«صفقة القرن».. لا تحتاج لإعلان!!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/30 الساعة 01:15
على الأرض كل شيء موجود وواقع... فالرئيس الامريكي ترامب ينفذ برنامجه الانتخابي أولا بأول ووفقا لبرنامج مدروس، وبعكس ما تتحدث عنه وسائل الاعلام العربية، فاستطلاعات الرأي داخل امريكا تؤكد ارتفاع نسبة المؤيدين للرئيس ترامب، وتحديدا لدى من انتخبوه وأوصلوه للبيت الابيض بعد أن حقق لهم ما أرادوه من وظائف وتراجع في نسب البطالة وتحسن معدلات النمو والتجارة الخارجية وغيرها من أولويات الامريكيين الداخلية.
وحتى الملفات الخارجية الساخنة فقد اقتحمها وعلى طريقته منفذا وعوده أيضا بدءا بالملف النووي الايراني مرورا بملف ظلّ مغلقا لسنوات حتى اقتحمه وهو «الملف الكوري الشمالي «وهو الذي - بالنسبة للناخب الامريكي - يحاول تحجيم الديناصور الصيني بملف التجارة الخارجية، ويصر على بناء الجدار مع المكسيك.
الصدمة الكبرى بالنسبة لنا ملف الشرق الاوسط فتجرأ على ما لم يتجرأ عليه رؤساء امريكا السابقون، ونقل السفارة الامريكية الى القدس، وها هو يعترف رسميا بحق اسرائيل بضم الجولان.. ويواصل ادارة ظهره للعالم العربي وللعالم كله من منظار تحقيق مصالح امريكا وهي بالضرورة مصالح اسرائيل التي دعمت وصوله للبيت الابيض من خلال اللوبيات الضاغطة والمؤثرة في القرار الامريكي سواء في الكونغرس أو مجلس الشيوخ أو حتى في «وول ستريت «، وقبل كل أؤلئك «ايباك «.
سيكمل ترامب مشوار تنفيذ برنامجه الانتخابي وهو الآن بانتظار نتيجة الانتخابات الاسرائيلية يوم 9 نيسان المقبل ليقدم «حلوان الفوز » لحليفه نتنياهو من خلال اعلان اعتراف الولايات المتحدة بضم اسرائيل للضفة الغربية، وانتهاء مشروع الدولتين وطي ملف «السلام السياسي «في المنطقة على الطريقة العربية والمضي قدما بمشروع السلام على الطريقة الاسرائيلية «السلام الاقتصادي «، والذي طالما روج له منذ بدايات الحديث عن السلام الاسرائيلي الفلسطيني «شمعون بيريز »، وانتهاء بما يحمله من تصور واضح للمنطقه صهر الرئيس الامريكي ومستشاره لشؤون الشرق الاوسط جاريد كوشنر ، والذي اطلق عناوين المرحلة خلال لقائه الاخير عبر «سكاي نيوز بالعربي «ورغم حديثه عن سرية المشروع، الا أن السرية على ما يبدو تنحصر في الحديث عن «صفقة القرن «في حين هي تنفذ على أرض الواقع حتى لا يعود أمر الحديث عنها مهمًا حين تصبح أمرا واقعا على الارض. عناوين هامة تحدث عنها «كوشنر «ومنها ترسيم الحدود «ومشاريع اقتصادية «لن تشمل الفلسطينيين فحسب «بل ستعم : مصر والاردن ولبنان «- حسب ما قاله كوشنر.
من هنا يجب أن نفهم وأن نتفهّم خطورة ما يرسم للمنطقة.. ومن هنا يجب أن نفهم ونتفهم موقف جلالة الملك عبد الله الثاني، الصلب كما هو دائما في وجه كل المخططات التي تسعى اسرائيل لتنفيذها في المنطقة، ومن هنا علينا أن نعي تأكيدات جلالة الملك حين يقول : «القدس خط أحمر.. كلا للتوطين.. كلا للوطن البديل »... ومن هنا علينا أن نفهم أهمية جولات الملك ليس بدءا من زيارته الأخيرة للولايات المتحدة مرورا بالقمة الثلاثية في مصر، ورسالة جلالته التي نقلها د. الرزاز لخادم الحرمين، والغاء زيارته لرومانيا.. ثم جولته الحالية الى المغرب فايطاليا ثم فرنسا وغدا للقمة العربية.. وتأكيد جلالته أمس وهو يتسلم جائزة «مصباح السلام»:(ليس هناك ما هو أهم في يومنا هذا من العمل لحماية القدس).
كل ما يفعله الملك - وهو المدرك لخطورة المرحلة - يأتي في سياق الموقف الاردني الصامد بكل صلابة وقوة في وجه ما يخطط له للمنطقة، وحول جلالته يلتف كل الاردنيين مسلمين ومسيحيين نصرة للقدس ولفلسطين.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/30 الساعة 01:15