مكان تحت الشمس

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 01:16
فريق من الناس يستلم سلطة ما، ويكون له مكانة في الدولة، ويسلم الكرسي كما استلمه دون مشاكل أو إنجازات تذكر.
لكنّ قرائحه تتفتح، وعبقريته تتفجر، وأفكاره الخارقة تطفو على السطح، بعد خروجه من السلطة، حيث يحاول هذا المسؤول السابق البحث عن مكان له تحت الشمس؛ لأنه لا يحب البقاء في الظل.
ومع أنه حفظه الله لم يكن له صوت أو صورة وقت تسلمه للمسؤولية، إلا أنه الآن يظهر في كل فضائيات (النيل سات) وتراه في كل المناسبات والاحتفالات والأعياد حتى أعياد الميلاد.
والغريب ارتفاع مستوى الصدق والخوف على الوطن بعد التقاعد، أما قبله فكان الكل يحاول أن يشمّ للصدق منه رائحة دون جدوى.
هكذا هي الدنيا دوارة ولا تدوم لأحد، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك، والفرصة قد لا تتكرر أمام الإنسان، فعليه أن يستثمرها وألا يضيعها لينتظر غيرها، لأن غيرها قد لا يأتي أبدا، ومن خلال الصدق والإخلاص والتفاني يحفر الإنسان لنفسه مكانا تحت الشمس لا يمكن أن يُنسى، فيذكره الناس بخير كلما ذكر، وهو لا يحتاج إلى إذلال نفسه ليظهر فيذكر، لأنه ترك في الناس رائحة طيبة لا تُنسى. أما بعد التقاعد ، فمحاولات الظهور أشبه بمحاولات الإنعاش، قد تفيد وقد لا تفيد، وكما قال مثل: إذا فات الفوت ما ينفع الصوت.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 01:16