وسائل التواصل الاجتماعي بين صناعة الرأي العام وتضليله
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/03 الساعة 17:56
/>الدكتور أشـــرف قــوقـــزة
أصبح للوسائل الإلكترونية وتطبيقاتها الحديثة دور رئيسي وفاعل في صناعة وتشكيل الرأي العام ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي أيضاً، وساعد على ذلك التطور المتسارع الذي يشهده العالم اليوم في مجال تكنولوجيا الإتصال والمعلومات، إذ تشير آخر الدراسات إلى أن هناك ما يزيد على 4 مليار مُستخدم للإنترنت حتى بداية عام 2019 وما يزيد على 3 مليار مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي عالمياً وبمتوسط وقت يمضيه الفرد في هذه المواقع يزيد عن 116 دقيقة في اليوم، ولا يخفى على أحد اليوم ما للرأي العام من قوة كبيرة في مجتمعنا باعتباره أداة لتعبير الجمهور العام عن رأيه ومشاعره وأفكاره ومعتقداته واتجاهاته في وقت معين بالنسبة لقضية معينة تهمه أو مشكلة تؤرقه وهو الحكم الذي تصدره الجماهير على عمل أو حادثة أو نشاط في المجال الداخلي أو الخارجي المحلي أو العالمي، كل هذا يدفعنا إلى طرح تساؤل كبير وهو ما هو دور وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك، تويتر في صناعة وتضليل الرأي العام؟ وما هو أثر الفضاء الرقمي في توفير أدوات جديدة لقياس الرأي العام ومدى فاعليتها في ذلك مع تدفق المعلومات المتسارع والمتواصل ؟
لقد بات لشبكات التواصل الاجتماعي دور بالغ الأهمية في التعبير عن الاتجاهات والأفكار كافة داخل المجتمع في ظل حوار يقوم على الندية بين الفرد والنخبة والجماهير، في وقت لم تعد فيه النخبة تمارس دورها المعتاد في صياغة الرأي العام وتشكيله وتعبئته بعد التطور الهائل في عملية تدفق المعلومات وإنتاجها، وتحول الشبكات الاجتماعية من مجرد وسيلة للتواصل بين الأفراد والجماعات أو حتى لنقل الخبر أو التعليق عليه إلى وسيلة لها دور في معالجة ومتابعة وإثارة ردود الافعال حول القضايا المختلفة مع القدرة الهائلة على الانتشار، وفى بعض الأحيان يتم نقل الأخبار عن مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، تويتر) إلى الصحف الورقية والبرامج الفضائية ووسائل الاعلام الرسمية الأمر الذي يزيد من حجم تأثير هذه المواقع وانتشارها.
ومما زاد من خطورة المسألة أنه أصبح بإمكان أي شخص حتى الذين ليس لديهم الدراية والكفاءة والمؤهلات عكس وجهة نظرهم وتحيزاتهم من خلال نقل الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات واستخدامها عبر الشبكات الاجتماعية نظراً لما وفرته التقنيات الحديثة وثورة المعلومات من سهولة البث وقلة التكلفة واتاحتها بين يدي الجميع، الأمر الذي ساهم في ظهور فاعلين كثيرين هواه وغير مؤهلين لنقل وتبادل وانتاج المعلومات ونشرها بين قطاع عريض من الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت بمثابة الصحيفة اليومية الأكثر أهمية على مدار الساعة لمعظم مستخدمي هذه المواقع لسهولة تلقيها وعدم تحمل عناء البحث عن مصدرها، والتي يتم فيها تكرار واستجرار ونسخ ذات المنشورات والتعابير دون التحقق من صحتها وصدق مصدرها وعدم امتلاكهم المؤهلات التي تمكنهم من ذلك، فتضيع المجهودات الحقيقية لمن يريد تقديم ما فيه فائدة للآخرين وقادر على تقديم إضافة حقيقية قائمة على التحليل والمهنية والتي قد تحظى في غالب الأمر بدرجة أقل بكثير من والتفاعل والإعجاب بسبب واقعيتها وموضوعيتها، ومن ثم تغييب الأصوات التي تتميز بالحكمة أو الاعتدال أو العقلانية أو الوعي والتي كانت تساهم في السابق في تشكيل الرأي العام الاقرب إلى الحقيقة والواقع، ويصبح السباق بين الأفراد العاديين والهواة لإظهار المزيد من المغالاة والتطرف والشعبوية في الدفاع عن ذات الافكار والمنشورات مبهمة المصدر والبعيدة عن الحقيقة والترويج لها لتنجرف أيضاً عبر الزمن ولتصبح أكثر تطرفاً، وبما يفتح ذلك المجال للتأثير على أولويات القضايا لدى الرأي العام و التأثير على صناعته بشكل غير صحيح ومضلل لدرجة كبيرة.
