخي وحضاري لا ينفع معها حرق المراحل تماما كالديموقراطية التي ترتبط عضويا وجذريا بأنماط انتاج وموروث ثقافي وتراكم خبرات في مجال العقد الاجتماعي .
ربما كان لمرحلة ما قبل الدولة ضوابط بديلة للقوانين، وكذلك سياقات تلائم المرحلة التي عاشت فيها، لكن مرحلة ما بعد الدولة ليست كذلك، ولا يمكن للناس في ذروة الفوضى والانفلات ان يستدعوا ذلك الاحتياطي الذي انقطعوا عنه منذ قرون .
لهذا فإن ما بعد الدولة هو المرادف لكلّ شيء له صلة بالتمدن ، فهل غلب الطبع التطبع كما قال ابن خلدون ؟ ام ان مفهوم الدولة باللغة العربية هو من الدول الذي يعني الزوال؟ كما عبر عنه شاعر بقوله :
هي الايام كما شاهدتها دول ؟ ما اكثر الاسئلة وما اقل الاجابات، قدر تعلق الامر بمفهوم الدولة العربية، لأن ما حدث خلال بضعة اعوام فقط كشف المستور لكنه لم يفرز القمح من الزؤان !!!

الدستور
  • عرب
  • قانون
  • ميديا
  • مدار الساعة
  • قوانين
  • لب
  • عربية
  • يعني
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/07 الساعة 01:33