لهذه الغاية جاءوا بترامب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 01:06
يلاحظ ان كل القرارات التي اتخذها ترامب منذ توليه سدة الرئاسة الامريكية في بداية عام 2017 خاصة تلك المتعلقة بالشأن الداخلي لم تحظ بتأييد امريكي خاصة الدولة العميقة، بل تعرض الرئيس الامريكي منذ تسلمه لحملة اعلامية ورفض للكثير من قراراته، وها هو موضوع الهجرة والجدار الفاصل مع المكسيك واعلانه انسحاب قواته من سوريا والعديد من القرارات، في حين ان الدولة العميقة تنأى بنفسها عن هذه القرارات باعتبارها من ترامب نفسه يتخذها دون الرجوع اليها، وذلك لاقناع العالم والدول المعنية بانه لا علاقة لها فيها مصورة الرئيس الذي يتعرض الى حملة اعلامية امريكية بعد كل قرار بانه شخصية متسرعة لتؤكد ان امريكا ما زالت متمسكة بمبادئها الانسانية واحترامها للمواثيق والمعاهدات الدولية .
وعلى الرغم من ان الاعتراض كان في اغلبه يخص امورا داخلية الا انه كان يهدف الى ارسال رسائل للخارج، لان الرئيس الامريكي لم يأتِ بجديد اطلاقا خاصة فيما يتعلق بالمنطقة لان قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة لديها وضم الجولان للسيادة الاسرائيلية قرارات تتوافق مع الدولة العميقة وتدور ضمن دائراتها التي تعتبر انهاء القضية الفلسطينية وحل الصراع العربي الاسرائيلي ضمن اجندتها وانحيازها لاسرائيل من اهم اولوياتها .
لذلك كان لا بد من اختيار شخصية تنفذ هذه المخططات على ان تتحمل هي نفسها كل التبعيات والسلبيات بعيدا عن الدولة العميقة، فتم اختيار شخصية ليس ابن المؤسسة الرئاسية الأمريكية والمتمثلة في الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري؛ بالرغم من انتمائها للحزب الجمهوري، إلا أنه لا يُعتبر ممن ترعرع في مهد الحزب وتجرع قواعده، وبالتالي فإنه لا يتصرف وفق ضوابط حزبه التي تربى عليها غيره، كما انه من الصعب ايجاد شخصية حزبية وسياسية تتمتع بصفات ترامب لا يفكر الا بالربح والخسارة ويتصرف كانه شخصية منفردة متسرعة لا تحسب للعواقب اي حساب.
وفيما يتعلق بالقدس والسفارة كان هناك تشريع أقرّه الكونغرس الأمريكي في دورته رقم 104 في 23 تشرين الأول 1995، حيث يُعبّر بصراحة عن رغبة الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس بدلاً من تل أبيب، والاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة العبريّة، وذلك في موعد أقصاه أيار 1999 اي ان القرار ليس جديدا .
وما يسمى « بصفقة القرن التي يتبناها ترامب وطاقمه فهذا استمرارا لما طرحته وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس، قبل أكثر من 11 عاماً،وكرّرها مسؤولون أمريكيون آخرون؛ أبرزهم جو بايدن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2006، وقبله استفتاء كردستان العراق .
اي ان اختيار ترامب تم لينفذ قرارات ورغبات المؤسسات الامريكية العميقة والفاعلة لحل ازمات المنطقة المزمنة لكن حسب المخطط الامريكي وبما يخدم اسرائيل مستغلا الوضع العربي الراهن.
ولا ننسى ما قالته رايس في حينه إن مشروع «الشرق الأوسط الكبير» سيحقق –حسب تعبيرها- «حلاً سحرياً لعلاج أزمات المنطقة المزمنة». الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/02 الساعة 01:06