الحواتمة.. عتب أم غضب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 18:09
مدار الساعة - كتب :محرر الشؤون المحلية - يخرج اللواء الركن حسين الحواتمة عبر لقاء تلفزيوني الى الشعب الاردني بسائر مكوناته، ليطمئنه ان الاردن قوي وانه يستمد هذه القوة من صلابة القيادة وعزيمة أجهزته العسكرية وهما خط الدفاع الأول عن الارض والعرض. واذا كانت القوة مستمدة بعد الله جلّ وعلا، من هذه القيادة التي قالت " القدس خط احمر، وكلّا للوطن البديل"، ومن هذه المنظومة العسكرية، فإن الحواتمة قد استخلص في حديثه لـ"صوت المملكة" ان الشعب الاردني بتماسك نسيجه وعزيمته التي لا تلين ووطنية عشائره، تشكل جميعها خط الدفاع الثاني للوطن. لم يكن حديث الحواتمة بهدف الاستعراض وانما بنظرة الى الواقع، ليؤكد بهذه الروح التي تتأجج فخراً واعتزازاً بما عليه الاردن من صمود، وأن نبرته التي تعكس معنى الثقة في المنطق، انما هي الشعور بالمسؤولية العسكرية والمدنية على السواء، وأن وقفات الرجال عند الشدائد، وقد عُرف بها الاردنيون، هي التي تضعهم جميعاً في خندق الوطن، لا على جبهات متناثرة. لم يغفل الحواتمة الضغوطات على الاردن والقيادة وقد استند في حديثه عنها إلى حديث الملك وهو يرتدي الزي العسكري في اثناء لقاءاته مع رفاق السلاح، وفي الزي المدني وهو يخاطب الشعب الاردني بكل مكوناته، مؤكداً للمرة الأخيرة على الثوابت الأردنية في القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وهي قضية تضغط وتزداد تبعاتها واكلافها على الاردن والشعب الفلسطيني المناضل على ارضه. واذا كان الحواتمة وبهذه الروح العالية، يؤكد ايضاً، الحفاظ على الروح المعنوية للاردنيين وهي الروح التي يحاول البعض النيل منها، ولن تفلح، لأنها حاضرة رغم قسوة الظروف،فإنه ومن موقع المسؤولية الوطنية وكمسؤول عسكري اراد ان يكون اكثر صراحة في كيفية التعامل مع الوضع الاقتصادي الذي يشغل الاردنيين، وهذا الشاغل هو مسؤولية الحكومة التي على استراتيجياتها تكثر اختلافات وخلافات،اذ يفترض ان تسير بموازاة الاستراتيجيات العسكرية،باعتبارها في مجملها المدني والعسكري استراتيجيات تعنى بالوطن والمواطن اياً كان موقعه،وأي زي يرتديه. ان كل من سمع حديث قائد الدرك، فإنه يلمس صدقية هذا الرجل واخلاصه، وعتبه لا غضبه، ذلك ان عتبه على الاعلام الذي يحتاج الى قوة الدفاع بالاقناع عن قضايا الوطن، وكذلك العتب على من خدموا في موقع المسؤولية، ولم يصارحوا بالقصور هناك وهناك في مؤسسات الدولة. وخلاصة القول الى جانب كل ما ذُكر، فإن ما تحدث به الحواتمة عن التعامل بين رجل الدرك والمواطن عند الاحتجاجات والمناسبات الرياضية وغيرها، ما هو الا تعامل قائم على تحمل المسؤولية الوطنية من الجانبين، لأن الإفراط او التهاون ربما يستغله ضعاف النفوس ومن يتربص بالاردن والاردنيين، وهم بالتأكيد لا يريدون لهذا الوطن ومواطنه الا الشر والخراب، فالشواهد من حولنا كثيرة، وظواهرالعبث بيننا اكثر، ولكن ارادة الاردنيين بتفويت الفرص على هؤلاء هي الرد.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/29 الساعة 18:09