خماش يكتب: الدين معاملات وليس عباده فقط
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/20 الساعة 11:13
يتكون بكل بساطة أي دين من الأديان السماوية التي أنزلها الله على رسله وأنبيائه من بداية هذا الكون من شقين: شق العبادة لله سبحانه وتعالى مثل الديانه اليهوديه فعندهم السيناجوج كمكان لعبادتهم ويستخدمون البوق للمنادى للصلاة. والديانة المسيحية فعندهم الكنيسة كمكان لعبادتهم ويستخدمون الناقوس (الجرس) للمنادى للصلاة. وكذلك المسلمين عندهم المسجد كمكان للعبادة ويستخدمون الأذان للمنادى للصلاة (عن أبي عميرٍ بن أنسٍ قال: "اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فَذُكِرَ له القنع أي البوق يعني الشبور فقال: هو من أمر اليهود، فَذُكِرَ له الناقوس أي الجرس، فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتمٌ لهمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُريَ الأذان في منامه، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائمٍ ويقظان إذ أتاني آتٍ فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما منعك أن تخبرني؟، فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله). وكذلك في ما يسمونها بالديانات الأخرى مثل البوذية وغيرها فلهم معابدهم ليتعبدوا فيها.
وأما الشق الثاني فهو شق المعاملات بين أتباع الدين الواحد ومع غيرهم من أصحاب الأديان الأخرى ومن خلق الله من الكافرين والملحدين قال تعالى في كتابه العزيز (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). والمعاملات مهمة جداً في حياة كل إنسان لآن نسبة المعاملات في أي دين تصل إلى خمسة وتسعين في المائة (95%) بينما العبادات تصل لخمسة في المائة (5%). والعبادات تشمل الصلاة والصيام والحج والأمانة والصدق وحقوق الإنسان والحيوان وغيرها من مخلوقات ربِّ العالمين والمساعدة والمحبة والزواج والتجارة ... إلخ من جميع أمور الحياة. فعندما كان المسلمون مطبقين لعباداتهم ومعاملاتهم كما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى وكما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة كانوا في مقدمة الأمم في العلم والثقافة والعلوم والصناعة والتجارة والقوة العسكرية ... إلخ وحكموا العالم. وعندما إبتعدوا قليلاُ قليلاُ عن دينهم وتطبيق تعليماته أصبحوا في مؤخرة الأمم. وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
ووفقاً لدراسة قام بتنفيذها باحث إنجليزي إسمه بول أسفورد ونشرها في صحيفة الجورنال (The Journal) بين دول العالم وكان الهدف منها تصنيف الدول تنازلياً من الأعلى إلى الأقل تطبيقاً لتعاليم وقيم ومفاهيم وأداب الإسلام في المعاملات بين أفرادها ومع الآخرين في العالم. فجاءت نتيجة الدراسة ساعقة للمسلمين وفق الآتي: أول دولة هي إيرلندا الجنوبية تليها الدنمارك والسويد وأول دولة إسلامية جاءت ماليزيا بالمرتبه رقم ثلاثة وثلاثين وأول دولة عربية إسلامية دولة الكويت جاء ترتيبها 48 والسعودية 91 ومصر 128. وهذا تصديق لما قاله الإمام محمد عبده في منتصف القرن الماضي أي قبل سبعين عاماً عندما ذهب لفرنسا عندما قال: رأيت في فرنسا مسلمين بلا إسلام وتركت في بلاد المسلمين مسلمين بلا إسلام. لما تقدم طلبنا في مقالتنا السابقة بعنوان " فوبيا الإسلام مصطنعة " من كل مسلم ومسلمه أن يفهموا دينهم بشكل صحيح ويطبقوه عملياً أي في التعامل حتى يأخذ غيرنا عنَّا الفكر الصحيح عن الإسلام والمسلمين. قال تعالى( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(النحل: 43)).
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/20 الساعة 11:13