يوم بلا سيجارة!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/06 الساعة 17:09
عندما تتوتر او تنفعل تجد يدك تمتد تلقائيا وبلا شعور لتبحث في جيبك عن علبة الدخان, وترتجف يدك وانت تخرج السيجارة من العلبة, وبفعل ذلك قد تحرق اصابعك وانت تشعل السيجارة ولا تهدأ يدك من الارتجاف حتى تمتص شفتاك بضع سحبات من السيجارة فتهدأ اعصابك وينعدل مزاجك, وبعد لحظات تضحك من توتركأن لا مبرر له او عصبية زائدة قد تحدث ضررا اكثر من التدخين ذاته وتجد ان اللسان قد يزن كلماته ويضبطها حتى لا تتعدى حدود الادب مع اي كان السبب, وقد يعتقد البعض ان هذا من فوائد التدخين ولكنه لايعلم او يعلم ان مضره اعظم.

لاشك ان كثيراً من المدخنين يحلمون ليل نهار بترك التدخين وذلك لاسباب صحية او لاسباب مالية ولكن الارادة تخونهم في كل مرة, علاوة على ما يواجه الواحد منهم من ظروف ومشاكل حياتية يومية تنغص عليه ايامه فلا يجد مهربا لها الا اللجوء الى السيجارة لتهدأ من روعه وتسكن نفسه ناسيا ما تسبب له من اضرار معروفة لدى الجميع , قال مارك توين اسهل شيء هو ترك التدخين، لانني تركته اكثر من الف مرة , وانا حاولت ان اتركه مئة مرة والحالة مستمرة حتى الان ,احدهم وقد جاوز عمره السبعين عاما وكان مدمنا على التدخين وكان يستهلك ثلاث علب كل يوم , سألته لماذا لاتترك التدخين , فاجابني هل اترك صديقا يحترق من اجلي ليسعدني، واقرب الناس احترق من اجلهم ويحبطوني , اما بالنسبة لصحتي فاذا كانت السيجارة ستنقص من عمري دقيقة فانا في غنى عن هذه الدقيقة, هذا والعياذ بالله من فرط الادمان الذي يسببه التدخين, كثير من الامم اتبعت هذا السلوك منذ ان اكتشف الهنود الحمر التبغ وسار على اثرهم معظم الشعوب الشرقية والغربية من الصين الى الهند حتى وصل الى منطقتنا ولم نكتفي بالسيجارة ولكننا تعلقنا باختراع اسمه ( النرجيلة ) التي ادمن عليها الشباب والرجال والنساء واصبحت من مقتنيات كل منزل وحارة ومجال تسلية وضيافة للزائرين .

إن المروج الأكبر للتدخين هو منظمة الصحة العالمية نفسها وكل مافي الأمر هو :(أن كل ممنوع مرغوب) وكذلك شركات الدخان، وكان الضرب على هذا الوتر أنجع وسيلة لجذب مدخنين جدد وأن يبقى المدخنون السابقون على حالتهم كما هي، أو ربما أن تزيد الجرعة أكثر مما هي عليه. أما من أقلع عن التدخين فهي قوة إرادة ومِنَة من الله.

ومع ان اكثر من ثلثي سكان الاردن مدخنين , ولكن نسأل انفسنا هل التدخين وحده الذي يسبب الامراض والاضرار للانسان , وماذا عن دخان عوادم السيارات التي نتنفسها في كل لحظة من اليوم , وماذا عن لاحوال والاضطرابات النفسية التي نعيشها من مشاكل وهموم وتفكير في حالات الفقر والبطالة والضغوط المعيشية الاخرى التي كثيرا ما تجلب البؤس والشقاء وكذلك الامراض , ومع ذلك ليس هذا مدعاة للتدخين الذي نرجو الشفاء للجميع منه.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/06 الساعة 17:09