أين نشأ عيد الأم وما أصوله.. وما قصة المرأة التي طالبت بإلغائه
مدار الساعة - تحتفل معظم دول العالم بعيد الأم، ولكن في أوقاتٍ مختلفة وبتقاليد متباينة، ففي حين تحتفل مصر وبعض دول الوطن العربي بعيد الأم في 21 من آذار، الذي يتزامن مع بداية فصل الربيع، حيث أن الولايات المتحدة تحتفل به في الأحد الثاني من شهر أيار.
وتختلف التقاليد من ثقافة إلى أخرى، ففي تايلاند، يتم الاحتفال بعيد الأم في يوم 12 آب، الذي يوافق عيد ميلاد الملكة سيريكيت، والدة الملك الحالي لتايلاند ماها فاجيرالونجكورن، ويعتبر اليوم عطلة رسمية في البلاد.
في صباح عيد الأم، تقام الاحتفالات لتقديم عروض الطعام للرهبان البوذيين في تايلاند، كما تستضيف المدارس عادةً حفل عيد الأم.
وتأتي الأمهات إلى مدرسة أطفالهن ويحتفلون، امتناناً للأم على كل ما فعلته من أجلهم.
كما يصنع الصغار بطاقات يدوية كهدية للأمهات، بالإضافة إلى هدية خاصة.
ويصادف الاحتفال بعيد الأم في الهند الأحد الثاني من أيار في كل عام. وتنظّم المدارس احتفالاً كبيراً في عيد الأم للاحتفال به أمام الأطفال لتوعيتهم بالحدث ومعرفة أهمية الأم. كما تتم دعوة أمهات الطلاب الصغار بشكل خاص في المدارس ليكونوا جزءاً من الاحتفال.
وفي يوغوسلافيا، يتم الاحتفال بيوم الأم في كانون الأول، كجزء من سلسلة أيام العطلات التي تكون في أيام الأحد الثلاثة قبل احتفالات عيد الميلاد 25 كانون الأول، الأحد الأول يوافق يوم الطفل، وفيه يتم ربط الأطفال وعدم إطلاق سراحهم حتى يعِدوا بأن يكونوا جيدين، والأحد التالي هو عيد الأم، يتسلل الأطفال على غرفة الأم ويربطونها على السرير، ولا يمكنها النهوض حتى تقدم لأطفالها هدايا. الأحد الثالث، يكون عيد الأب، وبالطبع يُربط الأب، ويجب أن يقدم الهدايا التي عادة ما تكون هدايا عيد الميلاد للعائلة كي يطلق أفراد العائلة سراحه.
وفي مصر بدأ الاحتفال بالمرأة والأم في مصر الفرعونية، وهذا ما تظهره جدران معابد دندرة وسمنود.
وكانت إيزيس رمزاً مصرياً للاحتفال بالأم ورمزاً للأمومة. وفي مصر القديمة، كان الاحتفال بعيد الأم من خلال مواكب من الزهور تطوف المدن احتفالاً بعيد الأم.
وانتقلت بعد ذلك فكرة الاحتفال بالأم إلى الحضارات الأخرى كالرومانية واليونانية، في حين يرى بعض المؤرخين أن فكرة الاحتفال ظهرت عند الحضارة اليونانية (الإغريقية).
كذلك من المعتقد أن الاحتفال بعيد الأم يتزامن مع الاحتفال بعيد الربيع، لأن تفتح الأزهار يرمز إلى الحياة التي تمنحها الأم لأبنائها.
في نهاية القرن 19، فكرت الناشطة الأمريكية جوليا وورد هاو في تخصيص يوم للاحتفال بالأم، إلا أن اعتراض بعض القساوسة حال دون ظهور الفكرة على أرض الواقع.
وفي بدايات القرن العشرين وتحديداً عام 1908، نادت الناشطة الأمريكية آنا غارفيس بتحديد يوم للاحتفال بالأم، لتكريم الأمهات لما يقدّمن من تضحيات لأبنائهن، بعد وفاة والدتها عام 1905. على عكس سابقتها.
وتمكّنت غارفيس من تنفيذ فكرتها في عام 1914، ليوقِّع الرئيس وودرو ويلسون يوم الأحد الثاني من أيار عيداً للأم.
وانتشر بعد ذلك في بعض دول العالم وأوروبا، ولكن مع اختلاف يوم الاحتفال. بعد أن أصبح عيد الأم عطلة وطنية في أمريكا، بدأ التجار وبائعو الورود في الاستفادة من اليوم بطريقة تجارية للغاية، على عكس ما كانت تريده غارفيس (كانت تريد احتفالا أسرياً أو زيارة الكنيسة). هنا، شجبت غارفيس هذا التحوُّل، وحثت الناس على التوقف عن شراء أزهار عيد الأم والبطاقات والحلويات.
كما لجأت إلى شن حملة ضد مستغلي عيد الأم بما فيهم بائعو الزهور وبعض الجمعيات الخيرية أيضاً، ووصلت معارضتها إلى طلب إلغاء اليوم رسمياً من قائمة العطلات الأمريكية.
وبحسب موقع بي بي سي، فتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في الوطن العربي في العصر الحديث إلى الصحفي المصري علي أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم في عام 1955.
فقد قابل أمين سيدة أرملة كافحت إلى أن يدرس ابنها الوحيد في كلية الطب، إلا أن هذا الابن ترك أمه دون سؤال بعد زواجه. هنا طرح أمين فكرة الاحتفال بعيد الأم على وزير التعليم آنذاك كمال الدين حسين، والذي طرحها بدوره على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وبدأ الاحتفال به بالفعل في 21 مارس/آذار في عام 1956، وانتقل إلى عددٍ من الدول العربية. وكان أمين قد ذكر الفكرة في كتابه أمريكا الضاحكة في عام 1943، إلا أنه لم يقترحها رسمياً إلا بعد حدوث الموسى السابق.
في عام 1965، قررت الحكومة تغيير اسم اليوم إلى عيد الأسرة، وذلك بعد القبض على مصطفى أمين بتهمة التجسس، ولكن تلقى عبدالناصر العديد من البرقيات من الأمهات تطالب بإعادة إطلاق اسم عيد الأم، فأعاده عبدالناصر بالفعل