تجربتي.. السياحة الداخلية
بقلم: اشرف حماد *
تشهد السياحة الداخلية خلال الفترة الحالية نشاطا مميزا ترافقها رغبة مستمرة للمواطن الاردني للاستمتاع بالمواقع السياحية الجمالية المتعددة للمملكة.
الا ان جدلية السياحة الداخلية وتشجيعها ومدى الاقبال عليها تبقى مدار بحث سياحي او نقاش ، فهي القضية القديمة الجديدة على الاجندة السياحية تفرض نفسها بحثا عن حلول منطقية تجعل من المنتج السياحي الاردني مصدر جذب للمواطنين ضمن المتطلبات التي تناسبه ماديا واجتماعيا وترفيهيا.
وما من شك ان وجود الحجم الكبير من الاعلانات اليومية التي تتصدر الصحف بتنظيم رحلات الى دول مختلفة وبأسعار قليلة جدا ، تجعل من قضية تشجيع السياحة الداخلية غاية في الاهمية والحساسية ، وتفرض وضعها على سلم اولويات مجموعتنا مونتانا للسياحة والسفر التي بات اسمها عنوانا للسياحة الداخلية .
مونتانا للسياحة والسفر تنبهت لاهمية القضية وكانت من اولى الملفات التي بدأت بطرحها منذ انطلاقتها ، باحثة عن سبل لدعمها ، من خلال تقديم كل السبل لتشجيع المواطنين التوجه لبلدهم سياحيا ، لايمانها بأن السياحة الداخلية هي الاميز والاجمل والافضل.
ودعت مونتانا الى ضرورة العمل من اجل تنشيط السياحة الداخلية وتمكين المواطن من زيارة مختلف الاماكن السياحية ، ضمن خطة عمل وآلية التعامل مع موضوع السياحة الداخلية من حيث تقديم اسعار تشجيعية للمواطنين وتقديم برامج سياحية تناسب مختلف شرائح المجتمع ، مبديتا في الوقت ذاته استعدادها التام لتجاوز اي عقبة تقف حائلا امام استمرار النمو السياحي على مختلف المستويات.
مونتانا لا ترى ان هنالك من سبب اساسي في موضوع ضعف السياحة الداخلية سوى في قلة الفنادق ثلاث نجوم فما دون والحافلات الحديثة خلال فترة نشاط الحركة السياحية الداخلية .
لا زلنا نؤكد على الدور الحكومي في الترويج السياحي من خلال جهود هيئة تنشيط السياحة لكن مطالبنا ايضا في تمكين الحوافز والتسهيلات الحكومية التي تبذل لاقامة الفنادق ذات الاسعار منخفضة الاسعار.
ننتقل الى السلوكيات السياحية من المواطنين وتقاليد تجعل من التكلفة عليهم مرتفعة اكثر من السياح غير المواطنين، وكذلك اكثر من السياحة في أي بلد آخر ، مشيرين الى ان ابرز هذه التقاليد الحجز قبل السفر بيوم واحد ، او يومين على ابعد تقدير، او اللجوء للحجز الفردي إذ ما تزال "سياحة المجموعات السياحية" محدودة جدا على صعيد السياحة الداخلية.
مونتانا تؤكد الاستعداد دائما لتقديم برامج خاصة بالسياحة الداخلية خلال الفترة الحالية ، ولكن ما الجديد في هذا الطرح هل سنجد انفسنا بالفعل امام حراك سياحي بين المواطنين يتسارعون به لقضاء اجازتهم في مواقع سياحية مختلفة ، أم سيعاد ذات المشهد وتمتلئ المطارات بالسياح الاردنيين المغادرين لقضاء اجازتهم خارج البلاد؟
ان هيئة تنشيط السياحة مطالبة بشمول الترويج الداخلي ضمن اطار عملها رغم انه الان ليس ضمن مسؤولياتهم كهيئة للترويج الداخلي ، لأن دورها ترويج الاردن بالخارج ، وموازنتها متواضعة بشكل لا يتسع سوى للبرامج التي من شأنها الترويج الخارجي ، والنظام للهيئة يحدد مهمتها باستقطاب السياح من الخارج لكن ليس مستحيلا ان تخصص جزء بسيط من مخصصاتها للسياحة الداخلية وبالتعاون مع المكاتب المعنية بالسياحة الداخلية.
مونتانا ستبقى تدير عالم السياحة الداخلية بامتياز واتمنى ان تدعم هذه المقالة رؤيتنا للسياحة الداخلية بمزيد من الاهتمام والرعاية من اصحاب القرار.
* مالك مجموعة مونتانا للسياحة والسفر