الملك يتحرك.. ما القادم؟
مدار الساعة - كتب محرر الشؤون السياسية - لم تكن الرحلة الملكية التي حطّت في مطار القاهرة الأحد كأي رحلة شبيهة. الملك وهو يطير إلى القاهرة، يعلم جيداً، ما تمر به المنطقة، وما هو قادم إليها، وما يعانيه العرب من تشرذم أضعفهم دولاً وشعوباً.
الزعماء الثلاثة: جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، كانوا في القمة الثلاثية يعيدون "الانتشار السياسي والأمني" لضمان الاستقرار، في منطقة ستزدحم بالأحداث القادمة، وهذا ما تريد القمة الاستعداد له.
عناوين كثيرة انتهت اليها القمة على رأسها لكن أبرزها في البحث عن إجابة حول الآليات التي يمكن من خلالها نجاح توحيد الجهود والمواقف حيال ما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات، خصوصا مع الحديث عن خطة الولايات المتحدة الأمريكية للسلام التي تعرف اعلاميا باسم "صفقة القرن"، وما يعنيه ذلك من ضرورات تعزيز العلاقات العربية العربية، وأهمية تفعيل العمل العربي المشترك بما يخدم مصالح دولها وشعوبها، وهذا ما يضعه الأردن أولوية، الذي ما فتئ يدعو الى مأسسة جهود التعاون والتنسيق المشترك، ومتابعة نتائج القمة بشكل حثيث.
الجديد في القمة الثلاثية أنها خلصت إلى الاتفاق على الاجتماع بشكل دوري، سعيا للوصول إلى تعاون ثلاثي متكامل أمنيا وسياسيا، واقتصاديا.
من هنا انبثق عن الاجتماع بيان أكد فيه الزعماء الثلاثة أهمية تفعيل مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية والتنموية، وتنسيق الجهود في محاربة الإرهاب، والتأكيد على أهمية أن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس إلى استعادة التضامن وتعزيز العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
وينظر الأردن بتفاؤل إلى بدء استعادة العراق لعافيته عقب سلسلة النجاحات التي حققتها بغداد في استعادة الأمن، وفي الحرب على الإرهاب، وهو ما أكد عليه الاجتماع دعما للأشقاء العراقيين ووقوفا إلى جانبهم.
بالتأكيد يدرك الاردن حجم المخاطر المقبلة او المتوقعة للمرحلة المقبلة وهو على أية حال يحاول الاستعداد لها مع الاشقاء العرب، تجنيبا للمملكة والمنطقة لازمات جديدة هي في غنى عنها.