أدونيس والربيع

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/06 الساعة 00:42
أبلغ الشاعر ادونيس محاوره في احدى الفضائيات انه لن يخرج في أية تظاهرة تخرج من جامع، التزاماً منه بمبدأ: فصل الدين عن الدولة، وشاعرنا واسمه القديم علي أحمد سعيد كان من حزبنا السوري القومي الاجتماعي، ثم غيّر وهو في لبنان: جواز سفره، وشعره بشطب كل دواوينه القديمة، وصار يصدر مع يوسف الخال مجلة شعر، وصارت له لغة مختلفة.. لكنّه بين الثابت والمتحوّل ابقى على رفيقته خالدة صالح الاكاديمية التي لم تتغير عن حنينها الدائم للقرية في جبال العلويين، ولم تتحول عن حبها الدائم للبنان.

وأودونيس في كل محاولاته للتغيير، يدرك قبل غيره أن التغيير لا يمكن ان يكون فعلاً فردياً سواء أكان خرج في تظاهرة من جامع او من كنيسة، او من سيناغوغ.

فالخروج الى التغيير الاجتماعي لا يحتمل القول: إن خروج الجسم عن محوره هو أفضل لحركته، وأدونيس يدرك ان جائزة الكونكور، او نوبل ليست بالسهولة التي عاش في باريس ليصل اليها، لان هذه الجوائز، رغم انها تُعطى لفرد او لعمل، إنما هي فعل قومي يفرض نفسه، ونجيب محفوظ لم يصل لأن ثلاثيته كانت مميزة في الادب العالمي، وانما هي مكافأة لسلام كامب ديفيد، وهي أعطيت لبيريس ورابين وياسر عرفات مكافأة لعملية كان العالم يتصور، في لحظة ما، ان شيئاً ما سيحدث في فلسطين!!.

وأدونيس يدرك في النهاية ان القِوى الحيّة في الأمة هي صانعة الثابت والمتحوّل، وقد كان عليه ان لا تخدعه حالة «الربيع العربي»، لأنها بالاعتراف البسيط لمستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس ليست غير: الفوضى الخلاقة وأن الأمر الذي أصدره الرئيس الاميركي اوباما باستقالة رئيس مصر: الآن!! والآن معناها الآن فأعلن نائبه وهو مدير المخابرات العسكرية هذه الاستقالة في اليوم ذاته.

اغلب الظن ان ادونيس لم ينخدع بجماهير الهواة في السياسة، فقد كانت اللعبة تجديد حكم العسكر في مصر، وتجديد البورقيبية في تونس.

وسلام لصاحب «قالت الأرض»، «ودليلة» «وقصائد أولى»، فالهرب من الحزب.. لا يصنع ربيعاً حقيقياً.

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/06 الساعة 00:42