المجالي يحاضر في مدرسة اسكان الجامعة بالذكرى 51 لمعركة الكرامة (صور)
مدار الساعة - بدعوة من لجنة النهوض الوطني في مدرسة اسكان الجامعة الثانوية للبنات/ مديرية تربية عمان الثانية، القى المؤرخ الباحث الدكتور بكر خازر المجالي/ مدير التوثيق في الديوان الملكي- رئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى، محاضرة في المدرسة بمناسبة الذكرى (51) لمعركة الكرامة الخالدة، بحضور السيدة مديرة المدرسة ابتسام الفايز، وعدد من المعلمات، وعدد كبير من طالبات المدرسة، اليوم الخميس الواقع بتاريخ 28/3/2019.
وقال الدكتور المجالي بأن معركة الكرامة الخالدة هي قصة بطولة وملحمة سطر فيها الجيش العربي الأردني صورة ناصعة من المجد والكبرياء الوطني، لافتاً الى انها معركة القادة الشباب الذين لم يتجاوز متوسط أعمارهم 26 عاماً، وبأن قيام اسرائيل بهذا العدوان كان بسبب خشيتها من الديمغرافيا الأردنية الفلسطينية، حيث كانت تخطط منذ زمن لافراغ فلسطين من أهلها، لافتاً الى أنه لو انتصرت اسرائيل كانت تريد جر الأردن لمعاهدة وفقاً لشروطها، ولفت إلى أنه سبق معركة الكرامة الكبرى الكرامة الصغرى في 15/ 2/ 1968عندما شن جيش الاحتلال هجوماً واسعاً على المنطقة الشمالية حيث سقط 7 شهداء وسمي يوم الشهداء السبعة، ليختار جلالة الملك عبد الله الثاني نفس اليوم يوماً للمحاربين القدامى نحتفل به كل عام تعبيراً عن الاعتزاز بدور القوات المسلحة الأردنية وشهدائها الذين سقطوا في ميدان الشرف والبطولة.
وبين الدكتور المجالي بأن معركة الكرامة والتي استمرت 16 ساعة فيها قصة بطولة وتضحيات، وفيها دعوة لدراسة العبر والدروس المستفادة منها حيث محت آثار حرب حزيران التي لم يكن الأردن مسؤولا عنها لأن القيادة كانت ليست أردنية، مؤكداً على دور مؤسسات التوجيه الوطني في تنوير الشباب، وبناء منظومة من القيم الوطنية عندهم من أجل الاعتزاز بوطنهم وقيادته وعروبتهم وببطولة الجندي الاردني في المعارك والحروب التي خاضها في فلسطين والجولان، ودحض الافتراءات التي تحاول التقليل من دور القوات المسلحة الاردنية في المعركة مشيراً لقصص من بطولة شهداء الكرامة البالغ عددهم 86 شهيداً، التي برهنت في مجملها على بسالة الجندي الأردني.
وأكد الدكتور المجالي على أن ذكرى معركة الكرامة الخالدة تبعث في نفوس الأردنيين على الفخر والاعتزاز، حيث كان جيشنا يذود في المعركة عن ثرى الأردن، مُلقناً المعتدي الآثم درساً قاسياً أعاد الاعتبار للجيوش العربية بعد معركة 1967، وبأن انتصار جيشنا العربي في معركة الكرامة برهن بأن جيشنا يَقهرُ الذي يدعي أنه لا يُقهر، فجيشنا وريثُ الثورة العربية الكبرى، التي حملنا معها رسالة الحق، ونفخر اليوم أن مليكنا وريث أمجادها، يحمل نيابة عن الأمتين والعربية والإسلامية وصاية جده الشريف في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتابع المجالي: الرحمة لروح صانع المجد، ولقائد المعركة الحسين بن طلال رحمه الله، ولكل بواسل جيشنا الذين سيجوا حدود الوطن بزنادهم ودمهم، فكانت فوهات البنادق تصدح مع أصواتهم، هنا الأردن، ولا مكان فيه لطامع أو معتدٍ، ودونه المهج والأرواح تُفدى.
وقال المجالي بأن الحديث عن الكرامة، يقودنا للحديث عن القدس، فجيشنا العربي، الذي صفع العدو ورده خائباً مدحوراً، كان له من التضحيات على أرض فلسطين الطهور، ما يدفعنا لأن تكون تلك الأمجاد حاضرة في أذهان الأجيال، حيث نغرس مبدأ لا نحيد عنه، القدس ليست للمساومة، ولا تفريط بها، والأرواح دونها، ولا تنازل ولا قبول بالمساس بالوصايةِ الهاشمية عليها، وبهذا نكون مخلصين لأمتنا ولأراوح الشهداء الذين سطروا الأمجاد في اللطرون والسموع وباب الواد وتل الذخيرة وغيرها من معارك الشرف والإباء.
وأكد المجالي على أن الأردن قدم بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني التضحيات تلو التضحيات دفاعاً عن قضيتنا الفلسطينية، وسيبقى للقدس خير سند وعون لأهلها الصامدين المرابطين بوجه آلة الاحتلال الغاشمة، إلى أن ينال الأشقاء حقهم التاريخي والشرعي في إقامة دولتهم المستقلة.
وفي بداية اللقاء القت مديرة المدرسة السيدة ابتسام الفايز كلمة رحبت فيها بالدكتور المجالي، وقدمت شكرها وتقديرها له لقبول دعوة المدرسة للحضور والاحتفال بهذه المناسبة التي يتغنى بها الأردنيون.
وفي نهاية المحاضرة التي قدم لها المعلمة نسرين نواصرة، دار نقاش مفتوح بين المحاضر والحضور من المعلمات والطالبات، نالت اعجاب الحضور لما تلقينه من معلومات مفيدة عن هذه المعركة الخالدة في تاريخ الاردن .