الخلايلة يكتب: الملك ووحدة الصف والمصير الواحد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/28 الساعة 22:07
بقلم: سلطان الخلايلة
هناك لحظات تتوحد فيها الشعوب بجميع مكوناتها موالاة ومعارضة، لحظات فارقة عندما يهدد مصير الوطن والأمة وتحارب الثوابت تجد الجميع يستظلون بالعلم ويقفون على قلب رجل واحد.
كلنا رأينا الانقلاب في تركيا وكيف وقفت المعارضة في الصف الأول لرفضه، رغم خلافها العميق مع السلطة هناك، لكنها وطنيّة لا تسمح بأن تداس ثوابت وطنها، والتاريخ حافل بالشواهد من هذه النماذج التي تنحاز في ساعة الصفر للوطن وقضاياه المصيرية.
لكن للأسف، فإننا بلينا بشلّة دكاكين المنظّمات الدولية والسفارات والتي لا تعرف من الوطن سوى (بيتيفور) الدعم و(فواتير) الفنادق وتساوم على الشرف نفسه.
هذا يدعونا جميعاً وعلى اختلاف آرائنا أن نكون في خندق واحد عندما يكون هذا الخندق هو مصيرنا وعمقنا العربي الذي صار فيه العرب من محيطهم الى خليجهم في مهب الريح بفضل خلافاتنا شعوباً وأنظمة سياسية.
إذاً، هي وقفة أن نكون أو لا نكون ،وأن نكون مع أنفسنا ومع وطننا، أو نترك اختلافاتنا لتتعمق وتصير خلافات تفتت قوانا وتجعلنا فريسة للطامعين وهم كثر وعلى رأسهم العدو الصهيوني ومن يقف معه ويمده بالمال والسلاح.
غير هذا التماسك وهذا المخرج من أزمة التهديد الخارجي وتفويت الفرصة على المتربصين، فإننا سنكون إلى جانب الذين يتآمرون على الوطن ولا نظن ان أحداً من أبناء الاردن من يقف في هذا الجانب لأن الأردنيين لن يكونوا في يوم من الأيام من الذين ينتحرون وينحرون أنفسهم بأيديهم في لحظة ضنك وجوع بل هم الذين يدافعون عن وطنهم ولو كانت صدورهم عارية.
نقول هذا ونحن نسترجع بذاكرتنا وقفات العز دفاعاً عن القدس ولحظة الإنتصار التاريخي يوم الكرامة.
نعم، اليوم نحن في معركة مصيرية تشتد فيها الضغوطات وتتعدد حلقاتها على الأردن وقيادته ولكن الشدائد وإن استحكمت حلقاتها إلا أن عزائم وعقيدة الأردنيين هي التي تستطيع ان تفوت الفرص وترد كيد المتربصين والمتآمرين الى نحورهم نُحذٍّر هؤلاء أن عودوا إلى رُشدكم، فالوطن لون واحد لا يقبل التلوُّن.
ذلك أن الاردن سيبقى طائر الفيينيق الذي قَدَرُه أنه يعيش في النار ولكنه لا يحترق بعونه تعالى .
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/28 الساعة 22:07