الغرام غير المتاح بين الأردن وحماس .. لكن من يدري؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 20:21
مدار الساعة - هارون هارون - لا يعوز الناظر ملاحظة رغبة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في تقديم نفسها كحليف مهم للمملكة. فيما الأخيرة تتمنّع، فلماذا؟ في السابق كانت تحول تحالفات الأردن المعقّدة لبناء اي شكل من أشكال الجسور مع الحركة سوى الجسر الطبي في غزة. اليوم تبدو الخطوط مفتوحة على جميع الاحتمالات ما يخدم الاشتباك الاردني مع "تحالفاته السابقة". وفيما يبدو أن "حماس" ترى ما يجري وتريد ان تنفعل معه. لقد أثبتت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة أنها تنظيم براغماتي يعرف ما يريد، ويستفيد من كل الادوات الممكنة لتحقيق أهدافه، سوى أنها في المقابل أثبتت كذلك، أن من بين الخطوط الحمراء التي تضعها الحركة لنفسها هو منع أي خلاف مع المملكة الاردنية الهاشمية، بل تنحو الحركة ابعد من ذلك في محاولة التقرّب من الاردن كلما سنحت الفرصة. وفي المقابل لم يدع الأردن وسيلة، الا واستخدمها لمساعدة الغزيين انسانياً، والمستشفى العسكري الميداني يشير الى حالة "الغرام غير المتاح" - حتى اللحظة - بين الاردن من جهة والقطاع العنيد من جهة اخرى. ما يعوق ان الأردن ما زال يبني تحالفاته الاستراتيجية مع غريم حركة حماس - حركة فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية في الضفة - كما ما زالت المملكة تؤكد باستمرار عدم رغبتها في استبدال هذا التحالف بآخر، خاصة وأن الحديث هنا عن حركة حماس التي تستخدم القوة في صراعها مع العدو الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع المملكة. نعم، هي شبكة معقدة، لكنها تكاد تهترئ وسط ضغط إعادة تموضع "حلفاء الاردن" بعيدا عنه، بل وفي مناطق يرى الاردن أنها تتضارب مع مصالحه القومية العليا. لا يتعلق معيق اتخاذ المملكة قراراً لصالح التحالف مع "حماس" في تشابك العلاقات الاردنية الخارجية، سواء مع الولايات المتحدة أو حتى اوروبا واسرائيل، اضافة الى بعض العرب، بل أيضا هناك معيق آخر يبدو أشد بأسا، وهو أن المسؤولين الأردنيين بمجملهم يتبنون - على الصعيد الشخصي - مواقف غير ودية من التيار الاسلامي؛ وحركة حماس واحدة منه، وهذا ما يفسد اي قرار ايجابي يمكن ان تتخذه المملكة حتى وإن كان تكتيكيا لصالح التقارب من حماس. لكن من يدري.




مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 20:21