حديث ما بين السطور.. لماذا تكلم الحواتمة وصمت الآخرون.. والأداة القاطعة التي يستخدمها العسكريون في مراسلاتهم

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 19:56

مدار الساعة - كتب: محمود الخلايلة

لم يكن ظهور اللواء الركن حسين الحواتمة مدير عام قوات الدرك، على شاشة أردنية مساء الخميس، هكذا بلا معنى أو دلالة.

القائد الأمني الذي علقت صورته في أذهان الأردنيين من خلال ظهوره اللافت بين المحتجين على الدوار الرابع في العام الماضي، خلال الاحتجاجات التي أطاحت بحكومة هاني الملقي، أراد أن يوصل رسائل إلى من يعنيهم الأمر، وهم كثرٌ..

كان للحواتمة يوم أمس ظهور آخر أعتقد انه سيعلق بذاكرة البعض عن الباشا ابن قرية ذيبان، وابن الشيخ محمد بن سالم الحواتمة القاضي العشائري الذي شارك ضمن صفوف القوات المسلحة في معارك القدس.

قد يكون القاسم المشترك بين الظهورين للحواتمة هو حالة التردد التي أصابت بعض من كان يفترض بهم الخروج للحديث فصمتوا وكأن الأمر لا يعنيهم، وأشار إليهم الحواتمة في مقابلته التلفزيونية أن الأردن يظلم وبحاجة لمن يدافع عنه بالكلمة.

وخلال المقابلة التي أجراها مدير عام قوات الدرك على قناة المملكة فقد فاجأ الكثيرين من خلال جرأته وقوة طرحه وحديثه العميق الذي آثر البعض القليل اختزاله في بعض الجوانب بعيداً عن الطرح الواضح الذي حلل فيه القائد الحواتمة بعمق عناصر قوة الدولة من الجانب الاستراتيجي، علماً بأن الباشا الحواتمة عمل كمدرس وموجه استراتيجي في كلية القيادة والأركان الملكية.

وقد بين الحواتمة للمتابعين وبتحليل عسكري واستراتيجي قدرة الدولة الأردنية وعناصر قوتها التي ترتكز على القوة السياسية لجلالة الملك، وتماسك الجبهة الداخلية خاصة ما يتعلق بالعشائر الأردنية التي تعد خط الدفاع الأول عن الوطن، وتكامل قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية.

وكأن الحواتمة اتكأ على ذلك ليعود بالحديث إلى ما قاله جلالة الملك بالزي العسكري، ومن داخل القيادة العامة للقوات المسلحة التي تحمل رمزية كبيرة في ضمير الاردنيين، ليربط الحواتمة بين عناصر قوة الدولة وتماسك جبهتها الداخلية مع قدرتها على تقرير مصيرها والدفاع عن مصالحها الوطنية.

الحواتمة بلهجته المحببة للأردنيين، وبشخصيته العسكرية الواثقة أشار إلى رسائل بعث بها جلالة الملك إلى الداخل والخارج من خلال ارتدائه للزي العسكري، ومكان وجوده في القيادة العامة، وكلمة "كلا" التي استخدمها جلالته في معرض حديثه عن رفض المساومة على القدس وفلسطين، وهي الأداة القاطعة التي يستخدمها العسكريون في مراسلاتهم اللاسلكية لوقف النقاش.

الحواتمة فاجأ الجميع بقوة طرحه، حتى أن محاوره أضاع الطريق في تتبع كلماته، حتى إن الحواتمة اضطر لتصحيح بعض المصطلحات لمقدم البرنامج مثل مصطلح البيئة الاستراتيجية، والفرق بين مفهوم التحدي ومفهوم التهديد في معناهما الاستراتيجي..

من أجمل ما قال الحواتمة إن سوء بعض المخرجات اليوم ناجم عن ضعف التخطيط الاستراتيجي لهذه المخرجات قبل أعوام خلت، بينما سيكون فشل أي تخطيط استراتيجي بعد عشر سنوات من مسؤولية من يخطط اليوم.

نحن اليوم بأمس الحاجة لرجال الوطن خاصة في هذه الأوقات التي تمارس فيها الضغوط على الأردن إما لمساومته على التنازل عن قيمه وإما للتشكيك فيها من خلال بث روح انهزامية تضعف من جبهتنا الداخلية وتقوي من الضغوط الخارجية، وهو ما أشار إليه الحواتمة قائلاً "الأردن يظلم أحياناً من خلال التشكيك في مواقفه ومواقف قيادته الهاشمية وهو بحاجة لكل أبنائه من خلال الكلمة التي نحتاجها اليوم أكثر من الطلقة".

ونقول للباشا الحواتمة لا فض فوك وحمى الله الوطن وأدام على أهله الأمن والسلام.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 19:56