( القدس قضية ووصاية الهاشميون عليها قضية القضايا )

مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/01 الساعة 14:38
الدكتور أنور عتوم. يقف الاردنيون والفلسطينيون اليوم على مفترق طرق مزدحم وملئ بنوايا مليئة بالحقد والمؤامرات على القضية وعلى الاردن . واذا كانت القدس قضية ، فإن الوصاية على مقدساتها الاسلامية والمسيحية هي قضية القضايا ، لأن مستقبل القدس مرتبط برعاية ووصاية الهاشميين عليها . فالهاشميون هم اكثر الناس اهتماما بالقدس واجدرهم بالوصاية عليها ، كيف لا وقد استشهد المغفور له الملك عبدالله الاول بن الحسين على بابها ، دفاعا عنها ، واية تضحية اكبر وأعظم من التضحية بالروح والدم من اجل قضية ، وكيف لا وقد قدم الاردنيون مئات الشهداء والالاف الجرحى على اسوارها واستبسلوا في الدفاع عنها . ذهبت ارواح الهاشميون فداءا للقدس والمقدسات ، ابتداءا من روح الملك عبدالله الاول مرورا بروح الملك طلال بن عبدالله الى روح الملك المغفور له الملك الحسين بن طلال ، وكانت القضية والقدس هي هاجسهم الاول ، ثم جاء جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ليكمل مسيرة الكبار في جو مليئ بالغيوم السوداء ومشحون بالتآمر غير المسبوق على القضية وعلى قضية القضايا . وللأسف الشديد ، فإن الكثير الكثير من السياسيين والإعلاميين والمثقفين الاردنيين قد لا يدركون قيمة وأهمية وخطورة موقف جلالته الانفرادي الاستثنائي البطولي العظيم ، رغم الاوضاع الصعبة الاستثنائية التي يمر بها الاردن ، ورغم الضغوطات العاتية التي تمارس على جلالته . يقف جلالة الملك وقفة تاريخية سيسجلها التاريخ له كأحد احفاد الرسول محمد ( صل الله عليه وسلم ) الذي اوقف المد الطغياني الانجليلي التوارتي الامريكي الغبي ، الذي فكك الدول العربية ، وجعل من القطرية عنوانا عريضا بدلا من القومية القوية ، والذي صنع الارهاب وغذاه تغذية صحية ، أملا منه في محو وقتل وإخفاء كل الاصوات المعارضة للتمدد الصهيوني في المنطقة ، الا ان صوت الحق سيبقى يصدح عاليا مقاوما لكافة مشاريع إنهاء القضية وقضية القضايا . فها هو صوت جلالته يصدح عاليا من على كافة المنابر المحلية والاقليمية والدولية دفاعا عن القضية وقضية القضايا ، ويلقى هذا الصوت تأييدا من الكثير من القوى العالمية الخيرة المؤثرة في المجتمع الدولي ، دليل ذلك إقناع جلالته ل 128 دولة للتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة في الحادي والعشرين من كانون اول الماضي 2017 ضد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب القاضي بتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس ، واعتباره باطلا ولاغيا . والاسبوع الماضي ، جاء قرار جلالته بقطع زيارته التي كانت مقررة لجمهورية روماني ، بسبب تصريحات رئيسة وزرائها ، التي لمحت فيها الى نية بلادها نقل السفارة الرومانية من تل ابيب الى القدس ، جاء قرار جلالته قويا ورصينا ، وردا واضحا على كل من ينوي الانضمام الى نادي المتبرعين بنقل سفاراتهم من تل ابيب الى القدس . فقد ذكر ( بتشديد الكاف ) جلالته رؤساء الدول بأن هناك علاقات ومصالح ومبادئ وأخلاقيات بين الدول ، عليها احترامها مما حدا بالرئيس الروماني الى رفض تصريحات رئيسة وزرائه ، وبالتالي تغيير الموقف الروماني من هذه القضية . رسالتي هنا للتأكيد على ان ما يقوم به جلالة الملك اليوم من رفض لما يسمى ب ( صفقة القرن ) ووقوفه ضد كل المخططات الرامية لتصفية القضية ، خاصة على حساب الاردن ، يعتبر تمردا على منظومة التمرد الترامبية الصهيونية المدعومة من بعض الدول العربية . هذه الوقفة الملكية الهاشمية تحتاج الى وقفة شعبية اردنية مدعومة من وقفة شعبية فلسطينية في الداخل والخارج ، وقفة غير مسبوقة من العشائر الاردنية والفلسطينية في الاردن وفلسطين ، ومن اهالي المخيمات داخل الاردن ، ومن كل الشرفاء على ارض الاردن وفلسطين ، ومن كل العرب الشرفاء والاصدقاء على مستوى العالم . هذه الوقفة الملكية تستدعي القيام بمهرجانات اردنية ومسيرات على مستوى الحدث في كل المحافظات الاردنية لدعم جلالة الملك في موقفه التاريخي ، وجعل هذه المهرجانات انموذجا يحتذى في الممانعة والرفض لكافة الخطط والمشروعات الرامية لتصفية القضية على حساب الاردن ، او العبث بموضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف . وهنا فإنني ادعو الى إقامة مهرجانات ومسيرات في كافة المحافظات الاردنية لدعم موقف جلالته التاريخي الشجاع ، والوقوف خلف قيادته الحكيمة الشجاعة ، وأدعو اهلي في محافظة جرش الى ان تكون المحافظة السباقة الى ترتيب مهرجانات ومسيرات بحجم الحدث ، مثلما ادعو الاردنيين المخلصين الشرفاء الى تناسي او تأجيل المناكفات الداخلية ، والحراكات والمعارضات الى وقت آخر ، والارتقاء الى مستوى الحدث ، وهو الحدث الأخطر الذي يمر علينا منذ حوالي 70 عاما .
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/01 الساعة 14:38