وأخيرا فإن هذا المقال لا يعني التقليل من أهمية وسائل التواصل الإجتماعي والتقنيات الحديثة وقدرتها الهائلة في بناء المجتمعات ونشر الوعي الثقافي وتعزيز الحريات وإحداث التغيير الإيجابي في كافة المجالات إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح، الا أنه لا بد من التنبه لخطورة استخدامها في تكوين الرأي العام وفق ما سبق الإشارة إليه إذا ما اردنا أن نحافظ على مجتمعنا ونستثمر هذا التطور ليكون أداة فاعلة في بناء مستقبل واعد، وإلَّا فهو نفسه سوف يكون الأداة الأخطر في تجهيل المجتمع وشرذمته وتركه لعبة لهواة الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.
لقد بات لشبكات التواصل الاجتماعي دور بالغ الأهمية في التعبير عن الاتجاهات والأفكار كافة داخل المجتمع في ظل حوار يقوم على الندية بين الفرد والنخبة والجماهير، في وقت لم تعد فيه النخبة تمارس دورها المعتاد في صياغة الرأي العام وتشكيله وتعبئته بعد التطور الهائل في عملية تدفق المعلومات وإنتاجها، وتحول الشبكات الاجتماعية من مجرد وسيلة للتواصل بين الأفراد والجماعات أو حتى لنقل الخبر أو التعليق عليه إلى وسيلة لها دور في معالجة ومتابعة وإثارة ردود الافعال حول القضايا المختلفة مع القدرة الهائلة على الانتشار، وفى بعض الأحيان يتم نقل الأخبار عن مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، تويتر) إلى الصحف الورقية والبرامج الفضائية ووسائل الاعلام الرسمية الأمر الذي يزيد من حجم تأثير هذه المواقع وانتشارها.
ومما زاد من خطورة المسألة أنه أصبح بإمكان أي شخص حتى الذين ليس لديهم الدراية والكفاءة والمؤهلات عكس وجهة نظرهم وتحيزاتهم من خلال نقل الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات واستخدامها عبر الشبكات الاجتماعية نظراً لما وفرته التقنيات الحديثة وثورة المعلومات من سهولة البث وقلة التكلفة واتاحتها بين يدي الجميع، الأمر الذي ساهم في ظهور فاعلين كثيرين هواه وغير مؤهلين لنقل وتبادل وانتاج المعلومات ونشرها بين قطاع عريض من الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت بمثابة الصحيفة اليومية الأكثر أهمية على مدار الساعة لمعظم مستخدمي هذه المواقع لسهولة تلقيها وعدم تحمل عناء البحث عن مصدرها، والتي يتم فيها تكرار واستجرار ونسخ ذات المنشورات والتعابير دون التحقق من صحتها وصدق مصدرها وعدم امتلاكهم المؤهلات التي تمكنهم من ذلك، فتضيع المجهودات الحقيقية لمن يريد تقديم ما فيه فائدة للآخرين وقادر على تقديم إضافة حقيقية قائمة على التحليل والمهنية والتي قد تحظى في غالب الأمر بدرجة أقل بكثير من والتفاعل والإعجاب بسبب واقعيتها وموضوعيتها، ومن ثم تغييب الأصوات التي تتميز بالحكمة أو الاعتدال أو العقلانية أو الوعي والتي كانت تساهم في السابق في تشكيل الرأي العام الاقرب إلى الحقيقة والواقع، ويصبح السباق بين الأفراد العاديين والهواة لإظهار المزيد من المغالاة والتطرف والشعبوية في الدفاع عن ذات الافكار والمنشورات مبهمة المصدر والبعيدة عن الحقيقة والترويج لها لتنجرف أيضاً عبر الزمن ولتصبح أكثر تطرفاً، وبما يفتح ذلك المجال للتأثير على أولويات القضايا لدى الرأي العام و التأثير على صناعته بشكل غير صحيح ومضلل لدرجة كبيرة.
وأخيرا فإن هذا المقال لا يعني التقليل من أهمية وسائل التواصل الإجتماعي والتقنيات الحديثة وقدرتها الهائلة في بناء المجتمعات ونشر الوعي الثقافي وتعزيز الحريات وإحداث التغيير الإيجابي في كافة المجالات إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح، الا أنه لا بد من التنبه لخطورة استخدامها في تكوين الرأي العام وفق ما سبق الإشارة إليه إذا ما اردنا أن نحافظ على مجتمعنا ونستثمر هذا التطور ليكون أداة فاعلة في بناء مستقبل واعد، وإلَّا فهو نفسه سوف يكون الأداة الأخطر في تجهيل المجتمع وشرذمته وتركه لعبة لهواة الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/03 الساعة 17:56