الشياب يكتب: صناعتنا الدوائية سفيرتنا للعالم
بقلم: رائف الشياب..
يجوب الدواء الاردني اكثر من 75 سوق حول العالم، نظراً لجودته العالية، والتنافسية الكبيرة التي تُضاهي الصناعات العالمية، حيث اعتمدت الصناعة الدوائية الاردنية، على خبرتها الطويلة والممتدة على مدى عقود في مجال التأهيل، والإدارة، والرقابة، والتطوير والبحث، والتي من خلالها تستطيع التغلُّب على التحديات والصعوبات التي تواجهها لتُحقق بذلك النجاح المميّز.
هذه الصناعة الاستراتيجية، العابرة للقارات التي بنيت بأيدي وخبرات اردنية ومازالت مستمرة بهذه الخبرات، الا ان السوق المحلي لا يستهلك سوى 20 % من مجمل انتاجه في حين ان 80% من انتاجه يصدر لدول العالم، والغريب ان القطاع قادر على تغطية اكثر من 60 % من حاجة السوق من الدواء، هذه المفارقات تجعل هذه الصناعة بأمس الحاجة للدعم من قبل قطاعي التامين الصحي العام والخاص، ونشر ثقافة دعم المنتج المحلي من خلال اقناع المستهلكين بهذا المنتج الدوائي وعدم افضلية الدواء الاجنبي على المحلي وتحقيقه لمعايير الافضلية من خلال سلامته وفعاليته وجودته ، وهذا الدعم يطفوا اليوم على سطح مطالبات العاملين بالصناعات الدوائية وذلك لصعوبة تصدير الدواء الاردني، نظرا لارتفاع تكاليف التصدير واغلاق العديد من الاسواق بسبب الظروف الاقليمية.
الرقابة الشديدة التي تفرضها مؤسسة الغذاء والدواء على مصانع الادوية الاردنية تعتبر أكبر شهادة بأفضلية المنتج الدوائي المحلي، بالإضافة الى تشديد هذه المؤسسة الوطنية الرقابة على عمليات تسجيل اي دواء، والتدابير الإجرائية التي تتخذها والفحوصات لمعظم الأدوية المطروحة في السوق للتأكّد من مدى فعاليتها، ولإثبات أنّ الدواء الأردنيّ يتمتع بمستوىً كبير وأصيل.
اليوم بات لزاما توفير الدعم لهذه الصناعة الريادية، خصوصا مع وجود انطباع عام أن جودة الأدوية المحلية اقل من الاجنبية، نتيجة ميزة انخفاض سعرها والتي تعتبر ايضا افضلية للمستهلك والاقتصاد الوطني، مع ضرورة اعادة النظر في اليات تسعير الدواء الاردني ،وتوفير الدعم الحكومي والأموال اللازمة لدعم الأبحاث والتطوير، بالإضافة إلى وجود قانون صارم يحمي الملكية الفكرية في المنطقة.
ورغم ان التحديات والمنافسة والمضاربة -واحيانا التشويه- لا تتوقف، فإن صناعتنا المتميزة هذه، مطالبة بالمزيد، وبالأخص في باب التحديث، الذي يمكن ان يتحقق بالخروج من صيغة الصناعات العائلية المحدودة الى الاندماج التكنولوجي بين مصانع الدواء الاردني، وبتشكيل ائتلافات توزع الأدوار، وتتكامل لتتمكن من رفع سوية جودتها وخفض كلفة انتاجها.